القدس المحتلة: تدشين خمس مدارس جديدة وفق النظام الإسرائيلي

القدس المحتلة: تدشين خمس مدارس جديدة وفق النظام الإسرائيلي

01 سبتمبر 2016
الاحتلال يحاول تعزيزإقامة مدارس تعمل وفق المنهاج الإسرائيلي(سيد كاك/الأناضول)
+ الخط -
أعلن رئيس بلدية القدس المحتلة، نير بركات، اليوم الخميس، بالتزامن مع بدء السنة الدراسية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، عن افتتاح وتدشين خمس مدارس عربية جديدة في الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة، تعمل وفق المنهاج الإسرائيلي الرسمي، بينها مدرسة تكنولوجية للبنين في بيت حنينا شمالي القدس، وأخرى إعدادية في سلوان. 

وكتب بركات، الذي زار المدرسة التكنولوجية الجديدة في بيت حنينا، والتي يدرس فيها 140 طالبا مقدسيا، أن بلدية الاحتلال استثمرت هذا العام ببناء 84 صفاً دراسياً جديداً، واستثمار 150 مليون شيقل في المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، كاشفاً، عبر صفحته على الفيسبوك، عن حجم عدد الطلاب المقدسيين الذين يدرسون في المدارس التي تعتمد المنهاج الإسرائيلي، إذ قال إن 5000 طالب يتعلمون هذه السنة في نطاق برنامج شهادة الثانوية العامة (بجروت)

ويحاول الاحتلال، في السنوات الأخيرة، تعزيز وتشجيع إقامة مدارس تعمل وفق المنهاج الإسرائيلي الرسمي، وليس وفق المنهاج الفلسطيني الأردني، وذلك من خلال تقديم تسهيلات للطلبة الذين يدرسون في مدارس تعتمد تلك المناهج وتمنح الخريجين شهادة توجيهي إسرائيلية (بجروت) وليس شهادة توجيهي فلسطينية، عبر الادعاء بأن الشهادة الإسرائيلية تسهل لهم القبول في جامعات الاحتلال، وخاصة الجامعة العبرية، التي أعدت في السنة الدراسية الماضية خطة خاصة لـ"استيعاب" طلبة فلسطينيين من القدس المحتلة، حيث ارتفع عدد المنتسبين من أبناء القدس بالجامعات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وإن كانت لا توجد معطيات رسمية، إلا أن عددهم تضاعف من بضعة أفراد إلى عشرات الطلاب. 



ويأتي هذا الأمر في سياق الحرب الإسرائيلية على القدس وتكريس الاحتلال، مع الاعتراف بالإهمال الذي كان يمارسه الاحتلال في الميزانيات المخصصة للأحياء الفلسطينية المحتلة، ويشير هذا إلى تغيير في سياسة الاحتلال في هذا المجال لجهة محاولة احتواء الأجيال الشابة في القدس المحتلة، عبر إغراء الشباب بـ"مزايا" الشهادة التوجيهية الإسرائيلية وما تفتحه من آفاق أمام الطالب الفلسطيني. 

ولم يخف نير بركات هذا الأمر في رسالة هي الأولى من نوعها وجهها رئيس بلدية الاحتلال اليوم عبر صفحته على الفيسبوك، تحت مسمى تهنئة الطلبة المقدسيين (عموما) بمناسبة افتتاح السنة الدراسية الجديدة.  

في المقابل، لا يلمس الفلسطينيون في القدس المحتلة أي تحرك فلسطيني رسمي من السلطة الفلسطينية لمواجهة عمليات "أسرلة المدارس الفلسطينية" من قبل الاحتلال، وتتويج العملية بفتح "آفاق التعليم الجامعي" أمامهم، بعد أن كان الاحتلال يضع في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي عراقيل أمام طلبة القدس الذين يسجلون للالتحاق بجامعاته. 

وفي هذا السياق، زاد نطاق وحجم وعدد المنح الجامعية التي بدأت تقدمها الجامعات الإسرائيلية في الأعوام الأخيرة، مع منح تسهيلات لطلبة من القدس المحتلة، وكذلك الوعد بدمجهم في سوق العمل بعد التخرج من الجامعات الإسرائيلية. 

إلى ذلك، فإن رسوم التعليم الجامعية الثابتة لكافة التخصصات، والتي تصل لغاية 12.500 شيقل سنويا، تزيد من إقبال طلبة من القدس المحتلة على الجامعات الإسرائيلية، لاسيما أن رسوم التعليم الجامعي في الجامعات الفلسطينية تتغير بحسب الموضوع الذي يدرسه الطالب.  

وأعلن بركات في رسالته لـ"المقدسيين" على الفيسبوك أن بلدية الاحتلال "وضعت خطة لبناء 2000 غرفة صفية جديدة في المدينة، باستثمار 2 مليار شيقل. وفي هذه الأثناء تتفاوض البلدية مع الحكومة لتنفيذ هذه الخطة"

ويشكل الطلبة الفلسطينيون في القدس نحو 40 في المائة من مجمل الطلاب في مدارس القدس المحتلة، ويبلغون، مع الطلبة اليهود من طوائف الحريديم غير الصهيونية، أكثر من 50 في المائة من الطلاب في المدينة، إذ يبلغ مجمل عدد الطلاب من مختلف المراحل التعليمية، بحسب منشور نير بركات، حوالي 283,650 طالبا.

إلى ذلك، كان لافتا في رسالة نير بركات ونشاطه على الفيسبوك اختيار صورة لتلميذة فلسطينية على خلفية رسالة تهنئة بالعبرية بالسنة الدراسية الجديدة، أعلن أنها تدعى لانا عبد الحق، من المدرسة الإعدادية للبنات في سلوان.