العبادي يريد طائرات أميركية... وتخوّف من وصولها لإيران

العبادي يريد طائرات أميركية... وتخوّف من وصولها لإيران

15 ابريل 2015
العبادي كان التقى أوباما في الأمم المتحدة (فرانس برس)
+ الخط -

تفادى البيت الأبيض قبيل لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الحديث عن المطالب العراقية من إدارة أوباما، وهي مطالب يُفترض أنها سبقت وصول العبادي إلى واشنطن. إلا أن مصادر "العربي الجديد" في الخارجية الأميركية أكدت أن "المطالب العسكرية التي يعتقد العبادي أنها سوف تساعد جيش بلاده في التغلب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يوليها العراقيون أولوية قصوى على ما عداها".

وأوضحت المصادر أن "العبادي يهمه حصول العراق على طائرات أباتشي أميركية وطائرات من دون طيار لمطاردة عناصر داعش، في حين أن أوباما ووزير خارجيته جون كيري وضعا مسبقاً نصب أعينهما مصارحة العبادي برأيهما في أنه لا حلول لأزمات العراق من دون تنشيط عملية إدماج السنّة في العملية السياسية، وتخفيف حدة الاحتقان الطائفي".

وكان المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، قال يوم الإثنين الماضي، إنه "لا علم لنا بأي طلبات محددة سوف يأتي بها العبادي، ولكن إن كانت هناك أفكار محددة لدى رئيس الوزراء العراقي لزيادة وتيرة المساعدة لبلاده، فسوف نبحثها بجدية".

لكن مسؤولا مدنياً في البنتاغون، أعرب لـ"العربي الجديد" عن مخاوف في واشنطن من تزويد حكومة العبادي بجيل جديد من الطائرات من دون طيار، بما يجعلها متاحة أمام الخبرات الإيرانية أو حتى خبرات "حزب الله" اللبناني لتقليدها أو معرفة أسرارها. وتُفسِّر هذا المخاوف، التي لم تظهر إلى السطح حتى الآن، ما يقوله بعض المعلقين الجمهوريين من أن الولايات المتحدة تقوم حالياً بالعمليات الحربية الجوية، ويجب التركيز على تعزيز قدرات الجيش العراقي البرية قبل الجوية.

اقرأ أيضاً: العبادي يتوجه إلى واشنطن لطلب أسلحة وزيادة الضربات الجوية

وتحفّظت المصادر السياسية التي اتصلت بها "العربي الجديد" لتوضيح أولويات الإدارة الأميركية في العراق، على التعليق حول أن التركيز سيكون على إنهاء الانقسام الطائفي من أجل القضاء على "داعش"، أم أن القضاء على التنظيم سيكون له الأولوية من أجل إنهاء الانقسام الطائفي؟ واكتفى أحد المصادر بالقول "إن المسائل مترابطة، ولا أحد حتى في المنطقة نفسها يحلم بإنهاء الانقسام الطائفي، ولكن الهدف هو تخفيف الاحتقان ومشاركة الجميع في العملية السياسية، من أجل منع داعش من الاحتماء بأي معاناة لتجمعات سكانية من أي طائفة".

ورجّحت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية ألا يتخذ البيت الأبيض قراراً فورياً بشأن طلبات العبادي العسكرية، وأن تتم إحالته لمسؤولي البنتاغون. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هناك توصيات مفصّلة من قبل الخبراء الأميركيين العاملين في العراق لما يحتاجه الجيش العراقي من أسلحة ومعدات في حربه ضد "داعش"، وأن العسكريين في البنتاغون لا يمانعون من حصول العراق على ما يريد، ولكن السياسيين ربما يسعون إلى مقايضة العبادي بتحقيق مطالب سياسية من جانبه مقابل تلبية طلباته العسكرية. يشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية نشرت في العراق خلال الشهور القليلة الماضية نحو 3100 جندي، بعضهم خبراء ومستشارون.

وتبدي واشنطن حرصاً كبيراً على عدم انتشار تقنيات طائرات "درونز" (من دون طيار) القادرة على حمل صواريخ قاتلة تسير عن طريق الشرائح الإلكترونية، لكنها تقدّم لبعض حلفائها طائرات من هذا النوع لأغراض استطلاعية أو جمع معلومات. وقد تمنّعت الولايات المتحدة عن تزويد مصر بطائرات "أباتشي"، ثم رفعت الحظر عن هذا النوع من الطائرات عنها أخيراً.

ويتردد أحياناً في واشنطن أن البنتاغون يجري مشاورات مع إسرائيل قبل السماح بتزويد أي جيش عربي بأسلحة أميركية متطورة. ويتخذ السياسيون والإعلاميون الموالون لإسرائيل في الولايات المتحدة موقفاً معادياً من العبادي، إذ يتهمونه بالولاء لإيران وتبنّي شعاراتها تجاه إسرائيل.

وهذه هي أول مرة يزور فيها العبادي واشنطن بعد انتخابه، لكنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها بأوباما، إذ إنه التقى الرئيس الأميركي في الأمم المتحدة عقب اختياره رئيساً للوزراء. ويعوّل البيت الأبيض كثيراً على العبادي في إخراج العراق من مأزقه، لكن بعض وسائل الإعلام الأميركية تصف العبادي بأنه مالكي آخر (في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي)، ولم يفعل شيئاً لتخفيف الانقسام الطائفي في بلاده.

ومن المقرر أن يزور العبادي، إلى جانب البيت الأبيض، المقر الرئيسي للخارجية الأميركية، حيث تقرر أن يعقد لقاء مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ومن المتوقع كذلك أن يجري مباحثات مع مسؤولي البنتاغون وبعض قيادات الكونغرس الأميركي من الحزبيين الديمقراطي والجمهوري.

اقرأ أيضاً: "داعش" يستغل صراع الإرادات الأميركي - الإيراني في الأنبار

المساهمون