التين المجفف

التين المجفف

31 مارس 2015
على مائدة الطعام (Getty)
+ الخط -
تعتبر شجرة التين من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان، وهي الشجرة الأطول عمراً بين الأشجار المثمرة. تنتشر زراعة التين في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، ومنها لبنان وخصوصاً في جنوبه وجباله.

تنضج ثمرة التين في المناطق الساحلية صيفاً في شهر تموز/يوليو، بينما تتأخر شهراً في المناطق الجبلية، وأحياناً تمتد إلى فصل الخريف. يتنوّع التين بنكهته وأشكاله وألوانه الكثيرة، كما أنّ لكل نوع ميزة وطريقة لاستخدامه والاستفادة منه.

ومن بين الأصناف التي تزرع في المناطق الساحلية، التين الأبيض، والبقراطي ذو اللب الأحمر والقشرة الخضراء، والتين الجمّالي ذو الثمرة الكبيرة، وهناك الغزلاني، والعسلاني، والسويدي والبيضاني، والشموطي، والصيداني.

أمّا المناطق الجبلية على مختلف ارتفاعاتها، فتتميّز بزراعة التين الأسود ذي القشرة السوداء واللبّ الأحمر، والمعروف بحلاوة أقل من الأصناف الأخرى، وهناك التين الحمّار ذو القشرة الحمراء واللبّ الأحمر، ويتميّز بصغر حجم ثماره وغزارة ثمار شجرته، والتين العاملي "نسبة إلى جبل عامل" الذي يتميّز بنكهة خاصة.

ولما للتين من فوائد صحية، يقوم اللبنانيون بتجفيف ثمرة التين خلال فصل الصيف للاحتفاظ به في فصل الشتاء، فيتم تشريحه ونشره على أسطح البيوت في القرى كي يتعرض لأشعة الشمس التي تؤدي إلى تبخّر المياه منه، ثم يتم تحويله إلى مربيات، أو تبقى الثمرة كما هي وتجفف من دون تشريح، ويُشك في خيطان طويلة ويتم تناوله في فصل الشتاء مع الجوز أو اللوز.

تتميّز قرى الجنوب اللبناني بصناعة "مربى التين" من التين المجفف المشروح، أو يمكن صناعة المربّيات من التين النيء الناضج مباشرة من دون تجفيفه. وعن طريقة التحضير، يوضع التين في وعاء كبير، يضاف إليه الماء والسكّر والحامض، وعندما يغلي الماء تنزع الرغوة التي تطفو على سطح الوعاء، ثم تضاف كميّة من اليانسون أو وريقات من نبتة العطر، وقبل الانتهاء من عملية الإنضاج، يضاف إليه السمسم والمسك والجوز واللوز، ويغلى المزيج لمدّة خمس دقائق، ويترك ليبرد قبل أن يسكب في أوعية زجاجية. ولا ننسى أنّ لكل قرية لبنانيّة طريقتها المفضّلة في صناعة المربّى.

لكن في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، يعتبر التين المجفّف من الحلويات الشعبية التي يتم تناولها بعد الطعام. ويروي أحد تجار التين المجفف في المدينة ح. ن أنّ والده كان يتناول ثمرة التين المجففة، بعد وضع حبة لوز أو جوز بداخلها، بينما "التين المعقود" أي المربى، كان دائم الوجود على السفرة، وما زال يعتبر من المؤونة الرئيسية التي تحفظ في أوعية زجاجية.

تلفت خبيرة التغذية مريم وهبي إلى أنّ للتين المجفف فوائد تفوق التين الطازج أو النيء، لأنّه بعد التجفيف يكون قد سُحب منه الماء، وهو غني بالبوتاسيوم والكالسيوم ومضادات الأكسدة؛ والتي تساهم في تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطانات، إذ يعتبر أعلى بعشرة أضعاف بمضادات الأكسدة مقارنة ببقيّة الفواكه المجففة.

المساهمون