هكذا تجاوبت أبرز القطاعات مع اليوم الثاني لإضراب السودان

هكذا تجاوبت أبرز القطاعات مع اليوم الثاني لإضراب السودان

الخرطوم

هالة حمزة

avata
هالة حمزة
29 مايو 2019
+ الخط -
تجاوبت أبرز قطاعات الاقتصاد السوداني مع الدعوة إلى المشاركة في الإضراب الشامل الذي أعلنه تحالف قوى الحرية والتغيير والمستمر منذ الثلاثاء، من أجل الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين. فكيف كانت أجواء اليوم الأربعاء؟

"العربي الجديد" رصد إغلاق المحال التجارية كافة بالخرطوم والمدن الرئيسية أبوابها منذ أمس الثلاثاء، وتراجع القوى الشرائية لخلوّ الشوارع من المواطنين والمشترين.

وأشار بعض التجار إلى استجابة غالبية المحال التجارية لدعوة الإضراب رغم اقتراب موسم عيد الفطر المبارك الذي يشهد حراكا تجاريا نشطا في البيع والشراء وينتظره التجار بفارغ الصبر لزيادة مبيعاتهم.

وقالوا إن الأسواق بشكل عام تعاني ركودا مزمنا بسبب المستجدات السياسية والمشاكل التي خلفها النظام السابق وإدارته الخاطئة للاقتصاد، ولا ضير من الإضراب يومين.
واستمرت غالبية القطاعات الحيوية في الإضراب لليوم الثاني عن العمل بما فيها المؤسسات والوحدات والوزارات الحكومية والمصارف والشركات العامة وبعض الشركات الخاصة.

وخرج اليوم الأربعاء نحو 70 من أصل 800 موظف من وزارة النفط في وقفة احتجاجية أمام مباني الوزارة في شارع المطار، مساندين الإضراب، ووقفات احتجاجية مماثلة لموظفين في بنك السودان المركزي والمصارف الحكومية والتجارية وفروعها بالولايات، وهم يهتفون بشعارات الثورة "سلمية سلمية ضد الحرامية" و"مدنية بس" و"مدنية ياحميدتي" و"ارفع قلمك فوق... الإضراب بالذوق".

الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني، عبد الحافظ عبد الرحيم، قال لـ"العربي الجديد" إن العمل في المجال الجوي السوداني والذي يقوم بإدارة الحركة الجوية تحت سماء السودان من دون التأثر بالإضراب، مبيّنا أن إيقاف المجال الجوي حدث فقط في الأيام الأولى من الثورة بإصدار النشرة الدولية "نوتام" للإخطار بالإغلاق.

وأشار مدير إدارة الإعلام في "سوداتل"، محمد الأمين مصطفى، إلى انتظام العمل في الشبكة، وسير كل خدمات المشتركين بصورة طبيعية جدا وفي كل المواقع الإدارية والمالية والإجراءات كافة.
ولفت إلى أن حركة الاتصالات ستظل مستمرة بصورة جيدة، وليس هناك اتجاه لوقفها لأنها مرتبطة بقضاء حوائج الناس في تحويل الرصيد والمستشفيات وكل خدمات المواطنين، لكنه تحدث عن وقوف خدمات "أوماك ببري" و"العملاء بحري"، ووعد الشعب السوداني بتقديم خدمات متميزة خلال الفترة المقبلة.

القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، محمد الأسباط، قال لـ"العربي الجديد"، إن الإضراب نجح في يومه الثاني بصورة كبيرة، من حيث تزايد عدد المضربين وتمدّده إلى ولايات ومدن سودانية جديدة، وارتفاع مروحة المؤسسات المشاركة فيه.

وقال الأسباط إن اللافت هو دخول مؤسسات نوعية، خاصة الوزارات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص، ما يؤشر إلى تجذّر الوعي الثوري لدى قطاعات واسعة من الشعب السوداني، الأمر الذي يشكل رافعة متينة لحركة التغيير السلمي المدني ويحقنه بقوة دفع جديدة تسهم في تحقيق انتصارات مقبلة في مسيرة الحرية والتغيير.

عضو هيئة القيادة والأمانة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني، أبو بكر عبد الرازق، قال لـ"العربي الجديد"، إن الإضراب الشامل والعصيان المدني ينبغي أن يشل الحياة العامة والمرافق والخدمات، بما في ذلك الكهرباء والمياه والمشافي والطيران المدني.

وأوضح أن "كل هذه القطاعات تعمل وبكفاءة عالية رغم الإضراب، ولم يتضرر المواطنون من توقف خدماتها، الأمر الذي يؤكد أن الإضراب لن يُفلح في هزّ رمش المجلس العسكري وإثنائه عن الاستمرار في السلطة والتنحي لتسليمها للمدنيين".
ووصف عبد الرازق الإضراب بالفاشل بامتياز للاعتبارات المذكورة رغم تعاطف بعض المرافق والقطاعات مع هذا الحراك الذي دعت إليه قوى الحرية، داعيا إلى إبراز إحصائيات حقيقية تؤكد نجاح الإضراب من قبل دعاته في تحالف الحرية.

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية

المساهمون