اكتشاف في روما يعيد المدينة إلى أصولها

اكتشاف في روما يعيد المدينة إلى أصولها

22 فبراير 2020
أساطير عدة حول رومولوس وشقيقه ريموس (بييرو بيانتشي/Getty)
+ الخط -
عرض للمرة الأولى في روما، أمس الجمعة، اكتشاف يعتبره علماء الآثار "استثنائياً" قد يكون قبر رومولوس الملك المؤسس لروما، ما يعيد المدينة الخالدة إلى أصولها قبل ثلاثة آلاف سنة.

وكان الموقع معروفاً من الخبراء منذ فترة طويلة، ولا سيما الإيطالي جاكومو بوني (1859-1925) الذي طرح منذ القرن التاسع عشر فرضية أن يكون نصب تكريمي لشخصية بارزة أو بطولية قد تكون لمؤسس المدينة، موجوداً في المنتدى الروماني حول الـ "كوميتيوم" (فسحة مخصصة للتجمعات العامة في العصور القديمة).

وسمحت حفريات جديدة تستند إلى أعمال بوني، أشرف عليها مجمع "كوليسيوم" الأثري، بتأكيد هذه الفرضية مع كشفها عن "ناووس (معروف من جاكومو بوني) طوله 1.40 متر تقريباً مرتبط بعنصر دائري هو مذبح على الأرجح". ويعود هذان العنصران إلى القرن السادس قبل الميلاد، على ما أعلن المجمع في بيان.

واستعرضت نتائج هذه الحفريات فضلاً عن مشروع تطوير هذا الاكتشاف "الاستثنائي" يوم الجمعة، خلال مؤتمر صحافي عقدته مديرة المجمع، ألفونسينا روسو.

وحدد تاريخ تأسيس روما القديمة في 21 إبريل/نيسان من العام 753 قبل الميلاد، على يد رومولوس بعدما قتل هذا الأخير شقيقه ريموس لأنه اجتاز الخط الذي رسمه لتحديد حرم المدينة الجديدة.

ولطالما انقسم المؤرخون حول وجود الشقيقين التوأمين اللذين يرضعان من ذئبة الذي روج له مؤلفون من العصور القديمة وبات رمزاً لمدينة روما.

وقد أضاء علم الآثار على جزء من هذه الأسطورة في نهاية الثمانينيات، من خلال فريق من العلماء بقيادة عالم الآثار الإيطالي أندريا كارانديني، اكتشف أخدوداً طويلاً وعميقاً تعتريه حجارة كبيرة في منطقة غير مستكشفة من المنتدى.

واعتبر كارانديني أن الأمر يتعلق بـ "الأخدود المقدس" الذي شقه رومولوس. وتراوح وفاة رومولوس بين الأسطورة والواقع أيضاً. فالرواية الأكثر انتشاراً هي أنه قتل على يد أعضاء غاضبين في مجلس الشيوخ الذين قطعوا جثته، ورموها في مناطق عدة من المدينة. وهي رواية تفترض غياب الجثة، وتالياً القبر.

وتفيد رواية أخرى روج لها الكاتب فارون في القرن الأول قبل الميلاد بأن قبر رومولوس موجود في مكان واقع على "كوميتيوم" حيث قتل أول ملوك روما السبعة.

وأوضح عالم الآثار باولو كارافا لوكالة "فرانس برس": "ليس المهم أن نعرف حقيقة وجود رومولوس من عدمه، المهم هو أن هذه الشخصية اختارها القدماء لتكون نقطة انطلاق ولادة المدينة سياسياً". واعتبر هذا الخبير في روما القديمة في "جامعة لا سابيينزا" في روما "يقترح علماء الآثار في مجمع كوليسيوم الاعتراف بهذين الاكتشافين، أي الناووس والدائرة الحجرية، على أنهما قبر رومولس. وبرأيي ينبغي بعد هذا الاعتراف فتح نقش علمي" حول هذا الموضوع.

(فرانس برس)

المساهمون