عبدالعال يُكذب السيسي: تفجير الكاتدرائية بقنبلة

عبدالعال يُكذب السيسي: تفجير الكاتدرائية بقنبلة

12 ديسمبر 2016
حديث السيسي خالف روايات أمنية شبه رسمية (العربي الجديد)
+ الخط -
كذب رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن إعلان الأخير أن مُنفذ تفجير الكاتدرائية، أمس الأحد، انتحاري اسمه محمود شفيق، وأن الأمن ألقى القبض على ثلاثة أشخاص، وسيدة من المشاركين معه في تنفيذ العملية، وما زال يُطارد اثنين آخرين شاركا في ارتكاب الحادث، الذي راح ضحيته 26 قتيلاً.

وقال عبد العال، خلال تلاوته بيانًا رسميًا عن البرلمان في جلسة اليوم، الإثنين: "في يوم إجازة رسمية، قامت مجموعة من الإرهابيين بزرع عبوة ناسفة داخل الكنيسة البطرسية، إحدى أكبر الكنائس المحيطة بالكاتدرائية"، مما دفع عددًا من النواب إلى محاولة تصويب البيان، بما يتسق مع حديث السيسي.

وعقب عبد العال بتأكيد استناده إلى البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، وفق التحقيقات الأولية، أما ما يتداول من معلومات جديدة بشأن الواقعة فيؤكد أن هناك جهودًا أمنية تُبذل لكشف ملابسات الحادث.

وثارت تساؤلات عديدة حول واقعة انفجار الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بمحافظة القاهرة، صباح أمس اﻷحد، خاصة بعد إعلان السيسي هوية منفذ الواقعة، والقبض على المتورطين فيها.

وقال السيسي، خلال مشاركته في الجنازة الرسمية لتشييع جثامين ضحايا الانفجار، إن منفذ الانفجار انتحاري يُدعى محمود شفيق محمد مصطفى، ويستخدم اسمًا حركيًا هو "أبو دجانة المصري"، وقد استخدم حزامًا ناسفًا وليس عبوة ناسفة.

ويأتي حديث السيسي مخالفًا تمامًا لروايات أمنية شبه رسمية خرجت عقب الانفجار، بعد مراجعة وتفريغ كاميرات المراقبة، حيث إن المتورط في الواقعة سيدة وضعت عبوة ناسفة في الجانب المخصص للسيدات خلال القداس، ثم خرجت تاركة العبوة الناسفة.

وتبين أن المتهم في تنفيذ الانفجار صدر ضده حكمٌ غيابي في مايو/أيار 2015 بحسب صحيفة الحالة الجنائية التي نشرتها وزارة الداخلية المصرية.

وألقت قوات اﻷمن في محافظة الفيوم القبض على محمود شفيق، عام 2014، بتهمة حيازة سلاح آلي وقنبلة يدوية وطلقات، وحرر المحضر بالواقعة رقم 2590 لسنة 2014 إداري قسم شرطة الفيوم.

وبدت الرواية اﻷمنية شبه الرسمية حول تورط سيدة في زرع عبوة ناسفة في الجانب المخصص للسيدات وسقوط أغلب الضحايا منهن منطقية، مقارنة بحديث السيسي عن تورط شاب في التفجير.

وهنا ظهر تساؤل: "لماذا يصرّ الشاب على تفجير الحزام الناسف على السيدات؟ ولم يكتفِ بتفجيره في موقعه بجوار الرجال".



كما تفنّد شهادة الناجين من التفجير رواية السيسي، حيث لم يذكر الشهود مسألة وجود شاب فجّر حزامًا ناسفًا، بل تمحورت جميع الشهادات حول ترْك سيدة عبوة ناسفة في الجانب المخصص للسيدات.

ويكذب حديث السيسي الروايات اﻷمنية التي استمرت حتى إعلان السيسي هوية المنفذ، ما يكشف عن وجود خلل أمني كبير، حتى في التحريات والمؤشرات اﻷوّلية للحادث وتفريغ كاميرات المراقبة.


من جانب آخر، يعتبر مراقبون أن إعلان السيسي عن ملابسات الحادث والمنفذ والمتورطين فيه محاولة لإيصال رسالة سياسية عن قدرة الرئيس المصري على الكشف عن تفاصيل محددة حول الحادث، وإظهار نوع من القدرة على تتبع الجماعات اﻹرهابية، إذا أخذ في الاعتبار أن اﻹعلان جاء خلال الجنازة الرسمية.

