أعزاز.. مواطنون يروون وقائع ليلة السبت الدامية

أعزاز
avata
عدنان الإمام
عدنان الإمام مراسل "العربي الجديد" في سورية
غازي عنتاب
C2A96DF8-EEBE-40B9-B295-1C93BEABA19C
محمد الأمين
كاتب وإعلامي فلسطيني مقيم في لندن، أكمل الماجستير في الإعلام في جامعة برونل غرب لندن.عمل صحافياً ومنتجاً تلفزيونياً لعدد من البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية لصالح عدد من القنوات العربية والأجنبية، يكتب حالياً في شؤون الشرق الأوسط ويختص في الشأن الفلسطيني.
31 مارس 2024
إنفجارات وضحايا في إعزاز السورية.. ماذا يقول سكان المنطقة؟
+ الخط -
اظهر الملخص
- انفجار سيارة مفخخة في سوق مدينة أعزاز السورية يسفر عن مقتل وإصابة العديد، مما يعكس الوضع الأمني المتردي في مناطق المعارضة السورية ويثير الفوضى وعدم اليقين حول عدد الضحايا.
- الحادثة تسببت في حالة من الرعب والصدمة بين السكان، خاصة مع اقتراب عيد الفطر، وتوجه الاتهامات نحو الفصائل المسيطرة على الشمال بتحمل مسؤولية الأمن، وسط تساؤلات حول الجهة المسؤولة.
- المخاوف تتزايد من تأثير الانفجار على الحياة اليومية والنشاط التجاري، مع توجيه أصابع الاتهام نحو عدة جهات بما في ذلك الوحدات الكردية ومليشيات النظام، والتحقيقات مستمرة لتحديد المسؤولين.

اهتزت مدينة أعزاز بريف حلب، شمالي سورية، بانفجار سيّارة مفخخة ضربت السوق الرئيسي في المدينة، التي تعتبر معقل المعارضة السورية، منتصف ليلة أمس السبت، ما يعزز الاعتقاد بأن الاستقرار الأمني في مناطق المعارضة ما يزال بعيد المنال.

ووثقت مديرية صحّة أعزاز مقتل طفلين وامرأة في التفجير وإصابة خمسة مدنيين آخرين بينهم طفل، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن الانفجار أدى إلى مقتل ثمانية مواطنين وإصابة 30 آخرين، مشيراً إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.  

وذكرت مصادر محلية أن الانفجار وقع عند التقاطع الرباعي للسوق المسقوف وشارع الجسر والشارع المؤدي إلى سوق الهال القديم في المدينة، مشيرةً إلى أن هذه المنطقة تعتبر الأكثر اكتظاظاً، لا سيما مع توجه الأهالي للتسوق قبيل عيد الفطر. وقال الدفاع المدني إن 27 محلاً تجارياً تضرر في سوق أعزاز الرئيسي بالإضافة لعدة منازل وعدد من السيارات والدراجات النارية.

ليلة أعزاز الدامية

"كانت ليلة دامية" يقول محمد عليان، نازح من ريف إدلب ومقيم بالمدينة، في حديث مع "العربي الجديد"، مضيفاً أن دقائق فقط كانت تفصله عن مكان وقوع التفجير "لم نعش مثل هذه اللحظات المخيفة منذ عدة أشهر"، ووصف عليان ما جرى بأنه "عمل إرهابي جبان"، متسائلاً "من هؤلاء الذين يقتلون أبرياء في الشوارع في العشر الأواخر من رمضان".

من جهته رأى المواطن عدنان. ح أن الفصائل التي تسيطر على الشمال تتحمّل مسؤولية ما جرى، وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "عليها (الفصائل) حماية المدنيين وليس الدخول في خلافات ونزاعات داخلية، على الجيش الوطني تحمّل مسؤولياته في المنطقة المتروكة لفوضى السلاح والفلتان الأمني".

وتعد مدينة أعزاز، تبعد عن مدينة حلب بنحو 50 كم، معقل المعارضة السورية الأبرز، إذ تضم أغلب مؤسسات الائتلاف الوطني السوري، وكانت قد تعرّضت لعدة تفجيرات بسيارات ملغمة خلال السنوات الفائتة.

