- الاضطرابات في نظام GPS تعتبر مفتعلة كجزء من استعدادات إسرائيل لرد محتمل من إيران، مع توسيع التشويش على نظام الملاحة في تل أبيب والقدس.
- تداعيات انقطاع GPS تشمل متاعب للسائقين، مخاوف تتعلق بالسلامة للمستجيبين للطوارئ والنقل التجاري، وصعوبات في خدمات التوصيل.
أبلغ سكان المنطقة الوسطى من إسرائيل، اليوم الخميس، عن تعطل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) في التطبيقات القائمة على الموقع مثل "ويز" و"غوغل مابس" و"موفيت". ونتج عن الخلل ملاحظة سكان وسط إسرائيل أن الأجهزة تخبرهم بأنهم في العاصمة اللبنانية بيروت أو العاصمة المصرية القاهرة أو مناطق أخرى ليسوا فيها.
ومنذ أشهر وسكان شمال إسرائيل يلاحظون مشاكل في نظام جي بي إس، بالتزامن مع المعارك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله جنوبي لبنان بالتزامن مع العدوان على غزة. لكن يبدو صباح اليوم الخميس أن مشاكل التشويش هذه قد امتدت الآن إلى الجزء الأوسط من دولة الاحتلال، حيث أظهرت الصور المتداولة عبر الإنترنت انحرافات واضحة في "جي بي إس" تمتد عبر المنطقة بأكملها.
وأفاد سائقون في وسط إسرائيل بأن تطبيقات الملاحة مثل "ويز" أصبحت فجأة تعرض مواقعهم في أماكن لم يكونوا فيها بالتأكيد، بما في ذلك أماكن بعيدة مثل بيروت، لبنان. كما أظهرت الخدمات الأخرى التي تعتمد على "جي بي إس"، مثل منصة وولت للتوصيل، نفس الأخطاء الغريبة في الموقع، حيث وضعت عمّال التوصيل بشكل خاطئ في مناطق مثل شبه جزيرة سيناء في مصر.
أزمة "جي بي إس" من افتعال الاحتلال
وهذه الاضطرابات "مفتعلة"، ففي إطار الاستعدادات لرد محتمل من إيران، وسّعت إسرائيل التشويش على نظام جي بي إس، والمعروف بنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، اليوم الخميس، في منطقتي تل أبيب والقدس المحتلة، وكانت قد فعلت ذلك في المنطقة الشمالية منذ بداية الحرب الحالية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، اليوم الخميس، بأنّ التشويشات التي تقوم بها المؤسسة الأمنية في مختلف المناطق تأتي في إطار تضليل الصواريخ الموجّهة والطائرات المسيّرة التي تعتمد على نظام تحديد المواقع.
ويأتي التشويش بعد أيام فقط من الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، يوم الاثنين الماضي، التي أودت بحياة العميدين في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، وهما من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، فضلاً عن خمسة ضباط مرافقين لهما. وقالت القناة 12 العبرية إنّ تهديد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، لإسرائيل، وتأكيده أنها "سوف تندم"، أثار حالة تأهب قصوى في المؤسسة الأمنية خوفاً من الرد الإيراني.
وأشارت القناة إلى أنه "تم رفع حالة التأهب في مختلف المنظومات بالجيش الإسرائيلي، كجزء من الاستعدادات لعمليات إطلاق (صواريخ وطائرات مسيرة) نحو إسرائيل، حيث أصبحت الطائرات المقاتلة على أهبة الاستعداد، بما في ذلك استعدادها لتنفيذ عمليات اعتراض". وأشارت إلى أن "التقدير في إسرائيل أن إيران ستحاول، عبر فروعها في الشرق الأوسط، مهاجمة إسرائيل من اليمن، وسورية، ولبنان".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ذكر في بيان له، في أكتوبر/تشرين الأول، أنه "أثناء القتال، يتم تفعيل اضطرابات نظام تحديد المواقع جي بي إس عمداً لأغراض تشغيلية مختلفة لحماية أمن سكان دولة إسرائيل".
وفي أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول، استأنف تطبيق ويز، بالتنسيق مع قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عرض بيانات حركة المرور لأول مرة منذ بدء العدوان على غزة. لكن التطبيق لا يزال يحجب خرائط المرور الشاملة في مناطق معينة كجزء من الاحتياطات الأمنية، بحسب ما ذكره موقع صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية، اليوم الخميس.
وعبّرت الصحافة الإسرائيلية عن مخاوف من تداعيات اتساع نطاق انقطاع "جي بي إس" في إسرائيل، والتي تمتد من المتاعب التي يواجهها السائقون، إلى مخاوف محتملة تتعلق بالسلامة بالنسبة للمستجيبين للطوارئ والنقل التجاري غير القادرين على تتبع المواقع بشكل موثوق، بالإضافة إلى خدمات التوصيل التي أعلنت بالفعل عن صعوبات كبيرة في السير بالطرقات.