الميلاد في كينغستون: سوق قديمة تبث البهجة في النفوس

الميلاد في كينغستون: سوق قديمة تبث البهجة في النفوس

01 ديسمبر 2017
تتزين السوق لاستقبال الميلاد (العربي الجديد)
+ الخط -
مع اقتراب عيد الميلاد، تحوّلت سوق كينغستون القديمة، يوم الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى ساحة ملوّنة تعكس جمال هذه المناسبة وسحرها، حيث انتشرت الزينة والمزيد من الكابينات الخشبية التقليدية، في المكان والشوارع المحيطة به.
وكالعادة أضيئت أنوار شجرة الميلاد التي انتصبت في شارع كلارنس، عند الساعة السادسة مساء من هذا اليوم، وتجمّعت الحشود حولها. كما افتتحت قرية ألبين السنوية، وسوق الأدوات الحرفية، ليبدأ الترفيه على خشبة المسرح، حيث تكثر المفاجآت الاحتفالية.
دخول هذه السوق، التي تقع في قلب وسط مدينة كينغستون جنوب غرب لندن، كفيل ببث بهجة العيد في النفوس، حيث تنتشر تلك الكابينات الصغيرة الجميلة، التي تعرض هدايا فريدة من نوعها، لأولئك الباحثين عن أشياء مميّزة يقدّمونها لأحبّائهم. فضلاً عن ذلك، نجد في هذه السوق التاريخية، وقرية ألبين الميلادية، التي تعود إلى الحياة كل عام بمناسبة عيد الميلاد، حانات تقدّم أكواباً من النبيذ الساخن الذي يزدهر في هذه الفترة، وطعاماً من مختلف مطابخ العالم، وأجواء ترفيهية، تصدح فيها التراتيل.
منذ عدّة قرون، تعتبر سوق كينغستون، موطناً لسوق مزدحمة، يعود تاريخها إلى أوائل عام 1200، لا تزال مزدهرة لغاية يومنا هذا. وتنتشر فيها، أكشاك دائمة حيث تباع الأسماك والأجبان والخضار ومنتجات ذات جودة عالية وأنواع مختلفة من الخبز والزهور، جنباً إلى جنب مع أكشاك المطاعم المتنوّعة من المأكولات الأصيلة ومنها العربية. كل ذلك في أجواء لطيفة تحيط بها المحلات التجارية والمقاهي.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه السوق، توجت ملوك الساكسون، لكنّها شهدت تغييرات جذرية مع مرور الزمن. ولم تكن يوماً مجرّد سوق عادية، بل وجهة ومقصد جدير بالفنون والمهرجانات التي تستضيفها على مدار السنة، بما في ذلك المهرجانات الغذائية والأحداث الموسيقية والأسواق الليلية وأسواق الخمر. نستعرض منها، مهرجان كتب خاص بالأطفال سيقام في 2 ديسمبر/كانون الأول، حيث يمكن القراءة ورسم الشخصيات المفضلة لدى الأطفال، فضلاً عن توقيع الكتب، وحضور، أكسل شيفلر، المصور العالمي الشهير. ومن المتوقّع أن يتوافد مئات الصغار لحضور العروض الحيّة التي ستستمرّ خلال هذه الفترة، في وسط مدينة كينغستون.
"إنّها سوق رائعة، ومميّزة. أردت أن أستأجر إحدى كابيناتها، لبيع ما أبتكره من زينة الميلاد"، تقول يولانتا (35 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، بيد أنّها تأخّرت في تقديم طلبها. وتتابع، إنّها في العام المقبل ستعرض الحرف اليدوية التي تعمل عليها، وتأمل في بيع كمية كبيرة منها، بما أنّ هذه السوق لا تهدأ على مدار العام وتزدحم بشكل كبير خلال فترة الأعياد، كما أنّ كلّ من يبحث عن أشياء نادرة أو غريبة قد لا يجدها سوى في هذا المكان على الرغم من صغر حجمه.
توصلنا أزقّة هذه السوق إلى نهر التايمز الذي يقع على مسافة دقائق منها، وهو عامل يجذب المزيد من الناس إليها. وتعمل بلدية المنطقة على تحسين هذه الوصلات التي تبدو مهترئة وفقيرة بعد مرور مئات السنين عليها.
مع العلم أنّ هذه السوق نجت من اختبارات الزمن لعدّة قرون، ولا تزال تستمر في تجديد وإضفاء الحياة إلى منطقة كينغستون، خاصّة الكابينات التي أنشئت فيها هذا العام، والتي يقارب عددها الـ 30، بعد أنّ أنفقت البلدية نحو 3 ملايين جنيه إسترليني على عمليات إصلاحها. والقصد من ذلك، مساعدة وتعزيز التجارة فيها، عن طريق توفير جودة عالية للزبائن، ومنظر جذّاب مع الإبقاء على الطابع التاريخي الذي لطالما ميّزها.
ونجح تصميم ريبا الحائز على جوائز عديدة، في تنويع استخدام سوق كينغستون القديمة. كما تحوّلت الخيمات البالية إلى أكشاك خشبية مثقوبة بفتحات تتحوّل إلى فوانيس ليلية، تضفي لمسات خرافية وساحرة على المكان.
على مدى السنوات الـ 800 الماضية، استخدمت هذه السوق كمكان للاحتفال والعقاب على حد سواء، حيث شكّلت المكان المثالي للمجرمين والسرقة. وتأسّست بعض أقدم الصناعات فيها، مثل الدباغة وصناعة الشموع، لعبت دوراً في منحها شكلها الحالي.
تفتح هذه السوق يومياً وتحيط بها مباني مدنية ومتحف محلي ومكتبة عامة ومحاكم محلية صغيرة. وهناك مسرح للفنون الدرامية البارزة يعرف باسم "مسرح روز"، الذي افتتح في عام 2008، ويتسع لحوالى 899 شخصاً. ولطالما اشتهرت كينغستون بالأدب والسينما والتلفزيون، بدءاً من الرواية الفيكتورية الهزلية، "ثلاثة رجال في قارب"، التي ألّفها جيروم.ك. جيروم، وغيرها.












المساهمون