كمال أبو قويدر... المدافع عن عقارات القدس

كمال أبو قويدر... المدافع عن عقارات القدس

11 أكتوبر 2018
أبو قويدر صاحب كشك لبيع الساعات والخواتم (العربي الجديد)
+ الخط -


تحول كمال أبو قويدر إلى "بطل" في عيون المقدسيين، بعد أن كشف في تسجيلات التطورات المتعلقة بصفقة البيع الأخطر لعقارات المقدسيين. وكمال أبو قويدر، الرجل الذي يقترب من العقد الخامس، وصاحب كشك صغير لبيع الساعات والخواتم عند ملتقى باب العامود بسوق المصرارة، بات يوصف لدى المقدسيين بأنه "البطل الأشجع والأجرأ في مواجهة من يفرط بالقدس وعقاراتها"، بعد مواجهته سماسرة وباعة عقارات، كما حدث في عقار آل جودة في عقبة درويش بالبلدة القديمة من القدس المحتلة.

ويتابع المقدسيون عموماً صفحته على "فيسبوك"، والمسماة "القدس بوابة السماء"، ليستقوا منها كل جديد عن آخر التطورات المتعلقة بصفقة البيع الأخطر لعقارات المقدسيين، وهي كما وصفها أبو قويدر بأنها "صفقة القرن"، وذلك بعد أن كشف عبر تسجيلات هاتفية أجراها مع أطراف تسريب العقار. وكان أبو قويدر كشف، قبل سقوط العقار في أيدي المستوطنين قبل نحو أسبوع، عن محاولات البيع والتسريب. وكان في كل حين يحذر المسؤولين بلهجته الشعبية "يا ناس البلد بتضيع من أيديكم. حسبي الله على كل من باع وسرب، وحسبي الله على كل من سكت وهو يعرف أن السماسرة يقومون بصفقات ويبيعون عقارات". وقال أبو قويدر، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن "محافظ القدس السابق عدنان الحسيني كان أول من أخبرته بشأن الصفقة. أيضاً تنظيم فتح في البلدة القديمة كان على علم وأخبرتهم بأن تسريبات وصفقات تجري في الخفاء، فكانوا يقولون إن الموضوع قيد المتابعة"، مشيراً إلى أنه لم يتم متابعة الأمر، وحين "وقعت الفأس بالرأس" عاتبوه على عدم تبليغه لهم. لكن الرجل واجههم بتسجيله لمكالمة مع محافظ القدس السابق، واحتفاظه بتسجيلات لآخرين، بمن في ذلك الثلاثي المتورط بعملية البيع والتسريب، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مثل فادي السلامين، وأديب جودة، وخالد العطاري رجل الأعمال المعروف من رام الله، والذي يتضح اليوم أنه المسؤول الأول والمباشر عن عملية البيع والتسريب.

وعن جهوده الأولية في متابعة أمر الصفقة، وما جرى بينه وبين الحسيني، قال أبو قويدر "في أحد الأيام اتصلت بمدير صندوق المرضى الإسرائيلي كوبات حوليم، والذي كان يشغل العقار وسألته عن أي جديد فيما يتعلق بالعقار، فقال لي إن جهة أجنبية مجهولة أخطرتهم، عن طريق المحامين، بإخلاء العقار بصورة مستعجلة. وعلى الفور اتصلت بمحافظ القدس (السابق) عدنان الحسيني وأخبرته بما حصل فقال لي بالحرف الواحد: لا يوجد شيء من هذا الكلام، والعقار اشتراه خالد العطاري وهو وقف، فسألته من هو خالد العطاري؟ لقد تردد لي اسمه على أكثر من عقار في القدس القديمة، فقال لي إنه شخص معه الكثير من الأموال ويشتري (العقارات). بعد ذلك بدقائق اتصلت بالمدعو أديب جودة صاحب العقار المباع وسألته من المشتري فرفص أن يبلغني، وهدد بملاحقتي قانونياً ولدي تسجيل بهذه المكالمة، في حين أن إدارة كوبات حوليم قالت لي إن السلامين وشركة اسمها الثريا تابعة لدولة الإمارات والقيادي (المفصول من حركة فتح محمد) دحلان قاموا بشراء العقار قبل عدة سنوات".

ما كشفته تسجيلات أبو قويدر الأخيرة، ومنها تسجيل لنجل المحامي محمود حبيب الله، كشفت عن معلومات كثيرة، منها ما تعلق بدور فادي السلامين الذي وكّله لإبطال صفقة البيع مع آل جودة، بعد أن حجزت السلطة الفلسطينية على أمواله ولم يعد قادراً على الالتزام بدفع الدفعة الأخيرة من مبلغ الصفقة البالغة مليون دولار، ليستعيد لاحقاً دفعاته السابقة البالغة مليونا ونصف المليون دولار دفعها العطاري وأودعها في المحكمة ليقوم بعد ذلك بشراء العقار وتسجيله في الطابو رسمياً باسمه، ومن ثم بيعه إلى شركة مجهولة الهوية في ساحل العاج. ويمكن القول إن مصدر المعلومات بالنسبة للمقدسيين حول ما جرى هي تسجيلات أبو قويدر مع المتورطين في عملية التسريب والبيع، وكذلك تسجيلاته مع أطراف رسمية وتنظيمية في السلطة الفلسطينية علمت بما يجري ولم تسارع لمنع وقوعه. وقال أبو قويدر، لـ"العربي الجديد"، بعد ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من أن العطاري قبض مبلغ 17 مليون دولار مقابل عقار عقبة درويش، إن الأمر كان متوقعاً، وأنه كان يدرك أن جهات كثيرة، غير العطاري، متورطة، لكن الأخير كان في الواجهة. ويقدر أبو قويدر، الذي ينتظر ما ستسفر عنه تحقيقات الجهات الرسمية الفلسطينية، أن الواقع أخطر من صفقة عقار، فالمتورطون كثر، وهناك ملايين الدولارات تضخ للسيطرة على مزيد من العقارات في القدس المحتلة.