ومن الأمور، التي أثارت تساؤلات عن ملابسات الحادث، ظهور المتورط في تنفيذ الانفجار بوجه مشوّه تعلوه كدمات وجروح في إحدى الصور التي نشرتها وزارة الداخلية، وذلك قبل نشْر صورة أخرى عبارة عن أشلاء ولا تظهر منها معالم الوجه ذاته.

وأشلاء المنفذ، بحسْب صورة وزارة الداخلية، يصعب معها التعرف على ملامح الوجه، ويبقى لازمًا لمعرفة هوية صاحب هذه اﻷشلاء إجراء تحليل "DNA"، وهو أمر يستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام، ولا تظهر النتجية في غضون ساعات قليلة.

كما أن سرعة ضبط المتورطين في الانفجار تثير علامات الاستفهام حول كيفية معرفة هؤلاء بهذه السرعة مقارنة بوقائع تفجير وعمليات مسلحة أخرى، خاصة في ظل غياب  أية صلات بين المتهم الرئيسي والمعتقلين بتهمة التورط في هذه الجريمة.

وما يزيد الغموض حول مسألة منفذ الانفجار اﻹعلان عن اسمه الحركي، "أبو دجانة"، في حين أن هذه المعلومة لا يعرفها إلا محمود شفيق نفسه، وأعضاء مجموعته التي يعمل من خلالها فقط، بحسب ما تعتمده المجموعات المسلحة.

وفي السياق ذاته، قالت محامية محمود شفيق، ياسمين حسام الدين، عبر صفحتها على موقع فيسبوك، إن محمود بالفعل كانت عليه قضية وحصل على إخلاء سبيل في 2014، قبل الحكم عليه غيابيًا في 2015، ولا يزال هاربًا، من دون التأكد بين الربط بين موكلها ومنفذ انفجار الكنيسة.

أقباط يشكّكون

وكان عدد من النشطاء الأقباط قد اتهموا أجهزة الأمن المصرية بالتورط في حادث تفجير الكنيسة المرقسية.

وأثار الصحافي المصري، رامي جان، عبر "فيسبوك"، سلسلة تساؤلات بقوله: "في حياتي لم أفكر يومًا أن أذهب إلى الكاتدرائية دون بطاقة هوية، حتى وإن كنت أعمل كصحافي أو أن وجهي مألوف، وذلك لشدة الإجراءات الأمنية وصعوبتها. السؤال: كيف تدخل سيارة بـ6 كيلو متفجرات للكنيسة وتنفجر من الداخل، لماذا التفجير؟ الدافع موجود بالطبع والشماعة الجاهزة (الإرهاب)؟ ولكن وإن صدّقنا هذا الجواب، كيف نصدق السؤال: كيف تم التفجير من الداخل؟".

أما الناشط مينا نجيب، فغرد قائلا: "عادي جدا إن حد يوقفني في لجنة ويسأل على الدوا اللي جوا شنطة اللابتوب اللي جوة شنطة العربية بحجة الأمن، عادي يسأل البنت اللي معايا منين وعلاقتنا إيه ورايحين وجايين منين، وإذا كان أهالينا عارفين إننا نازلين مع بعض، بحجة الأمن، لكن 12 كيلو متفجرات جوه مكان من المفترض إنه أكثر مكان متأمن للأقباط عادي، ويرجع حد يقولك فيه ناس كويسة في الشرطة وبلاش نعمم".

وقالت الناشطة، فرجينيا غابريال: "أيوه السيسي مجرم ونظامه كله مجرم، مش بس عشان أحداث النهاردة لكن عشان أحداث ياما، وحدث النهارده هو يتحمل مسؤوليته كاملة".

وكتبت الناشطة سالي توما: "ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 24 معظمهم نساء وأطفال! ولواء يطلع يقولك أكيد أحد المترددين على الكاتدرائية المعروفين للأمن واخد أو واخدة فلوس يفجروها! أي سبب طبعا إلا فشل التأمين! عشان احنا داخلية زي الفل فجّرنا بنفسنا القديسين قبل كده وضربنا على الكاتدرائية نفسها من كام سنة فأكيد طبعا التأمين مية مية!".

المساهمون