تونس: بوادر انتعاش السياحة بعد عامين من هجوم "سوسة"

تونس: بوادر انتعاش السياحة بعد عامين من هجومي باردو وسوسة

05 أكتوبر 2017
تسهم صناعة السياحة بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي(Getty)
+ الخط -


بدأت بوادر الانفراج والانتعاشة تهب على القطاع السياحي التونسي وتساعد في نمو الإيرادات بنسبة 21% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 851 مليون دولار.

وتساعد هذه الانتعاشة الحكومة على مواجهة أزمتها الاقتصادية في الوقت الذي تستعد فيه لعرض ميزانية تقشفية تتضمن زيادات في الضرائب بهدف تحقيق الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي، في مقابل الحصول على شريحة جديدة من قرض بقيمة 350 مليون دولار.

ولا يزال السياح الغربيون مترددين نسبياً في العودة إلى تونس، على الرغم من أن معظم البلدان رفعت حظر السفر، لكن الفنادق تمكنت من ملأ الغرف من تدفق للزائرين الجزائريين والروس الذين يتجنبون زيارة مصر منذ إسقاط طائرة ركاب روسية في عام 2015.

وقالت جالينا راسبيتوف، وهي سائحة روسية، بينما كانت تستريح في حانة بالفندق الذي قتل فيه العشرات قبل عامين في حادث إرهابي في سوسة لوكالة "رويترز": "كل شيء يبدو رائعاً هنا.. نحن نستمتع هنا ونقضي عطلة رائعة.. الأمن هنا أفضل من مصر".

وأضافت قائلة بينما كانت تهم بالعودة إلى الشاطئ "بلا شك سنعود إلى تونس مرات أخرى".
وبعد إغلاق استمر عامين في أعقاب الهجوم، فتح الفندق أبوابه من جديد وحمل اسماً جديداً "شتيجينبرجر قنطاوي باي" بعد أن كان اسمه "إمبريال مرحبا".

وقالت زهرة دريس مالكة الفندق "الحجوزات بلغت ذروتها وكل الغرف محجوزة بالكامل".
وأضافت دريس التي تملك فنادق أخرى في منتجع سوسة السياحي إنها متفائلة باستعادة صناعة السياحة في تونس للنسق العادي بدفع من أسواق مثل السوق الروسية والجزائرية.
وقالت إن الهدف سيكون أيضاً استعادة مزيد من السياح من بريطانيا وألمانيا وهم من الزبائن المهمين أيضاً.

وقال ناجي بن عثمان، المدير العام بوزارة السياحة، لوكالة "رويترز": "نتطلع لجذب مزيد من السياح العام المقبل من وجهات جديدة مثل الصين وكندا، ولكننا سنواصل التركيز على الأسواق التقليدية الأوروبية ومن بينها الألمان والبريطانيون".

ويقول كثير من الباعة في المتاجر السياحية إن السياح الروس أو السياح الجزائريين الذين يأتون إلى تونس في عرباتهم عبر الحدود البرية لا ينفقون مثل السياح التقليديين كالبريطانيين أو الألمان.

ويقول لطفي عون، وهو بائع في متجر للهدايا التقليدية في المدينة العتيقة في سوسة "هم يأتون هنا فقط للتفرج والتقاط الصور وكأنه متحف.. حتى منتصف هذا اليوم مثلاً لم أبع أي هدية.. الأمر تغير كثيراً بالنسبة لنا". 

جهود تونسية

تسهم صناعة السياحة بنحو 8% في الناتج المحلي الإجمالي، وهو أكبر قطاع مشغل للأيدي العاملة بعد القطاع الزراعي وأهم مصدر لجلب العملة الأجنبية، لكن تونس تكافح منذ 2015 لإنعاش القطاع الذي تعرض لهزة قوية نتيجة هجومين تبناهما تنظيم داعش.

وقتل في الهجوم الأول 21 سائحاً غربياً عندما هاجم مسلحون متحف باردو في العاصمة تونس بينما قتل 39 سائحاً أغلبهم من البريطانيين حينما هاجم مسلح مصطافين بفندق في سوسة.

ومنذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول زاد عدد السياح الذين زاروا تونس 23.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل إلى 5.366 ملايين سائح مع توقعات بأن يصل العدد إلى 6.5 ملايين بنهاية السنة الحالية.

وارتفع عدد السياح الأوروبيين بنسبة 16.5% هذا العام، لكن العدد ما زال أقل من معدلات 2015.

وتأمل تونس بأن يزيد تدفق الأوروبيين العام المقبل مع إعادة شركات سياحية كبرى رحلاتها إلى تونس من بينها توماس كوك التي أعلنت عودتها إلى السوق التونسية بعد توقف استمر عامين، لكن السياح الجزائريين كانوا قوة دفع ودعم كبيرة لصناعة السياحة في تونس هذا العام، إذ بلغ عددهم نحو 1.8 مليون سائح أو بارتفاع بنسبة 44% مقارنة مع الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.

ومنذ 2015 عزّزت السلطات الحضور الأمني في سوسة وباقي المنتجعات السياحية في البلاد. وأقامت الشرطة حواجز ثابتة على الطرقات المؤدية إلى الفنادق وعلى الشواطئ وفي المطارات وكل المواقع السياحية. 

المساهمون