أفاقتْ عند نهاية العالم

أفاقتْ عند نهاية العالم

07 أكتوبر 2016
إدوارد برّا / إنكلترا
+ الخط -

كتابُ العمى

هَلّلوا مَرَحوا ثم غنّوا غَفوا
وأفاقوا على مشهد الشهب الهادرة
لم يعدْ ذلك الغصنُ يُغوي ولا الطائرُ.
عثراتُ الحظوظ بلا كتبٍ أو نذيرٍ تجيء
صفحاتُ البياض تراها سواداً وأسطرها تتراءى مَلاكاً هوى.

قبل أن ينتهي عرْسُه، حيث تنطبق القُبْلتانِ على بعضها
لحظةٌ بين آتٍ يُغيّرُ مجرى الخريفِ وماضٍ بغَبْرَائهِ،
يَتَمَدّدُ في زُرْقةِ البحر في حُمْرَةِ الشفتينِ
ولونِ السريرِ الذي لم تُؤَنّثْ تفاصيلهُ
فجأةً دقّ طبلُ الغيوم على وقع نهدين ما عرَفا
غيرَ طعمِ التبرعمِ والانبهارِ صُراخٌ يشقّ الدجى
تاركاً أثراً قانياً في الفراش وخيطاً رفيعاً يقود إلى الباب
ليبقى كتابُ العَمَى مَشهداً مُشْرَعاً
للرّمال ِتعاليمُها الغادرة
للرياح ترانيمها
سَلبوا رُوحَهَا، باسْمِ عقلٍ سليبٍ وإرثٍ مَضى وانْقَضى
عَلّقوا شالَهَا فوق قفل الغيابِ وعادوا
نقروا بالدفوف مراراً أعادوا أهازيجَ منتصف الليلِ لكنهم
قد نسوا أنّ خيطَ النهار فضاءٌ تُتوّجهُ الشمسُ
تحرُسُهُ أذْرُعُ المستحيلِ وترْعى بأحلامها
فيْضَهُ أنْفُسُ
شفةٌ نصفها في الشراب وأخرى
تُقبّلُ أوْصَالَهَا فأسُ.

برمنغهام في 15/9/2016



نهاية العالم

نفختْ سطح الطاولة
وضعتْ فوقها شالاً، سوارينِ، محبساً،
قرّاصَةَ شعرٍ، قلادةً رَصّعَتْهَا قلوبٌ صغيرة
ثم علّقتْ فوق مقبض الكرسي الحقيبة
فتَحتْ شباكها على الربع
وراحتْ إلى حمّامها منهكةً
فانطرَحتْ تحلم في الحوض
مُسْتَرْخيةَ الساقين مُسْبَلَةَ العينين
فمُها يملأه الوردُ
يُتوّجُ رأسَها طوقُ الياسمين
فجأة مَسَّ جسْمَهَا حفيفٌ دافئٌ
أصابعُ الذكرى لا تنام
أفاقتْ عند نهاية العالم
خرجتْ كما لو أنها ثملة
كان القطار السريعُ قد مَرّ جنبَهَا
فاهتزّ كلُّ شيء
لم يبق فوق الطاولة
سوى أثرٍ لرِعْشَةٍ
وشفتين بهلاليهما تَحتميان.

يابلونّا في 23/9/2016

* شاعر ومترجم عراقي مقيم في بولندا 

المساهمون