حروب "النصرة" ضد المعارضة المسلحة على خطى "داعش"

حروب "النصرة" ضد المعارضة المسلحة على خطى "داعش"

01 اغسطس 2015
تعيش "النصرة" حالة قلق من الاتفاق التركي ــ الأميركي(Getty)
+ الخط -
بلغت حروب "جبهة النصرة" في سورية ذروتها ضد خصومها من المقاتلين السوريين المعارضين، المؤيدين للتحالف مع الخارج، لتبدو المعركة التي فتحتها، في ريف حلب، أمس وأول من أمس، كأنها حرب استباقية ضد الفصائل التي يمكن أن يندرج نشاطها في خانة التحالف مع تركيا أو الولايات المتحدة وباقي العواصم الخليجية المؤيدة للثورة السورية. بذلك، يرى كثيرون أن حروب "النصرة" ضد الفصائل المعارضة المسلحة قد تتطور لتصبح نسخة أخرى من حروب تنظيم "داعش" الهادفة إلى إلغاء الفصائل المعارضة المسلحة، وفي مقدمتها "جبهة النصرة".

وبعد يومين من اختطاف "جبهة النصرة" قائد الفرقة 30 مشاة و15 من عناصرها، وهي الدفعة الأولى من المقاتلين، التي تلقت تدريبات ضمن برنامج التجهيز والتدريب الأميركي لما تسميه واشنطن بـ"المعارضة المعتدلة"، نفّذت "جبهة النصرة"، أمس الجمعة، هجوماً على مقارّ فصيلي "جيش الثوار" و"الفرقة 30 مشاة"، في ريف حلب، أدى إلى مقتل 20 عنصراً من الفرقة، و70 عنصراً من "النصرة".


ويؤكد أمين سر "الجيش الحر" وأحد ضباط الفرقة 30، النقيب عمار الواوي، لـ"العربي الجديد"، أن جبهة النصرة، التي كانت تتحسب من ردة فعل الفرقة 30 على اختطاف قائدها ومرافقيه، قامت بهجوم مباغت على مقر الفرقة، صباح أمس الجمعة، وقتلت ما لا يقل عن 20 عنصراً من الفرقة، فيما لا يزال الهجوم مستمراً.

وأضاف الواوي، أنه "على الرغم من أن قوة النصرة المهاجمة كانت تساوي أربعة أضعاف قوة الفرقة 30، إلّا أنّ الفرقة تمكّنت من الصمود والدفاع عن نفسها بدعم قوات التحالف التي ساندتها جوياً، وكبّدت الجبهة نحو 70 قتيلاً، 30 منهم قتلوا أثناء الهجوم، فيما قتل 40 عنصراً نتيجة غارات التحالف على مقار النصرة".

اقرأ أيضاً: "جبهة النصرة" تهاجم فصيلين معارضين في ريف حلب

وتوضح مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدداً من عناصر جبهة النصرة، تسللوا، أمس الجمعة، إلى بلدة الشوارقة في ريف أعزاز الغربي، ونفّذوا هجوماً على مقارّ جيش الثوار والفرقة 30 مشاة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن عدد كبير من القتلى والجرحى". وتلفت مصادر من داخل "جبهة النصرة"، إلى أنّ "النصرة" تعيش حالياً حالة قلق من الاتفاق التركي ــ الأميركي الذي قد يفقدها الدور الذي أخذته في قيادة معارك المعارضة ضمن ما عرف بـ"جيوش الفتح"، الذي كان مدعوماً بشكل أساسي من الجانب التركي. وتبيّن المصادر أن "الجبهة" تشعر بأن الاتفاق التركي مع واشنطن جاء على حسابها بالدرجة الأولى.


وتعتبر المصادر أنّ الاتفاق التركي ــ الأميركي، قد يخلق ردات فعل لدى "الجبهة" تجاه فصائل المعارضة الأخرى وخصوصاً تلك التي تنسّق مع واشنطن، لتتحوّل بحسب "النصرة"، إلى تنظيم "داعش" آخر في المنطقة. ويرجح مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التصعيد من قبل "جبهة النصرة" ضد الفصائل التي تتعاون مع واشنطن، إثر التوافق التركي الأميركي على إنشاء ما يسمى "منطقة خالية من داعش"، الذي استثنى "جبهة النصرة" من قائمة القوى التي يمكن لتركيا أن تعتمد عليها في تأمين هذه المنطقة. ويعتبر المصدر أنّ هذا السيناريو الذي تتبعه "النصرة" حالياً، كانت قد لجأت إليه سابقاً، الذي تم من خلاله القضاء على كل من "حركة حزم" و"جبهة ثوار سورية" التي تلقت دعماً وتدريباً أميركياً.

بدورها، أصدرت الفرقة 30، بياناً قالت فيه، إنّ مجموعات من تنظيم جبهة النصرة، هاجمت مقارّها صباح اليوم، واستهدفتها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما قام عناصر الفرقة بالتصدي للهجوم. وقامت "جبهة النصرة" منذ يومين، باختطاف قائد الفرقة 30، العقيد نديم حسن التركماني و15 من عناصره، إلى جانب ثلاثة عناصر من جيش الثوار، كانوا برفقته عند دخوله من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.

اقرأ أيضاً: مخطوفو "الفرقة 30"... ضربة أولى لبرنامج التدريب الأميركي

المساهمون