50 % من الأسر السورية تقترض لشراء الغذاء

50 % من الأسر السورية تقترض لشراء الغذاء

05 ابريل 2017
تضرر القطاع الزراعي في سورية (Getty)
+ الخط -
تسببت الحرب في سورية في تضرر الكثير من القطاعات الاقتصادية المهمة في البلاد، وأهمها القطاع الزراعي، فقد أشار تقرير اقتصادي صادر عن مديرية الزراعة والأمن الغذائي في سورية مؤخراً إلى أن 50 % من الأسر السورية تقترض لتوفير الغذاء، فيما تلجأ أكثر من 50% من الأسر إلى تقليل عدد الوجبات من ثلاث وجبات يومياً إلى وجبة أو وجبتين فقط، فيما تلجأ نحو 20% من الأسر إلى تقليل استهلاك الكبار من الطعام، مقابل توفير المزيد من الغذاء للصغار. 

ولفت التقرير أيضاً إلى أن 80% من الأسر السورية تواجه صعوبات من أجل الحصول على الغذاء، ولجأت إلى تناول وجبات لا تحتوي اللحوم والدواجن.

وبيّن التقرير أن الإنتاج المحلي من الزراعة انخفض من 240 مليار ليرة سورية عام 2010 إلى 146 مليار ليرة عام 2016 بتراجع بلغت نسبته 50%، ويمثل قطاع الزراعة حوالي 18% من الناتج المحلي العام، ويشكل 33% من الصادرات، ويوفر فرص عمل لـ 17% من إجمالي اليد العاملة حتى بداية الحرب في سورية.

وقدّر التقرير خسائر رأس المال بنحو ستة مليارات دولار متضمنة خسائر آلات زراعية ومراكز تجميع حبوب، إذ كانت تمتلك سورية 140 مركزاً بقي منها 30 مركزاً فقط نتيجة الحرب.

وقد نال القطاع الزراعي نصيبه من التدمير بسبب الحرب، إذ تسببت الحرب في تدمير نحو 25% من البنى التحتية الزراعية، وانحسرت المساحات المزروعة بأكثر من 40%، ليتراجع الإنتاج الزراعي خلال السنوات الأخيرة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" قد أشارت أمس إلى أن أكثر من نصف السكان المتبقين في سورية غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية، بعد انخفاض إنتاج الغذاء إلى مستوى قياسي.

وأضافت المنظمة الأممية، خلال تقرير نشرته على موقعها، أنه ورغم مرور ست سنوات على الحرب في سورية لا تزال الزراعة جزءاً أساسياً من الاقتصاد، وتمثل نحو 26% من الناتج المحلي وتمثل شبكة أمان لنحو 6.7 ملايين سوري، كاشفة أن الزراعة فقدت من حيث الإنتاج حوالي 16 مليار دولار، فضلاً عن خسائر البنى التحتية.

وبينت الفاو خلال تقييمها الذي اعتمد على مقابلات مع أكثر من 3500 أسرة سورية، أن الدعم المطلوب لبدء الانتعاش في قطاع الزراعة في سورية يحتاج إلى مبلغ ما بين 11 و17 مليار دولار، مشيرة إلى أنه، وفي حال إهمال المناطق الزراعية المنتجة، سيضطر المزيد من الناس لمغادرة المناطق الريفية المحرومة أصلاً، ما يصعب الطريق على عودة الانتعاش ويصبح في ما بعد هذا الانتعاش أكثر تكلفة وأطول وقتاً.




المساهمون