أسعار النفط تواصل الانخفاض مع استمرار خلافات "أوبك"

وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الروسية اليوم الثلاثاء، إن موعد اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين لا يزال قيد البحث. وأضافت أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لطالما قال إن موسكو لا تشارك في اجتماعات أوبك.

وفي وقتٍ سابق من اليوم، نقلت وسائل إعلام عن نوفاك قوله إنه لن يحضر مباحثات أوبك التي ستعقد في فيينا غداً. لكن وزارة الطاقة الروسية قالت في وقت لاحق إن تصريحات نوفاك أسيء نقلها.

وقال نوفاك للصحافيين في سياق رده على سؤال إن كان سيغادر إلى فيينا للمشاركة في الاجتماع: "لا"، مضيفاً: "لا ضرورة لذلك نحن بحاجة لتجتمع أوبك. طبعاً إن تم التوصل إلى توافق واتخاذ أوبك لقرار، فنحن سنتفق في أقرب وقت".

وسيجري وزيرا النفط الجزائري والفنزويلي مباحثات مع نوفاك اليوم في موسكو تهدف إلى محاولة إقناعه بالحاجة إلى خفض في إنتاج روسيا من الخام فضلاً عن تثبيته بعدما وصل إلى مستويات قياسية جديدة هي الأعلى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي السابق.

وعلى وقع عدم الاتفاق، هبطت أسعار النفط اليوم الثلاثاء مع ترقب السوق لاجتماع منظمة أوبك لمعرفة ما إذا كانت المنظمة ستتفق على خفض ملموس للإنتاج يسهم في تقليص فائض الإمدادات في السوق العالمية وتعزيز الأسعار خلال اجتماعها غداً الأربعاء.

وجرى تداول مزيج برنت الخام عند 47.80 دولاراً للبرميل بانخفاض 44 سنتاً أو ما يوازي 0.9% عن سعر الإغلاق أمس. ونزل خام غرب تكساس الوسيط في التعاملات الآجلة 42 سنتاً إلى 46.66 دولاراً للبرميل.

ومع تزايد حالة عدم اليقين قبل 24 ساعة من اجتماع أوبك يقول تجار إن هناك احتمالات كبيرة لتذبذب مفاجىء للأسعار على أساس الأنباء التي تأتي من فيينا.

وقال بنك غولدمان ساكس في مذكرة بحثية إنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى المستوى الأدنى في نطاق 50 إلى 59 دولاراً للبرميل إذا ما توصلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى اتفاق لتقليص الإنتاج خلال اجتماع من المقرر أن يعقد غداً.

وقال غولدمان ساكس لعملائه في المذكرة البحثية التي صدرت بتاريخ أمس الاثنين إن سوق برنت تتوقع بنسبة 30% احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن خفض من المفترض أن ينزل بإنتاج المنظمة إلى 32.5 مليون برميل يومياً. وحذر البنك من أنه في غياب اتفاق فإن زيادة المخزونات في النصف الأول من العام المقبل ستعني أن يبلغ متوسط السعر 45 دولاراً للبرميل في الصيف المقبل.

وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني اتفقا في مكالمة هاتفية يوم الإثنين على تنسيق الخطوات في أسواق النفط والغاز العالمية.

وذكر الكرملين أن التنسيق يتضمن أيضاً حواراً بين روسياً ودول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وأضاف أن الرئيسين أشارا إلى أهمية اتخاذ إجراءات من خلال أوبك لخفض الإنتاج باعتباره عاملاً أساسياً في تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية.

 من جهته، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قد يتفقون على خطة لكبح إنتاج النفط في اجتماعهم هذا الأسبوع في فيينا إذا نحوا الخلافات السياسية جانباً وركزوا على العوامل الاقتصادية.

وقال زنغنه أمس في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "إذا نظرنا إلى اجتماع أوبك من الناحية الاقتصادية فسيمكننا التوصل لاتفاق قريباً على تثبيت إنتاج النفط عند 32.5 مليوناً إلى 33 مليون برميل يومياً كما تقرر في الجزائر". وأضاف "لكن إذا لعبت الإرادة السياسية دوراً في ذلك فسيكون من الصعب اتخاذ قرار... آمل ألا يستخدم النفط كأداة سياسية في اجتماع الأربعاء".

(رويترز، العربي الجديد)