تأهيل مستشفيات وإجراءات وقائيّة من كورونا في الشمال السوري

الشمال السوري... إجراءات وقائيّة من كورونا في تل أبيض ورأس العين

04 ابريل 2020
دعوة لحظر تجوّل طوعي في تلّ أبيض(عارف تماوي/فرانس برس)
+ الخط -
أطلق المجلس المحلي في مدينة تلّ أبيض، في ريف محافظة الرقّة شمالي سورية، سلسلة من الإجراءات الوقائيّة من فيروس كورونا، بالتزامن مع إجراءات مماثلة اتخذها المجلس المحلي في مدينة رأس العين، في الريف الشمالي من محافظة الحسكة، شمال شرقي البلاد.
وفي الوقت الذي يتفشّى فيه الفيروس عالمياً، والضرورة الملحّة للوقاية منه، أوضح مدير "الرابطة السورية لحقوق اللاّجئين والنازحين" مضر الأسعد لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أنّ المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الوطني والحكومة السورية المؤقتة، شرق الفرات، واسعة جداً.
وقال إنّ "المنطقة واسعة ولا قدرة للحكومة السورية المؤقتة على تغطيتها، خاصة أنّ تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي) (PYD)، قام بتخريب وحرق وتدمير البنى التحتية فيها، قبل أن يُطرد وينسحب من المنطقة. ولهذا تمّت، بالتعاون مع تركيا، إعادة تأهيل المستشفيات والنقاط الطبيّة، ومن بينها مستشفيا تلّ أبيض ورأس العين، وتجهيزهما على أكمل وجه، عبر زيادة عدد الأسرّة فيها وتوفير الكوادر الطبيّة السورية مع الأدوية والتقنيات والأدوات الطبيّة الحديثة، وسيارات الإطفاء. إضافة إلى توفير اللّقاحات والكمّامات، وغيرها من المواد الأوليّة لمواجهة فيروس كورونا، أو بقية الأمراض المعدية والسارية. أمّا الحالات المستعصية فيتمّ إرسالها إلى المستشفيات التركيّة الكبرى لمتابعة علاجها". وأضاف أنّ إجراءات الوقاية من كورونا تشمل  عمليّات التعقيم الشامل والحجر الصحي، مع وقف الدخول والخروج عبر المعابر مع تركيا، أو المعابر مع النظام السوري وتنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي)".

وتوجّه الأسعد بطلب إلى الأمم المتحدة والمنظّمات الدولية، لتعمل على تقديم المساعدات الإنسانية والطبية والوقائية والغذائية وحليب الأطفال إلى الشعب السوري في المناطق المحرّرة، في إدلب وشمال حلب ومنطقة سيطرة "الجيش الوطني" شرق الفرات.
ودعا المجلس المحلي في مدينة تل أبيض الأهالي لتنفيذ حظر تجوّل طوعي، وذلك لتلافي انتشار العدوى بين الناس، إضافة لعمله على إلغاء التجمّعات، وحملات التوعية بخصوص فيروس كورونا، بالتزامن مع إجراء حملات تعقيم في الأماكن العامة ومساجد المدينة.
من جهته، وجّه المجلس المحلي، في مدينة رأس العين، ورشات تابعة له، للقيام بجولات على محلات المأكولات الشعبية ومحلات اللّحوم، للتعريف بكورونا وطرق الوقاية منه، إضافة لتأكيده على ضرورة التزام الأهالي منازلهم في الوقت الحالي، كإجراء وقائي لمنع انتشار الفيروس، مع التحذير من مخاطر الإختلاط ومساهمته في نشر العدوى.
ويعيش أهالي منطقة رأس العين، الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني"، حالة من الاطمئنان النسبي كون المنطقة مغلقة إلى حد ما. ويوضح عمر المحمد (43 عاماً) لـ"العربي الجديد"، أنّ "الفيروس ليس مخيفاً بالنسبة لأبناء المنطقة، ما لم يحمله أحد الوافدين من خارجها. وأنّ الحركة في الشوارع والأماكن العامة خفّت بشكل واضح عن السابق. وهذا أمر يدعو للتفاؤل مع انشغال العالم بأسره بهذا الوباء".
وتجدر الإشارة إلى أنّ المعبر، بين مدينة رأس العين ومناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مغلق في الوقت الحالي. وكان يُسمح، في السابق، فقط لأهالي المدينة المقيمين في مناطق سيطرة القوات بالعبور لتفقّد أملاكهم ومنازلهم، في منطقة سيطرة "الجيش الوطني".
ومن الإجراءات التي اتّخذها أيضاً المجلس المحلي في مدينة تل أبيض لمنع تفشي فيروس كورونا: إيقاف الصلاة في المساجد بما فيها صلاة الجمعة، إغلاق صالونات الحلاقة ومنع التجمّعات في الأماكن العامة، إضافة إلى حملات تعقيم وتنظيف الشوارع والأماكن العامة، بالتزامن مع تعليق العملية التعليميّة بشكل مؤقت، وإلزام عمّال المطاعم والمخابز والأسواق  بالتدابير الوقائية الفردية، من ارتداء الكمّامات والقفّازات، مع إيقاف الأنشطة في المقاهي وصالات الإنترنت وأنشطة المنظّمات غير الحكومية، ومنع الزيارة للسجناء.

المساهمون