ويقول ساجد الشمالي المقيم في أعزاز لـ"العربي الجديد" إن "المدينة اليوم تكاد تخلو من السكان"، موضحاً "كل شيء في أعزاز مدعاة للحزن والخوف الذي تراه على وجوه الناس"، وأشار إلى أن المدينة "عاشت فترة من الهدوء والاستقرار الأمني، ولكن ما حدث أمس أعاد الكابوس مرة أخرى. هناك حالة من الرعب تمنع الكثير من الأهالي من النزول إلى الشوارع والمحلات لشراء احتياجات العيد، وخاصة ألبسة الأطفال".

ويرى فاروق الحلو، أحد سكان أعزاز، أن هناك تساهلاً أمنياً خلال شهر رمضان، وأضاف في حديث مع "العربي الجديد" أنه "كان يجب على الفصائل تأمين السوق الرئيسي وتفتيش كل السيارات القادمة إليه". أما عامر درباله، القاطن في أعزاز، فيرى أن "المنطقة تعيش فلتاناً أمنياً كبيراً"، مشبهاً المدينة بـ "الغابة"، ومشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى انتشار الفساد في المؤسسات التابعة للمعارضة، سواء الأمنية والإدارية.

 ويأتي التفجير قبيل عيد الفطر، ما يهدّد بنأي الأهالي عن التسوق والشراء، وهو ما أشار إليه "أبو جمعة" في حديث مع "العربي الجديد"، إذ رأى "أن التفجير سينعكس سلباً على الأسواق في المدينة، فهو زرع الخوف في نفوس الناس من النزول إلى الشوارع والتسوق من المحلات".

وتتجه أصابع الاتهام بالوقوف وراء هذه التفجيرات إلى الوحدات الكردية؛ أبرز مكون في قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)، وإلى ما يسّمى بـ "قوات تحرير عفرين"، وهي مليشيا تابعة للنظام السوري تتمركز في ريف حلب الشمالي غير بعيد عن مناطق المعارضة.

وبيّن هشام اسكيف، قيادي في الجيش الوطني المعارض، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "ليس من الممكن اتهام جهة معينة بالوقوف وراء التفجير قبل انتهاء التحقيقات"، مضيفاً "هناك عدة جهات متضررة من الاستقرار الأمني في الشمال وتريد زعزعته، أبرزها قسد والنظام وتنظيم داعش".

ويشير الانفجار الذي ضرب أعزاز إلى أن استقراراً أمنياً راسخاً في الشمال السوري ما يزال بعيد المنال، في ظل الفوضى الأمنية والنزعة الفصائلية التي تحكم وتتحكم بمناطق المعارضة السورية، سواء غربي الفرات أو شرقه، والتي توفر ثغرات أمنية تتسلل عبرها السيارات المفخخة لتقتل المدنيين.  

ذات صلة

الصورة
وقفة صامتة بدمشق حدادا على ضحايا الساحل 9 مارس 2025 (العربي الجديد)

سياسة

نظّم مجموعة من السوريين والسوريات، اليوم الأحد، في ساحة المرجة، وسط دمشق، وقفة صامتة حداداً على أرواح الضحايا من المدنيين وعناصر الأمن في الساحل السوري.
الصورة
وقفة في ريف دمشق الغربي تأييداً للأمن، 7 مارس 2025 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت عدة مدن سورية بعد صلاة الجمعة اليوم، وقفات حاشدة دعماً للجيش السوري والقوات الأمنية في عملياتهم ضد فلول نظام بشار الأسد المخلوع.
الصورة
إطلاق رابطة معتقلي الثورة السورية - موقع سجن صيدنايا - سورية - 14 فبراير 2025 (العربي الجديد)

مجتمع

أُطلقت رابطة معتقلي الثورة السورية في ساحة سجن صيدنايا المعروف باسم "المسلخ البشري"، بحضور ناجين من المعتقلات وشخصيات سورية ناشطة حقوقياً وإنسانياً.
الصورة
اللواء مرهف أبو قصرة، 31 ديسمبر 2024 (تيليغرام)

سياسة

قال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، إن بلاده منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها على طول الساحل السوري، طالما أن أي اتفاق يخدم مصالح سورية.
المساهمون