رفع أسعار الفائدة ينعش الليرة التركية

رفع أسعار الفائدة ينعش الليرة التركية

إسطنبول
عدنان عبد الرزاق
عدنان عبد الرزاق
عدنان عبد الرزاق مراسل العربي الجديد في سورية
13 سبتمبر 2018
+ الخط -
ارتفعت العملة التركية إلى 6.01 ليرات للدولار من مستوى يزيد على 6.4176، وذلك بعد قرار البنك المركزي التركي اليوم الخميس رفع أسعار الفائدة.

ورفع المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي 625 نقطة أساس اليوم، في خطوة دعمت الليرة التركية.

وقال البنك المركزي، إنه رفع سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء "الريبو" لمدة أسبوع، إلى 24 بالمائة مقارنة مع 17.75 بالمائة سابقاً.

وأكد البنك المركزي أنه قرر تطبيق سياسة نقدية مشددة بقوة لدعم استقرار الأسعار، وأضاف البنك في بيان: "إذا اقتضت الضرورة، سيتم تشديد السياسة النقدية أكثر".

وأشار البنك إلى أن التطورات الأخيرة المتعلقة بتوقعات التضخم تشير إلى وجود مخاطر في استقرار الأسعار نتيجة تحركات أسعار الصرف.

وجاء القرار على الرغم من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضته أسعار الفائدة المرتفعة في وقت سابق من اليوم، قائلاً إن التضخم نتج عن خطوات خاطئة اتخذها البنك المركزي.

وقال أردوغان إن استخدام العملات الأجنبية يجب أن يقتصر على من له عمل مع الخارج مثل الاستيراد والتصدير، مضيفاً خلال كلمة في أنقرة اليوم الخميس في اجتماع لاتحاد الصنّاع والحرفيين، أن بلاده تعمل من أجل حل جميع المشاكل التي أثرت بشكل سلبي على اقتصادها، وفي مقدمتها تقلبات أسعار الصرف، دون الخروج عن إطار السوق الحرة، مشيراً إلى أن بلاده ستتخذ المزيد من الخطوات للحد من تقلبات سعر صرف العملات الأجنبية.

وحول قرار استخدام الليرة التركية في عقود بيع وشراء وتأجير العقارات والأملاك المنقولة، عوضًا عن العملات الأجنبية، قال الرئيس التركي نرى أن استخدام العملات الأجنبية يجب أن يقتصر على من له عمل مع الخارج مثل الاستيراد والتصدير.

وشدد على أن موقفه من "مسألة الفائدة لم يتغيّر، وأن الحكومة لن تساهم مطلقاً في دعم هذا التوجه الاستغلالي، ولكن، يبقى البنك المركزي مستقلاً ويتخذ قراراته بنفسه".



من جانبه، قال رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، الخميس، إن الأزمة التي تواجهها بلاده في هذه الأيام "عرضية وقابلة للعلاج والتسوية".

وأضاف يلدريم، خلال مشاركته باجتماع اتحاد الصنّاع والحرفيين في أنقرة، أنه بفضل التدابير التي تتخذها الحكومة التركية، سيتم تبديد الغيوم المخيمة على الاقتصاد، من خلال التهديدات والمضاربات.

ونبه إلى أهمية مواصلة الجميع الثقة بالحكومة التركية ومؤسسات الدولة، وعدم الإصغاء إلى الراغبين في استغلال الأزمة الحالية.

وكان المصرف المركزي قد تعهد في الأسبوع الماضي باتخاذ اللازم واستخدام كل الوسائل المتاحة؛ لاحتواء المخاطر الكبيرة التي تهدد استقرار الأسعار، في أعقاب ظهور بيانات التضخم التي أشارت إلى ارتفاع معدل التضخم خلال أغسطس الماضي بنسبة 17.9% وهو أعلى مستوى له منذ 15 عاماً. "اتخذنا تدابير عديدة للحد من التقلبات في سعر صرف العملات الأجنبية، وسنقدم على المزيد من الخطوات في هذا الاتجاه".

وكان المصرف المركزي التركي قد رفع في 8 يونيو/حزيران الفائت، نسبة الفائدة من 16.50 بالمائة إلى 17.75 بالمائة، وسط عمليات تصحيحية يشهدها سعر صرف الليرة وأسعار المستهلك.

ولم يستجب المصرف المركزي التركي، فيما بعد، لتراجع سعر الصرف ويحرك أسعار الفائدة، كما كان معتمداً قبل تغيير الحكومة والانتخابات الرئاسية، بل أبقى "المركزي" على سياسته المتعلقة بأسعار الفائدة المعمول بها حالياً، حيث ثبت سعر الفائدة لأجل أسبوع (ريبو) عند 17.75%.

وكشف تقرير صادر عن لجنة السياسات النقدية التابعة للمصرف المركزي التركي، عن استمرار مراقبة السوق النقدية وعقد 3 اجتماعات حتى نهاية العام، اليوم في 13 أيلول/ سبتمبر و25 تشرين الأول/ أكتوبر و13 كانون الأول/ ديسمبر.

وشهدت الليرة التركية أمس الأربعاء، تحسناً بسعرها هو الأفضل منذ أسبوعين، مسجلة  6.35 ليرات للدولار، بفعل ترقب نتائج اجتماع المصرف المركزي.

ويتوقع مراقبون أن يتحسن سعر صرف الليرة اعتباراً من يوم غد الجمعة بفعل تأثير قرارات المصرف المركزي وآثار المرسوم الرئاسي الذي حصر التعاملات العقارية بالليرة التركية.

ذات صلة

الصورة
سوق المواشي سورية 3

اقتصاد

تراجعت نسبة الإقبال على شراء الأضاحي هذا العيد مقارنة بالعام الماضي في مناطق شمال غرب سورية، بسبب التقلب في أسعار صرف الليرة التركية، وضعف القدرة الشرائية، والتراجع في الثروة الحيوانية بالمنطقة.
الصورة

اقتصاد

للوهلة الأولى قد يخيّل إليك أن أسوأ العملات أداء حالياً تابعة لدولة من الدول النامية أو المتخلفة، لكن الواقع أن عملة بريطانيا، الجنيه الإسترليني، هي الأسوأ على الإطلاق، واليورو في المركز الرابع، تليه عملات لبنان ومصر وإيران وتركيا. فماذا في التفاصيل؟
الصورة
منازل الطوب في الشمال السوري 2 (عدنان الإمام)

مجتمع

ما زالت المعلومات المتعلقة بمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة حوالي مليون لاجئ سوري إلى مناطق محاذية لتركيا داخل الأراضي السورية غير كافية. إلا أن اللاجئين يخشون نقلهم إلى تجمعات منازل الطوب
الصورة
مواصلات الشمال السوري

اقتصاد

انعكس انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأميركي بشكل سلبي على الاقتصاد في مناطق شمال غربي سورية، التي تعتمد على العملة التركية كعملة أساسية، وأظهر هشاشته وعدم قدرته على تحمّل تلك الهزات مقارنة بالاقتصاد التركي، ما أثّر كثيراً على السكان.

المساهمون