توثيق ساخر لرحلة اللجوء

توثيق ساخر لرحلة اللجوء

05 أكتوبر 2016
من ألمانيا بدأت تجربته (العربي الجديد)
+ الخط -
أوضاع اللاجئين الفلسطينين، سواء في لبنان أو في البلاد التي هاجروا إليها، وخاصة في أوروبا حيث كانت رحلة اللجوء محفوفة بالمخاطر، شكّلت للشاب وليد العلي مادة نقدية يرويها بأسلوب ساخر ويقوم بتسجيلها باللهجة الفلسطينيّة المحكيّة في المخيمات، ليتناقلها الفلسطينيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى صار اسمه معروفاً في المخيمات وبين أوساط اللاجئين خاصة في ألمانيا. 

وليد العلي فلسطيني من قرية مزقّا قضاء مدينة صفد المحتلة، وفي لقاء مع "العربي الجديد" قال: "بعد أن لجأ أهلي من فلسطين سكنوا في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، ثم انتقلنا إلى أماكن عدّة في لبنان، إلى أن استقررنا في مدينة صيدا (جنوب لبنان) وسبب هذه التنقلات أن والدي كان يعمل في الزراعة، وكلما وجد أرضاً زراعية يعمل بها، أخذنا لنسكن معه.
ويضيف: "تعلمت مهنة الحلاقة الرجاليّة، وعندما بلغت 21 سنة من عمري سافرت إلى ألمانيا عام 2003 لأمتهن الحلاقة، ولكن عن طريق حقيبة أضع فيها أدواتي وأجول على بيوت العرب وعلى معسكرات اللجوء (الهايم) إلى أن تحسنت أموري وافتتحت صالون حلاقة خاصاً بي في مدينة برلين".

يقوم وليد العلي بتسجيل صوته لإيصال رسائل ناقدة وساخرة حول أوضاع اللاجئين في أوروبا، أو في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويلفت إلى أنه كان يهوى تسجيل صوته وخاصة أن مهنته في الحلاقة جعلته يستمع إلى مشاكل الزبائن وينقلها بأسلوبه الساخر وبلهجة أبناء المخيمات. وانتقل إلى خارج محل الحلاقة ليستمع إلى الشكاوى والمعاناة التي يعيشها اللاجئون في ألمانيا والذين لا يملكون إقامة أو أوراقاً ثبوتية، ولا يستطيعون العمل أو السفر لزيارة أهلهم في لبنان، وكان أول تسجيل له يحكي قصة لاجىء فلسطيني يعيش في ألمانيا داخل أحد معسكرات اللجوء، ويتذمر كونه كان في لبنان يسكن في بيت داخل المخيم وهو الآن يعيش في معسكر يشبه المعتقل. وانتشر هذا التسجيل في ألمانيا وفي لبنان دون معرفة من هو صاحب الصوت، وكرّت السبحة في التسجيلات الناقدة والساخرة حتى صارت تسجيلاته تصل إلى أكبر شريحة من الفلسطينيين.

ويقول إن قصص اللاجئين صار يرويها بأسلوبه، وخاصة الذين يهربون من مخيمات لبنان إلى ألمانيا، معتقدين أن الجنة هناك، وعن سماسرة البيوت، وحتى حالة الفقر السائدة في المجتمع الفلسطيني والاشتباكات في مخيمات لبنان، وصار ينشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويلفت إلى أنه عندما أتى لبنان وقام بزيارة مخيم عين الحلوة، وجد أن تسجيلاته منتشرة بشكل كبير وعندما عرفوا أنه صاحب هذه التسجيلات، صاروا يطلبون منه الاستماع إلى بعض ما كان يسجله، مما شجعه لأن يفكر جديّاً في تقديم موهبته على المسرح أمام الناس وبدأ بالتدرب على ذلك.

المساهمون