السوريون في جحيم الحرب... فقر وبطالة وموت وتشرد

السوريون في جحيم الحرب... فقر وبطالة وموت وتشرد

23 ابريل 2017
+ الخط -

هو الجحيم. ملايين السوريين يترقبون الموت في كل لحظة، يعصر الجوع أجسادهم، يأكل التضخم مدخولهم الزهيد، يدخلون حلقة الفقر المدقع قسراً، يعانون بلا وظيفة ولا أرض يأكلون من خيراتها ولا أدوية ولا معدات كافية في المستشفيات، ولا حتى مدارس كافية تستقبل أولادهم لعلهم يرسمون مستقبلاً آخر لبلد تحتضر فيه كل أشكال الإنسانية.

الأرقام الإحصائية التي تنقل للعالم المأساة اليومية للسوريين، لا يمكن الوثوق تماماً بنتائجها، فما على الأرض يفوق كثيراً ما تستطيع الأبحاث جمعه، وفق تأكيدات الناس في المناطق الواقعة تحت النار

وبين الإجرام الداعشي وتوحش نظام بشار الأسد، 465 ألف سوري قتلوا وفقدوا خلال الحرب السورية حتى منتصف الشهر الماضي، ليرتفع العدد إلى أكثر من 500 ألف في أبريل/ نيسان الحالي.

ويشرح المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقريره الأخير في آذار/ مارس الماضي، أن من بين هؤلاء تم توثيق أكثر من 321 ألف قتيل، وتم الإبلاغ عن فقد 145 ألفاً آخرين.

ويشير المرصد إلى أن القوات الحكومية وحلفاءها قتلوا أكثر من 83500 من بينهم أكثر من 14600 بسبب التعذيب في السجون، فيما قتل قصف من جماعات المعارضة المسلحة سبعة آلاف مدني. ويقول المرصد إن طيران النظام السوري منذ 2014 حتى أبريل/ نيسان الحالي نفذ 89568 غارة على الأقل.

الموت ليس مباشراً فقط، إذ تتعدد أشكاله في الجحيم السوري. فقد دمرت الحرب أكثر من 60% من البنية التحتية، وفق مشروع "جامعة طوكيو" للدراسات الأجنبية (TUFS) حول "سورية 2016". في حين ارتفعت نسبة المواطنين تحت خط الفقر الأدنى إلى 87.4% وفق "مركز الرأي السوري للاستطلاع والدراسات".

ووفقا للإحصائية الصادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في 2016، فقد ترك
11.5 مليون سوري بيوتهم. فيما انخفض متوسط العمر من 70 سنة في عام 2010 إلى 55.4 سنة في 2014، وفق آخر دراسة للبنك الدولي.

ووفق دراسة البنك الدولي التي صدرت الأسبوع الماضي تحت عنوان "اقتصاديات إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع"، نصف مستشفيات سورية أصيبت بدمار بالغ في الحرب، و12.1 مليون سوري يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي.




وكذا، يتخلف نحو 2.1 مليون طفل عن الدراسة داخل سورية، في حين تواجه 80% من الأسر السورية صعوبات بالحصول على الغذاء، بعدما ارتفعت الأسعار بأكثر من 1200%، كما أسعار الخبز شهدت زيادة بنسبة 1000% في المناطق الأكثر تضرراً.

ويقول البنك الدولي في دراسته إن عدد سكان سورية انخفض 28% وفق توقعات النمو السكاني، وفقد 3 ملايين شخص وظائفهم.

أما نسبة بطالة الشباب داخل سورية 70% وفق الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان حتى العام 2015. 


(العربي الجديد)

المساهمون