"الوفاق" الليبية تدرس مقاطعة الدول الداعمة لحفتر

"الوفاق" الليبية تدرس مقاطعة الدول الداعمة لحفتر... ومصر والإمارات أبرزها

06 يناير 2020
السراج يقوم بزيارة للجزائر اليوم (Getty)
+ الخط -

في وقت ينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئ، اليوم الإثنين، استجابة لطلب قدمته وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية، عكف مجلس وزراء حكومة الوفاق، أمس الأحد، على دراسة مشروع قرار يهدف لمقاطعة الدول الداعمة لحرب حفتر على العاصمة طرابلس.

وحث مسؤولون كبار في طرابلس، مثل رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ووزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، وعدد من السياسيين على "ضرورة مقاطعة الدول الداعمة لعدوان اللواء حفتر على طرابلس، خصوصاً مصر والإمارات".

وعلى مستوى النشطاء، لقي وسم "الإمارات تقتل الليبيين"، ووسم "مجزرة الكلية العسكرية"، رواجاً على منصات التواصل الاجتماعي، شارك فيه عدد من السياسيين أيضاً، ما يراه المحلل السياسي الليبي سعيد الجواشي "من أهم المواقف الضاغطة على الحكومة من أجل تغيير سياستها تجاه تعاطي المجتمع الدولي مع تداعيات العدوان على طرابلس".

وفي وقت لا ينتظر فيه الجواشي أي موقف جديد من مجلس الأمن المنقسم على نفسه بوجود دول أعضاء دائمين فيه يدعمون حرب حفتر على العاصمة، إلا أنه في الوقت ذاته يرى أن إبلاغ الوفد الأوروبي بضرورة تأجيل زيارته لليبيا "له فاعلية أكبر".

وكان خبراء في الشأن الليبي تحدثوا لـ"العربي الجديد"، قد أكدوا في وقت سابق أن حادثة استهداف طيران داعم لقوات اللواء خليفة حفتر الكلية العسكرية في طرابلس، والتي راح ضحيتها 30 طالباً، وأصيب 34 آخرون، ستؤثر على طريقة تعاطي الحكومة مع مستجدات الأوضاع السياسية.

وأبلغ الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيف بوريل وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة، في اتصال هاتفي مطلع الأسبوع الماضي، عزمه على زيارة طرابلس للقاء قادة الحكومة رفقة وزراء أربع دول هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، قبل أن يعقد الوزراء الأربعة اجتماعاً في بروكسيل، الإثنين، تمهيداً للزيارة المقررة.

ورجحت مصادر مطلعة في وقت سابق أن يحمل الوفد الأوروبي رسائل للحكومة تطالبها بضرورة وقف تنفيذ اتفاقها مع الحكومة التركية للحد من رغبة الأخيرة بإرسال جنودها إلى ليبيا. وقلل استباق البرلمان التركي المصادقة على قرار الرئاسة بشأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا من إمكانية زيارة الوفد الأوروبي، إلا أن الجواشي يرى في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن وقع إبلاغ الوفد الأوروبي بتأجيل الزيارة سيكون ذا تأثير لأن الإبلاغ يتضمن رسالة مفادها إصرار الحكومة الليبية على المضي في تنفيذ اتفاقها مع تركيا.

في الأثناء، أكدت مصادر مطلعة لــ"العربي الجديد"، أن رئيس الحكومة فايز السراج سيقوم بزيارة عاجلة رفقة وزير خارجيته محمد سيالة للجزائر، اليوم، وهي زيارة تتكامل مع موقف الحكومة المنزعج ضمنياً من طريقة تعاطي الاتحاد الأوروبي مع أزمة البلاد، بحسب الجواشي.

ورغم وضوحها في رفض اعتداء حفتر على العاصمة طرابلس واعتباره سبباً في تعثر التسوية السياسية، إلا أن حكومة الوفاق والحكومة التركية تبديان رغبة في انخراط الجزائر بشكل أقوى وأكثف في الملف الليبي بحسب مستجداته الأخيرة التي أفرزها الاتفاقان الأمني والبحري بين حكومتي طرابلس وأنقرة.

ويعتقد الباحث الليبي في العلاقات الدولية، مصطفى البرق، أن الجزائر الرافضة بوضوح لمشروع حفتر لا ترغب في الوقت ذاته بأن تقترب من الاتفاقات الموقعة بين طرابلس وأنقرة لعلاقة بعضها بقضية الحدود المائية البعيدة عن الجزائر.

وأعلن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، الخميس الماضي، عن عزم بلاده على إطلاق "المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية ما بين الليبيين فقط".

من جانب آخر، تحاول القاهرة، الخصم الألد لتركيا في الملف الليبي، استغلال الهوة التي بدأت في الاتساع بين حكومة الوفاق ودول أوروبية كانت على علاقة وطيدة بها، مثل إيطاليا، في إطار حشدها للمواقف الدولية التي من شأنها عرقلة وصول قوات تركية لليبيا.

ورغم إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، عن بدء إرسال قواته إلى ليبيا تدريجيا، إلا أن القاهرة أعلنت عن اتفاق مشترك مع فرنسا وإيطاليا يرفض التصعيد العسكري ويولي الحل السياسي أهمية أكبر، بل وعزمها على استضافة لقاء فرنسي إيطالي قبرصي مشترك، الأربعاء المقبل، في هذا الصدد.


ويقرأ البرق أن تصريحات قادة القاهرة والدول الأوروبية تشهد تحولاً "بعد الرفض والتهديد بدت لغة الرافضين تميل للحديث عن ضرورة إعادة العملية السياسية لإنتاج حل سياسي للأزمة الليبية، ولا سيما من خلال برلين"، مضيفاً في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "بيان السفارة الأميركية في وقت أكدت فيه مسؤولية حفتر عن الهجوم على الكلية العسكرية، وهو موقف أميركي غير مسبوق في وضوحه وله دلالاته، لكن في الوقت ذاته أكد على استعداد واشنطن للمساعدة في إعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض السياسي".

ويرى البرق أن السياسة الحكومية الجديدة في طرابلس بدأت بالفعل في الإتيان بثمارها، لكنه في الوقت ذاته يرجح أن يكون وراء الموقف الروسي الذي يسوده الغموض حتى الآن خطر، مشيراً إلى أن "الدلائل تؤكد نشاط شركة أجنحة الشام السورية في نقل مقاتلين سوريين لبنغازي بالتزامن مع انتشار صور جوية أخيرا تظهر وصول طائرة روسية من طراز Tu-154M إلى بنغازي قادمة من موسكو، ما قد يعكس رغبة روسية في تصعيد الوضع وزيادة دعمها لحفتر".

المساهمون