مصر:قطع البث عن اجتماع للسيسي مع سياسيين

مصر:قطع البث عن اجتماع للسيسي مع سياسيين

13 ابريل 2016
السيسي اتفق مع التلفزيون على نقل كلمته فقط (Getty)
+ الخط -
قطع التلفزيون المصري البث المباشر عن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عدد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلس النواب والإعلاميين.



وكشف مصدر مطلع بقطاع الأخبار في التلفزيون المصري، أن "قطع الإرسال عن اللقاء الذي عقده السيسي مع نواب وإعلاميين وممثلين لفئات الشعب المصري، تم بتنسيق مسبق مع رئاسة الجمهورية، إذ تم الاتفاق قبل اللقاء على أن يقتصر البث المباشر على الكلمة التي ألقاها السيسي في بدايته".

وأضاف المصدر أن الرئاسة قررت عدم بث الحوار بين السيسي والحضور على الهواء "تجنباً للمزايدات المتوقعة على مواقف السيسي" حسب تعبيره.

وأوضح أنه نظراً لعدد الحضور الكبير والذي ناهز 107 أشخاص، توقعت الرئاسة أن يكون الحوار "فوضوياً وغير منظم"، وأن "تشوبه بعض المزايدات لرغبة بعض الحضور في اجتذاب "الشو الإعلامي" فتم الاقتصار على بث مباشر لكلمة السيسي فقط".

وجاء قطع البث على الرغم من إنهاء اللقاء، حين بدأ عدد من الحضور بإبداء الرغبة في التحدث، ولكن السيسي قاطعهم قائلا، إنه "لم يعطِ الإذن بالكلام لأحد"، أعقب ذلك أصوات من البعض، لينقطع البث بشكل مفاجئ.

وللمرة الأولى يعقد السيسي لقاء مع شخصيات عامة، وتم بث الجلسة على الهواء مباشرة، نظراً لتعرضه إلى عدد من القضايا المهمة المثارة خلال الفترة الحالية، وعلى رأسها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، ومقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، وسد النهضة، وأوضاع حقوق الإنسان.

وبدا أن اللقاء ليس جلسة حوار بقدر ما هو خطاب تلفزيوني في حضور عدد من الشخصيات العامة والنواب، خاصة عقب الهجوم الشديد على النظام الحالي في طريقة تعامله وإدارته للأزمات.

وتخللت حديث السيسي، اتهامات لمعارضيه من داخل مصر، على اعتبار تحريضهم الشعب ضده وإنجازات نظامه، على حد قوله.

وقال الرئيس المصري، إن "هناك أشخاصا يستقلون وسائل المواصلات العامة، للتحريض والتقليل من الإنجازات التي تحققت".

وتطرق إلى الهجوم الكبير عليه عقب التنازل عن الجزيرتين للسعودية، قائلاً، إن "مصر لم تفرط قط في ذرة رمل من حقوقها وتعطها للآخرين".

وأضاف أن "هناك مسافة بين تعامل الدولة مع القضايا وإدارة علاقتها مع الدولة، والتعامل الفردي، وهو الذي يتحدث عنه الكثيرون".

كما اعتبر السيسي، أن التنازل عن الجزيرتين لم يتم تداوله من قبل، وحتى المراسلات بين البلدين لم يعلن عنها، حتى لا تؤذي الرأي العام في البلدين، على حد قوله.

إلى ذلك، أشار إلى أن ظروفاً سياسية وأمنية كانت سبباً في تولي مصر مسؤولية الحفاظ على الجزيرتين من الوقوع في يد أطراف ما، لم يسمها، موضحاً أنه لم يكن من الوارد بعد توقيع اتفاقية السلام، طرح قضية عودة الجزيرتين للسعودية.

ورأى أن أن التنازل عن الجزيرتين لم يخرج عن القرار الجمهوري الصادر من 26 عاماً، والذي تم إيداعه في الأمم المتحدة.

