غالب حويلا... جدارية لدرويش

غالب حويلا... جدارية لدرويش

11 يوليو 2017
من رسومات حويلا في مدينة صور (العربي الجديد)
+ الخط -

يعود تاريخ تأسيس صور إلى بدايات الألف الثالث، قبل الميلاد. في تلك المرحلة كانت المدينة، تتألف من قرية مزدوجة أقيم قسم منها على الشاطئ، والقسم الآخر على مجموعة من الجُزر الصخرية المنتشرة قبالته. أمّا عصرها الذهبي، فكان إبان حكم ملكها، أحيرام، الذي بناها، وأقام عدداً من المشاريع العمرانية، فأوصل الجزر ببعضها، وردم جزءاً من البحر، بهدف توسيع رقعة المدينة.

تحوّلت صور إلى مدينة سياحية بامتياز اليوم، خاصة بعد أن تم تزيين حاراتها القديمة طلاء جدرانها بالألوان المميزة.
واللافت، أن جدران المدينة تحولت إلى لوحات فنيّة قام برسمها مجموعة من الرسامين المحترفين الذين تطوعوا من أجل تحسين منظر مدينتهم، فباتت الجدران عبارة عن معرض للوحات فنيّة ورسومات مختلفة.

في أحد أزقة المدينة، وعلى جدار طويل، تطالعك جدارية للشاعر الفلسطيني الراحل، محمود درويش، تضم صورته ومجموعة من كتابته كُتبت بطريقة فنيّة مزخرفة قام بتنفيذها الفنان، غالب حويلا، الذي تحدث لـ"العربي الجديد": "أنا ابن مدينة صور، ولكن، بحكم إقامتي في مدينة بيروت، بدأت مشواري الفني منها، وصرت أرسم على الجدران في العاصمة، وعرفني الناس من خلال المخطوطات والرسومات التي كنت أنفذها في بيروت. ولكن، كان الناس يسألونني دائماً لماذا لا أرسم في مدينتي، إلى أن جاءت هذه الفرصة بتنفيذ مشروع تزيين شوارع وأزقة مدينة صور، وتم طرح اسمي لأكون من ضمن المشاركين في هذا المشروع".

وأضاف: "أول لوحة رسمتها على جدران مدينة صور كانت عبارة عن مخطوطة دائرية الشكل، كنت قد رسمتها في وسط بيروت منذ ثلاث سنوات أعدت رسمها في مدينتي. ثم اخترت أن أرسم محمود درويش لما يمثل من معاني أدبية وثقافية ووطنية ليس للشعب الفلسطيني فقط، بل للعرب جميعاً". "شعر وكتابات درويش برأيي"، يقول حويلا: "تليق بمدينة صور التي أعتبرها إحدى المدن التاريخية التي احتضنت الفلسطينيين، وعاشت معهم في مراحل حياتهم المختلفة، وتضم عدداً كبيراً من الفلسطينيين الذين هُجّروا من وطنهم".

واعتبر حويلا أن محمود درويش يستحق أن تكون صورته وكلماته على جدران المدينة لأن كلماته سواء كانت عن الوطن أو الحب تشبه المدينة التي قاومت الغزاة عبر التاريخ، والتي احتضنت الحب والثقافة، ولكن من أهم الأسباب أن حويلا من أشد المعجبين بالشاعر محمود درويش.

ولفت إلى أن الجدارية عبارة عن كلمات محمود درويش بشكل سياج يخترقه وجه درويش، وضمت كلمات من أشعار مختلفة آخرها أثر الفراشة. سكان مدينة صور أحبوا الحلّة الجديدة التي لبستها مدينتهم وهي تضج بالألوان والحياة والرسوم، وهي للحفاظ على تراث وحضارة المدينة بشكل عصري. واللافت، أن كل من يعمل على تحسين منظر المدينة من رسومات وطلاء جدران وحتى ترميم الحجر الرملي هم متطوعون من أبناء المدينة، هدفهم إظهار المدينة بشكل لائق وتليق بحضارة المدينة أيضاً لتستقطب الزوار والسيّاح من مختلف المدن سواء من داخل لبنان أو خارجه، ولتكون المدينة إحدى الوجهات السياحية الدولية.


المساهمون