خانقاه صلاح الدين الأيوبي في القدس

خانقاه صلاح الدين الأيوبي في القدس

11 سبتمبر 2016
الاحتلال يحاصر معالم المدينة التاريخية (العربي الجديد)
+ الخط -
 ويقطعها ويضع العوائق الإسمنتية الضخمة في طريق المارة، وكأنه لا يريد أن يتذكر أهل القدس وزوارها أن هذا المكان التاريخي شهد ساعات طويلة من اختلاء صلاح الدين الأيوبي بنفسه كي يخطط لمعاركه مع خصومه.

تقع خانقاه صلاح الدين، أو ما يعرف بـ"الخانقاه الصلاحية" في حارة النصارى وتحديداً خلف كنيسة القيامة، وقد أنشئت بعد تحرير القدس من الفرنجة في العام (583 هجرية، 1187 ميلادية). وهي عبارة عن مجمع متكامل من المعمار الإسلامي الفريد إذ تحتوي على مسجد وغرف للسكن، ومرافق عامة لتسيير أمور من يمر بها أو يقيم فيها. وبعد عامين من إنشائها قام صلاح الدين بتحويلها لوقف للمتصوفين، وقام برهان الدين بن غان ببناء مئذنة جميلة لمسجدها عام 840 من الهجرة.
يستطيع من يقصد "الخانقاه الصلاحية" أن يصل إليها عبر مدخل معقود يؤدي إلى دركاه أو موزع، وتقابل مسجداً صغيراً، وهناك سلم حجري يؤدي إلى الطابق الثاني الذي يقوم فيه مسجد كبير فتح له محراب في جداره الجنوبي، وعلق فوقه نقش كتابي على لوح من الرخام يحمل اسم المنشئ؛ وهو عيسى بن أحمد بن غانم وسنة الإنشاء وهي سنة (741هـ/1340م).
وفي الوقت الحالي أصبح دور الخانقاه محصوراً في تعليم القرآن. ويخصص عصر كل يوم جمعة لقيام القراء والحافظين بتلاوة القرآن، ويعيدون تلاوته في المسجد الأقصى، إضافة إلى حفظ الأحاديث النبوية.

يشار أن الخانقاه هي كلمة معربة من الفارسية، وتعني المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة، ولذلك فبناؤها يكون ذا تصميم خاص لتجمع ما بين تصميم المسجد والمدرسة، ويطلق على الغرف التي يختلي المتصوف بها اسم "الخلاوي"، ومن أشهر الخوانق التي عرفت عبر التاريخ الاسلامي خانقاه السلطان بيبرس.




المساهمون