ولاية أميركية ترفض احتساب التصويت المبكر لشابة فارقت الحياة بالسرطان

ولاية أميركية ترفض احتساب التصويت المبكر لشابة فارقت الحياة بالسرطان

03 نوفمبر 2020
لن يحسب صوتها لأنها فارقت الحياة قبل يوم الانتخابات النهائي (تويتر)
+ الخط -

ملأت آمبر فلوكوفت بطاقتها البريديَّة من أجل الاقتراع المبكر في الانتخابات الرئاسية الأميركية نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

فلوكوفت (20 عامًاً) كانت تكافح سرطان العظام لمدّة عقدٍ من الزمن، وكانت مهتمة بالسياسة. وبعدما أمضت فترة الانتخابات التمهيديّة النصفية في المستشفى، بعد إجراء عمليّة زرعٍ للنخاع العظمي، كانت مصممة على التصويت في الانتخابات النهائيّة هذا العام.

ولكن، بعد أيام قليلةٍ من إرسال بطاقتها البريديّة عبر الاقتراع، ساءت حالتها بشكلٍ مفاجئ، وعادت إلى المستشفى، لتفارق الحياة بعد أيام من تصويتها.

وبموجب قانون الانتخابات في ولاية ويسكونسن الأميركيّة، ستلغى إلغاء بطاقة الاقتراع الخاصة بآمبر فلوكوفت. وهي واحدة من العشرات من سكان هذه الولاية الذين سيلغى تصويتهم لأنّ المنية وافتهم بعد التصويت المبكر وقبل يوم الانتخابات، وذلك وفقًا لبيانات لجنة الانتخابات في الولاية التي عرضتها شبكة "سي أن أن".

وقالت والدة الشابة الراحلة، تيفاني فلوكوفت: "لقد كانت متحمّسة للغاية حيال هذا الأمر. توفّيت يوم الإثنين، ولكن يوم السبت، عندما كانت لا تزالُ قادرة على الكلام، كانت تقول لجميع الممرضين والأطباء إنها اقترعت". وأضافت: "لم ندرك أن صوتها لم يُحتسب".

وتنقسم الولايات الأميركيّة في جميع أنحاء البلاد حول هذه النقطة، إي بشأن ما إذا كانت أصوات الذين شاركوا في الانتخابات بشكل مبكر ثم فارقوا الحياة قبل يوم الانتخابات تحديدًا، ستُحتسَب. حوالي 12 ولاية أميركية تسمح بهذا الأمر، وأكثر من 12 ولاية أخرى ترفض هذه الأصوات، في حين أنّ القوانين في الولايات الأميركية الأخرى غير واضحة.

وثمّة ولايات متأرجحة، مثل ويسكونسن وميشيغان ونورث كارولينا وبنسلفانيا، ترفض هذه الأصوات، أيّ الأصوات المُقترعة من أشخاص ماتوا قبل يوم الانتخابات النهائي. في حين أنّ ولايات متأرجحة أخرى، مثل أريزونا وفلوريدا وجورجيا وأوهايو، تقبل هذا الأصوات.

ولأنّ أعدادًا قياسية من الأميركيين يصوتون الآن بشكل مبكر، كما أنّ حالات الوفاة بفيروس كورونا تزداد بشكل دراماتيكي في بعض الولايات، فإن المسألة تزداد إشكالية.

فمارفن ثيلمان مثلاً، وهو متقاعد يبلغ من العمر 84 عامًا، توفّى في مدينة شيلتون بسبب فيروس كورونا بعد شهر من إرسال صوته عبر البريد. ووفقًا لسجلات الدولة وعائلته، فإنّ ثيلمان كان مؤيدًا قويًا للرئيس دونالد ترامب، وكان حريصًا على ملئ بطاقة الاقتراع الخاصة به والإدلاء بصوته قبل الذهاب إلى المستشفى. وقالت زوجته ميلدريد ثيلمان: "لا أستطيع أن أفهم سبب عدم احتساب صوته، لقد كان هذا الأمر مهمًا بالنسبة إليه".

وأضافت ميلدريد أنّه على الرغم من مرض مارفن بكورونا، فلم يلم ترامب على طريقة تعامله مع الوباء، بل إنّه كان لا يزال يريد أن يصوت لترامب. وأكّدت أنه "كان يعتقد أنّ ترامب فعل ما يمكن فعله، لأنّها مشكلة عالمية... لا أحد يستطيع تغيير ما حدث".

وعمل ترامب وحلفاؤه مرارًا على نشر الخوف بشأن تزوير الانتخابات، وأثاروا هذه النقطة تحديدًا، أي استغلال أشخاص لبيانات أشخاص موتى من أجل الإدلاء بأصواتهم. ويوم الجمعة الماضي، قال مسؤولون في ولاية فلوريدا إنّهم تلقوا نحو 50 طلبًا مزورًا من أجل التصويت، معظمها يعود لأشخاص تم التحقق من وفاتهم، وجميعها مختومة من بريد من كولومبيا وساوث كارولينا، كما أنّ عنوان المرسِل مفقود من هذه البطاقات.

وبشكل عامٍ، فإنّ تزوير الانتخابات أمر نادرًا جدًا في الولايات المتحدة. وفي مراجعة شاملة ودقيقة أجراها "مركز برينان للعدالة"، عام 2007، فإنّ تأثير محاولات الاحتيال على مجمل النتيجة العامة في الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية يبلغ بين 0.0003 في المائة و0.0025 في المائة، وهو رقم صغير جدًا وغير مؤثر تقريبًا.

المساهمون