صحافيون عراقيون يتبرؤون من نقيبهم بعد لقائه بشار الأسد

صحافيون عراقيون يتبرؤون من نقيبهم مؤيد اللامي بعد لقائه بشار الأسد بدمشق

27 نوفمبر 2018
مؤيد اللامي نقيب الصحافيين العراقيين منذ 2008 (تويتر)
+ الخط -

متنقلاً من قصائد مديح حزب البعث العراقي، والرئيس السابق صدام حسين، ومهاجمة إيران، إلى محاباة النظام السياسي في العراق ما بعد الاحتلال الأميركي، ثم معادياً لإيران وسورية مرة أخرى تماشياً مع التوجه الأميركي، وصولاً إلى مدّاحٍ لمليشيات الحشد الشعبي والحرس الثوري، حطّت رحال نقيب الصحافيين العراقيين ورئيس اتحاد الصحافيين العرب مؤيد اللامي، مع مجموعة من المحسوبين على الأسرة الصحافية العربية، عند رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق.

أثارت زيارة اللامي إلى سورية ولقاء الأسد امتعاضاً عراقياً داخل الوسط الثقافي والإعلامي، إذ اعتبر البعض الزيارة غير أخلاقية لزعيم عصابة قتلت قرابة نصف مليون إنسان، ومنهم من قال إنها خيانة للصحافيين والمثقفين والكتاب الذين قتلهم الأسد في سجونه أو براميله.

ونقلت وسائل إعلام النظام السوري عن اللامي تهنئته الأسد بما وصفه "الانتصار على الإرهاب"، خلال اللقاء الذي استمر لأكثر من 90 دقيقة. وقال اللامي عقب اللقاء، إنّ "الصحافيين العرب واتحادهم كانوا حاسمين في مواقفهم لتعرية الإرهاب والإرهابيين، ونقل الصورة الحقيقية لما تقترفه تلك المجاميع من جرائم بحق الشعوب"، على حد وصفه.

في هذا الإطار، قال الكاتب الصحافي العراقي محمد علي، إنّ زيارة اللامي و"لقاءه بزعيم العصابة في سورية عار ويجب غسله"، معتبراً أن اللامي "خان دماء الصحافيين والمثقفين ونسي أنّ هناك صحافيين ومثقفين عراقيين قتلهم نظام الأسد"، معتبرًا أنّ "وجود اللامي على رأس نقابة الصحافيين هو امتداد لحالة الرجل غير المناسب، التي تعصف بالدولة العراقية منذ الاحتلال".


ورأى كتاب وصحافيون لقاء اللامي بالأسد غير مبرر ومهين لدماء العراقيين، الذين قتلوا على يد النظام السوري من صحافيين ومدنيين سواء في العراق أو سورية. وهو ما توجّه إليه الكاتب الصحافي ميمون الموسوي بالقول، إنّ "اللامي تناسى الصحافيين العراقيين الذين قتلهم النظام السوري، خلال تغطيتهم لما كان يجري في سورية خلال السنوات الماضية".

وأضاف الموسوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللامي متقلب المزاج. ففي زمن النظام السابق كان يكتب القصائد للبعث، وبعد احتلال العراق تعاون مع الاحتلال وتلقى من القوات الأميركية تمويلاً خاصاً، ثم وقف مع نوري المالكي الذي كان يتهم النظام السوري بالتورط في تفجيرات العراق، ثم يأتي اليوم ليلمع صورة الأسد الذي أباد الشعب السوري".

وأشارت الصحافية العراقية فاطمة أحمد، إلى أنّ "كثيراً من الصحافيين يخافون الاستنكار ـ فاللامي له علاقات واسعة مع المليشيات اليوم ويمكن أن يؤذيهم"، مؤكدةً أنها ما كانت تجرؤ على انتقاده لو لم تكن في مدينةٍ خارج نفوذ اللامي.

وما زالت "الأهزوجة" الشهيرة، التي كتبها اللامي للرئيس الراحل صدام حسين عالقةً بأذهان العراقيين، التي يقول فيها "إصبع من كفك يسوى أمريكا وما بيها"، لكنه سرعان ما تحول إلى الجانب الآخر، حال سيطرة قوات الاحتلال الأميركي على البلاد عام 2003، بحسب المراقبين.

وكان اللامي في صلبِ فضيحةٍ عام 2015، عندما ظهر في تسجيل مسرب وهو يسخر بطريقة غير مسبوقة من النبي محمد وصحابته، خلال لقائه بمجموعة من الصحافيين في مقر النقابة في بغداد.

واختير اللامي نقيباً للصحافيين العراقيين بعد حادثة اغتيال نقيب الصحافيين السابق، شهاب التميمي عام 2008. وفاز اللامي بمنصب رئيس اتحاد الصحافيين العرب خلال الانتخابات التي أجراها الاتحاد في تونس منتصف عام 2016.

المساهمون