السياحة التونسية تحقق نصف أهدافها

السياحة التونسية تحقق نصف أهدافها

31 يوليو 2017
بريطانيا رفعت حظر السياحة عن تونس (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
حقّقت السياحة التونسية نصف الأهداف المرسومة لهذا العام باستقبال نحو 3.5 ملايين سائح وفق بيانات رسمية كشفت عنها وزيرة السياحة، سلمى اللومي.
ووضعت وزارة السياحة هذا العام هدفاً لبلوغ 7 ملايين سائح على مدار السنة كخطوة أولى نحو استرجاع أرقام ما قبل 2011.

وقالت وزيرة السياحة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية "وات" إن تونس تمكنت من استرجاع الأسواق التقليدية على غرار السوق الفرنسية التي تحتل المرتبة الأولى، مبرزة دور رفع بريطانيا قيود سفر رعاياها إلى تونس، ما زاد من وضع هذه الوجهة ضمن البرامج السياحية البريطانية.
ومباشرة إثر رفع بريطانيا حظر السفر على رعاياها إلى تونس أعلنت شركة توماس كوك العالمية استئناف رحلاتها نحو الوجهة التونسية، ما ولد موجة من التفاؤل لدى مهنيي السياحة.
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك للسياحة، بيتر فانكهاوزر، قبل أيام أن الشركة سوف تستأنف رحلاتها السياحية إلى تونس، مشيرا إلى أن قرار الحكومة البريطانية كان غير متوقع وهو إيجابي لتونس ولقطاع السياحة.

وأضاف فانكهاوزر، أن وزارة الخارجية توصلت إلى نتيجة مفادها أن السفر إلى تونس آمن مجدداً. وقال: "ليس لدينا أي برنامج للشتاء لذلك نعد عرضًا جيداً للغاية لتونس وسيستغرق هذا بعض الوقت. أعتقد أننا سنبدأ خلال موسم الشتاء أو الأرجح بحلول الربيع".
ويعتبر مهنيو السياحة أن قطاعهم لم يقطع إلا نصف المشوار نحو التعافي الكلي، مؤكدين أن الجهود التي بُذلت على امتداد السنوات الماضية لن تؤتي أكلها قبل عام 2018.

ويوصي مهنيو السياحة بعدم التقيد بالأسواق التقليدية التي أثبتت تأثرا كبيرا بالأزمات التي مرت بها البلاد والتوجه نحو الأسواق الأسيوية ذات القدرة الإنفاقية العالية على غرار السوق الخليجية والصينية.
ولمزيد من التعريف بالسوق التونسية، أطلقت وزارة السياحة بوابة ترويج بتسع لغات تتولى توفير المعلومات بشأن مختلف المهرجانات.

وقال المستثمر في القطاع السياحي سهيل خليل، إن السياحة التونسية لم تواكب التطورات في محيطها المتوسطي، ما جعلها شديدة التأثر بالأوضاع الأمنية التي عرفتها البلاد، في المقابل لا تتأثر وجهات منافسة لها بنفس الدرجة رغم أن هذه البلدان شهدت أحداثا إرهابية لا تقل عنفا عمل حصل في تونس.
وأضاف خليل في تصريح لـ "العربي الجديد" أن المهنيين يتحملون المسؤولية الكبرى في النتائج التي يحققها القطاع لأن الحكومة لا تستطيع إجبارهم على تحسين خدماتهم أو تنويع العرض، مشيرا إلى أن تونس إلى اليوم لم تستفد سياحيا من مهرجان قرطاج على سبيل المثال.

وأشار المتحدث إلى أن المهرجانات الدولية والعالمية تتحول في بلدان أخرى إلى عناصر دعم للسياحة، مؤكدا أن المهنيين بإمكانهم التنسيق مع وزارة الثقافة لاستضافة نجوم عالميين قادرين على جلب السياح.
واعتبر أن الثقافة والسياحة لا يتجزأان، مستشهداً بمهرجانات مماثلة حولت المدن التي تستضيفها إلى وجهات سياحية عالمية على غرار مهرجان "كان" ومهرجان موازين بالمغرب.

ومثل مهرجان الجاز بمدينة طبرقة على الحدود الجزائرية العائد بعد انقطاع دام أكثر من 6 سنوات، نقطة ضوء في جلب السياح للمدينة، حيث حققت الفنادق بالمدينة نسبة إشغال قاربت 100%، فضلا عن استقبال رحلات مباشرة إلى مطار طبرقة (مغلق منذ سنوات) مباشرة من فرنسا بمناسبة المهرجان الذي استضاف نجوما عالميين في موسيقى الجاز والبلوز.
وبالإضافة إلى الرحلات الجوية المباشرة التي حملت سياحا أوروبيين نحو طبرقة، ساعد المهرجان على مزيد تدفق السياح الجزائريين نحو المدينة الحدودية، حيث يعبر يوميا آلاف الجزائريين البوابات الحدودية للاستمتاع بالسهر على أنغام الجاز والبلوز وقضاء عطلتهم الصيفية في تونس.

ومن جملة 3.5 ملايين سائح الذين توافدوا على تونس هذا العام، تستأثر السوق الجزائرية بنصيب الأسد وذلك بتوافد نحو 2 مليون سائح قدموا إما من بلدهم الأم أو من دول المهجر التي يقيمون فيها.
وحسب مصادر مطّلعة لـ"العربي الجديد"، فإن قرابة ألفي جزائري يجتازون يومياً نقطة "أم الطبول" الحدودية، إحدى النقطتين الحدوديتين اللتين تربطان تونس بالجزائر إضافة إلى "العيون".
ولا يختلف حجم تدفق الجزائريين على تونس جواً عن البر، إذ زادت الخطوط الجوية الجزائرية والتونسية من عدد الرحلات اليومية لتبلغ خمس رحلات يومية من مطار الجزائر الدولي من دون احتساب الرحلات من مطارات الجزائر الأخرى.


المساهمون