التحول عن التدين يخفض الحجم السياسي للحريديم في إسرائيل

التحول عن التدين يخفض الحجم السياسي للحريديم في إسرائيل

07 سبتمبر 2016
يمثل الحريديم 13 نائباً بالكنيست (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -
دلّت دراسة إسرائيلية أخيرة على حدوث تباطؤ في نسبة التمثيل الديمغرافي للتيار الديني اليهودي الحريدي، بسبب تحوّل الكثير من عناصره عن التدين وتوجههم لأنماط الحياة العلمانية. وقد استندت نتائج الدراسة، التي أعدها مركز "طاوب"، المتخصص في دراسة القضايا الاجتماعية في "إسرائيل"، إلى تتبع حركة الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية.

وحسب الدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة "ميكور ريشون"، فقد تبين حدوث انخفاض في نسبة الزيادة في عدد الطلاب الذين يلتحقون بمدارس التيار الحريدي، في الوقت الذي زادت فيه نسبة الطلاب الذين يلتحقون بأطر التعليم العلمانية. وانصبّت الدراسة، التي أعدها الباحثان نحوم بلس وحاييم بليخ، على تحليل حركة الطلاب في المدارس الفترة الفاصلة بين عامي 2000 و2015. وقد دلت الدراسة على أنه في الوقت الذي زاد عدد الطلاب الحريديم بين العامين 2000 و2001 بنسبة 6.7 في المائة، فإن الزيادة التي حدثت على عددهم بين 2014 و2015 كانت بنسبة 5.1 في المائة.

في المقابل، تبيّن أن عدد الطلاب الذين يدرسون في التعليم الرسمي العلماني، قد ازداد بين العامين 2000 و2001 بنسبة 0.3 في المائة، أما الزيادة التي حدثت على عددهم بين العامين 2014 و2015 فقد بلغت 3.1 في المائة. وأسفرت الدراسة عن معطيات مفاجئة، إذ تبيّن أن الولادات في أوساط العلمانيين زادت خلال هذه الفترة بنسبة 10 في المائة، في حين انخفض معدل التكاثر لدى الحريديم بنفس النسبة. وأكدت الدراسة أن التراجع في نسبة زيادة الحريديم في إسرائيل، والذي انعكس في تراجع عدد الطلاب الذين يدرسون في مؤسساتهم التعليمية، يعود بشكل خاص إلى تحول أعداد كبيرة من الحريديم، عائلات وأفرادا، عن التدين والإقبال على أنماط الحياة العلمانية.

ونوهّت الدراسة إلى أن الإقبال على العلمانية يدفع الحريديم السابقين إلى إخراج أبنائهم من دوائر التعليم الحريدي. وأشارت إلى أن نسبة اليهود في إسرائيل الذين يتحولون عن التدين ويقبلون على أنماط الحياة العلمانية أكبر من نسبة العلمانيين الذين يتحولون إلى التدين. وكشفت الدراسة أن انخفاض نسبة تكاثر الحريديم أفضى إلى تراجع تمثيلهم النيابي في البرلمان، مشيرة إلى أن عدد النواب الذين مثلوا الحريديم عام 1996 كان 14 نائباً، في حين يمثلهم حاليا 13 نائباً فقط.



وأظهرت الدراسة أيضاً تراجع نسبة تكاثر الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وبحسب معطيات الدراسة، فإنه في الوقت الذي زاد عدد الطلاب في المدارس الفلسطينية في "إسرائيل" بين العامين 2000 و2001 بنسبة 6.7 في المائة، فقد زاد العدد بين العامين 2014 و2015 بنسبة 2.3 في المائة فقط.

وعزت الدراسة انخفاض نسبة الفلسطينيين إلى ميل العائلات الفلسطينية إلى خفض نسبة الولادات بشكل واضح. واستدركت الدراسة أنه على الرغم من انخفاض نسبة الزيادة في عدد الحريديم والفلسطينيين، فإن الجمهورين يشكّلان معاً 45 في المائة من إجمالي عدد السكان في "إسرائيل". وتدل الدراسة إلى أن 55 في المائة فقط من الإسرائيليين هم من الصهاينة، على اعتبار أنه بالإضافة للفلسطينيين، فإن الحريديم يرفضون الفكرة الصهيونية ويتعاملون معها فقط من باب الأمر الواقع. ويعود ميل الكثير من الحريديم لترك أنماط الحياة المتدينة والإقبال على العلمانية، إلى طابع وسمات النظام التعليمي الذي ساعد على استشراء الفقر في أوساطهم، لأنه لا يعدّهم للانخراط في سوق العمل.

وقد رفعت عدد من العائلات الحريدية التي تحولت للعلمانية أخيراً دعوى أمام المحكمة الإسرائيلية العليا ضد النظام التعليمي الحريدي لتسببه في استشراء الفقر في أوساطهم، والذين لا يستطيع معظمهم الحصول على فرص عمل نوعية بسبب تحصيلهم العلمي المتدني.

ويذكر أن مؤسسات التعليم الحريدي ترفض تدريس طلابها العلوم والرياضيات الحديثة والتكنولوجيا والإنكليزية، وتكتفي بتدريس المواد الدينية والعبرية ومبادئ الرياضيات الأساسية فقط. كما تجدر الإشارة إلى أن الأحزاب الحريدية نجحت أخيراً في إجبار الائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على إلغاء قانون سنته الكنيست قبل ثلاثة أعوام يلزم جهاز التعليم الحريدي بتدريس الإنكليزية والعلوم، والتكنولوجيا والرياضيات الحديثة. ويذكر أن أعلى معدلات الفقر في الكيان الإسرائيلي تسجل عادة في التجمعات السكانية الحريدية والمدن والقرى الفلسطينية.


المساهمون