المغرب يتأهب لتفادي العطش في الأشهر المقبلة

المغرب يتأهب لتفادي العطش في الأشهر المقبلة

27 مارس 2024
المغرب يتعرض لأسوأ موجة جفاف خلال عقود (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المغرب يشهد تساقطات مطرية مهمة تبعث الأمل في إنعاش الزراعة والكلأ، مع تركيز على تأثيرها في تحسين موارد مياه الشرب في ظل تراجع الموارد المائية.
- حملة توعوية وطنية لترشيد استهلاك المياه ومواجهة الإجهاد المائي، مع تأكيد على الاستغلال المتزايد للمياه الجوفية والتحلية لتلبية الاحتياجات المتزايدة لمياه الشرب.
- تسجيل الأعوام الأربعة الأخيرة كأكثر فترة جفاف منذ ستين عامًا، مع تأكيد على ضرورة مراجعة السياسات المائية وتسريع بناء السدود لتعزيز القدرة التخزينية وضمان توزيع فعال للمياه.

يسجل المغرب منذ نهاية الأسبوع المنصرم تساقطات مطرية تحيي الآمال في إنقاذ بعض الزراعات الربيعية وإنعاش الكلأ، غير أن التركيز أكثر سيكون على مدى مساهمتها في تعزيز العرض من مياه الشرب.

وشرع المغرب في حملة توعوية يراد من ورائها دفع السكان إلى حسن استعمال المياه، في ظل ضعف التساقطات المطرية، التي تنعكس سلبا على العرض من المياه الجوفية والسدود للعام الخامس على التوالي، الأمر الذي أفضى إلى منع السقي عن بعض الزراعات مثل البنجر.

وتركز هذه الحملة على إبراز التحديات بسبب الإجهاد المائي في المغرب، وتغيير سلوكيات الاستهلاك بهدف الاقتصاد في استهلاك الماء، وتعيين التدابير الوقائية التي ستتخذ مع تراجع العرض المائي.

ويعتبر المغرب من البلدان التي تعرف تراجعا للموارد المائية، فبعدما كانت في حدود 22 مليار متر مكعب سنوياً، تراجعت إلى 3 مليارات متر مكعب في الأعوام الأخيرة، ما أفضى إلى استغلال المياه الجوفية.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويلاحظ تقرير حول المناخ أن الأعوام الأربعة الأخيرة الممتدة بين 2019 و2022، تعتبر السنوات الأربع المتتالية الأكثر جفافا منذ أكثر من ستين عاما، ويتجلى أن حوالي نصف التساقطات المطرية تتركز في حوالى 7 في المائة من التراب الوطني، وهذا يخلق فوارق مهمة ويطرح إشكاليات تبعاً لطبيعة الأحواض المائية.

ويلاحظ الفني الزراعي ياسين أيت عدي أن السلطات العمومية أعطت أولوية كبيرة لتوفير مياه الشرب، التي وصل الاستهلاك منها إلى 1.6 مليار متر مكعب في العام الماضي، تضاف إلى ذلك المياه المتأتية من التحلية والمياه الجوفية.

ويضيف أيت عدي، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أنه ينتظر أن يتعاظم الطلب على مياه الشرب في الأعوام المقبلة ليصل إلى 1.8 مليار متر مكعب في العام المقبل وحوالي ملياري متر مكعب في 2030.

ولم يتجاوز مخزون المياه في سد المسيرة، الذي يوفر مياه الشرب لجزء من الدار البيضاء، 2 في المائة، مقابل 30 في المائة في السنوات السابقة.

ويشدد رئيس الجامعة المغربية لجمعيات المستهلك وديع مديح على أن مياه الشرب لا تتجاوز 9 في المائة قياسا بحجم استهلاك المياه في المغرب، مؤكداً أنّ العجز المائي يتجلى أكثر على مستوى الفلاحة التي تستهلك 89 في المائة من مجمل المياه المستهلكة.

يلاحظ تقرير حول المناخ أن الأعوام الأربعة الأخيرة الممتدة بين 2019 و2022، تعتبر السنوات الأربع المتتالية الأكثر جفافا منذ أكثر من ستين عاما

ويرى مديح في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه يفترض مراجعة السياسة المائية في المغرب بما يساعد على ضمان توزيع يلبي أغلب حاجيات الاستهلاك، مؤكدا على ضرورة عقلنة الاستهلاك في ظل الظواهر المناخية القصوى التي يشهدها المغرب.

ويعمل المغرب على تدبير الندرة، مع المضي في توفير السدود، حيث يتوفر على 155 منها بقدرة تخزينية في حدود 20 مليار متر مكعب، غير أن المغرب ماضٍ في تسريع بناء السدود، حيث توجد 18 أخرى جديدة في طور الإنجاز، مع تقليص مدة الإنجاز.

وبلور المغرب مخططاً يراد من ورائه رفع وتيرة إنجاز السدود التلية إلى 120 سداً، وهي سدود تقام في الوديان، حيث يجري بناء حاجز ترابي يؤدي إلى تحويل جريان المياه التي توظف للسقي.

المساهمون