ولفت السيسي إلى أن موضوع الجزيرتين انتهى، ولن يترتب عليه تداعيات تؤثر على العلاقة مع المملكة العربية السعودية، وذكر أنه تلقى الضربة والهجوم بعد القضية بصدره، خاصة لو تم الإعلان عن الاتفاق قبلها بنحو 8 أشهر، لكانت حالة الجدل الحالي امتدت للفترة ذاتها.

واستكمل حديثه، بالقول، إن الوضع بات بالنسبة إليه تعاملا للدولة، "ندير أزمة مع السعودية ولا نهديها أرضها، والهدف من الهجوم هو عزل الدولة واستكمال حصارها، وإيجاد مشكلة كبيرة لمصر مع أشقائها، خاصة أن الكيان العربي مجروح في العراق وسورية واليمن وليبيا يبقى نكمل عليها!".

وفي محاولة لإثبات صحة موقف التنازل عن الجزيرتين، قال السيسي، إن "الورق الموجود في الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات، يقول إن الجزر تابعة للسعودية، وسألت كل الناس المرتبطين بالقضية من بينهم الدكتور مفيد شهاب وذلك على مدار 11 جلسة خاصة"، مكررا أسطوانة أن حماية الكيان العربي تطلب العمل على القضية في هدوء.

 

وتطرق السيسي خلال حديثه عن أداء الإعلام المصري في التعامل مع القضايا المهمة، محملا إياه مسؤولية تفاقم الأزمات، في ما يخص مقتل الباحث الإيطالي، وأزمة سد النهضة.
وقال إن مصر تولي اهتماما كبيرا لهذه القضية، لأن العلاقات متميزة مع الإيطاليين.

وشدد على أن "الأكاذيب والادعاءات التي صدرت من أشخاص بيننا ومنّا، وتداول الأمر في الإعلام صنع أزمة ومشكلة لمصر"، في إشارة إلى الحديث عن تورط الأجهزة الأمنية.
وعن ملف الحريات وحقوق الإنسان، أكد السيسي أن حقوق الإنسان لا ترتبط بحرية الرأي، وإنما أيضا بحقوق التعليم والعلاج والمسكن والعمل الجيد.

وشدد على أن قضية مصر ليست حرية التعبير وإن كانت مكفولة، ولكن تقدم البلاد لا يتوقف على حرية التعبير فقط، ولكن بالعمل والتفاني فيه.

وعند الحديث عن تغوّل السلطة في حقوق الإنسان، قال الرئيس المصري: "بنحاول نعمل توازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الإنسان، والكلام عن حقوق الإنسان على مستوى الفرد كتير جدا، ولكن على مستوى الدولة الأمر صعب لأن أهل الشر موجودين وسطنا".

واستطرد: "هناك جهد مبذول في تحقيق الاستقرار والأمن وفي ناس يتم القبض عليهم، من يعيش في أمان وسلام أهلا به، ومن يرفع السلاح لن نتركه، أنا هتحاسب على الأمانة يوم القيامة".

ولفت إلى تعزيز دور المجتمع المدني ومجلس حقوق الإنسان، ومراجعة أوضاع أربع دفعات من الشباب المسجون، واعدا بإطلاق سراح كل بريء.

وبشأن مكافحة الإرهاب، أكد أن الجميع يعرف كم كان عدد العناصر الإرهابية من خمس سنوات وتسليحها والآن أصبح الأمر مختلفا تماما، وصحيح أن الأمور لم تحسم نهائيا، ولكن حدث إنجاز كبير، ولا بد من الوقوف وراء الجيش والشرطة في تلك الحرب.

وتطرق الرئيس المصري، إلى الإنجازات التي حققها، بحسب حديثه، حيث أكد الانتهاء من حل الأزمات المزمنة، منها الكهرباء والغاز والبوتاغاز، وقصور البنية الأساسية التحتية.
وأعلن أنه في 25 مايو/أيار سيتم افتتاح عدد من المشروعات الجديدة، وشدد على عدم رفع أسعار السلع الأساسية في أعقاب أزمة الدولار.