قفطان أمل أزهري... قصة شغف وإبداع

قفطان أمل أزهري... قصة شغف وإبداع

19 يوليو 2021
اتبعت أزهري شغفها لتقدّم شيئاً جديداً خارجاً عما هو مألوف (المكتب الإعلامي لأمل أزهري)
+ الخط -

تأثرت المصممة أمل أزهري بشكل أو بآخر بأيام الطفولة التي أمضتها عائلتها على شاطئ البحر، فاستوحت منه ومن لباس والدتها آنذاك، حتى جذبها القفطان فقدّمته على طريقتها الخاصة وبأسلوبها المبتكر. كانت سبّاقة في تقديم القفطان (الثوب المغربي) بأسلوبها العصري المميز نتيجة هذا الشغف الذي لديها، فكان هذا الأساس الذي منه انطلقت وطوّرت حتى غاصت في مجال كان بعيداً عن مجال اختصاصها الأساسي في الأعمال والتسويق. توسّعت لاحقاً في تصميم الملابس الجاهزة والأكسسوارات وأخيراً ملابس البحر، إلّا أنّ اسمها لمع بشكل خاص في تصميم القفطان العصري الذي تميّز بفضل نظرتها الفنية الواضحة في تصميمه، فأتى بأسلوب فريد يحمل كلّ عناصر الأناقة والابتكار.

أمل أزهري (المكتب الإعلامي لأمل أزهري)

عندما قررت أزهري الغوص في تصميم القفطان، بل حين وجدت نفسها تنجرف تلقائياً وبعفوية في ذلك، لم يكن الهدف بالنسبة لها إحياء هذا اللباس التراثي ولا تقديمه بالطريقة التقليدية التي عُرف فيها. فعلى حد قولها، قد لا يكون اللباس التراثي من القطع التي تجذب كثيرات وتلقى رواجاً، بشكله الكلاسيكي المعروف. لذلك، حرصت على تصميم ذاك الذي يحمل لمسة عصرية وأقرب إلى الأسلوب الغربي، وإن كانت قد اعتمدت أحياناً التطريز المغربي فيه على طريقتها مع لمستها المميزة والعصرية بألوانها وبطريقة التنفيذ. تقول لـ "العربي الجديد": "أردت أن أقدّم القفطان بطريقة عصرية تجعله أكثر رواجاً في الدول الغربية وتلك العربية أيضاً، وفي مختلف أنحاء العالم. عملت على تحديث هذا اللباس على طريقتي ليصبح عصرياً وتتمكن أيّ امرأة في العالم من ارتدائه في مختلف المناسبات والأوقات. قدّمت القفطان بأسلوب أمل أزهري الخاص الذي لا يشبه أيّ أسلوب آخر".

لتحقق هدفها هذا، عملت أزهري على عناصر عدة أعطته هذا الطابع العصري حتى لمع اسمها في هذا المجال. النقوش التي اعتمدتها والرسوم الفريدة التي تنفذها بنفسها والقصّة وطريقة تنسيقه، جاءت أقرب إلى الأسلوب الغربي الذي استوحت فيه من ثقافات مختلفة من خلال أسفارها العديدة. فالقفطان الموقّع باسمها مزيج من هذه الثقافات المتعددة. 

أمل أزهري (المكتب الإعلامي لأمل أزهري)

ومن العناصر التي ساهمت أيضاً في نجاح أزهري في مجال أبدعت فيه، حرصها على تنفيذ النقوش والمزج بينها وبين الأقمشة التي لا تعتمد منها تلك الجاهزة أبداً لتأتي القطعة فريدة لا مثيل لها. وكان حرصها الدائم على تقديم تصاميم تعشقها وتختارها لنفسها، قد شكّل أيضاً أحد أسرار نجاحها. يضاف إلى ذلك، بأنَّ الشغف الذي تعمل فيه عند في تصميم كلّ قطعة قد شكّل حجر أساس في هذا التميّز في العلامة، إلى جانب سعي المصممة إلى تلبية تطلعات المرأة وحاجات السوق والموضة، لكن على طريقتها أيضاً وبأسلوبها الخاص. تقول: "أستوحي من الموضة في قصّاتها وألوانها الأكثر رواجاً لأخلق المزيج الخاص بي في النقوش والألوان والأقمشة التي أعتمدها في تصاميمي. فلم أتبع الموضة يوماً كما هي، بل أعمل على خلق الموضة الخاصة بي".

عندما أطلقت أمل أزهري علامتها من القفطان لم يكن رائجاً بعد، فكانت سبّاقة في ذلك، عندما أصرّت رغم الانتقادات على طرحه ونشره، خصوصاً أنّ النساء قبل 10 سنوات لم يعتدن ارتداءه في المناسبات كما يحصل اليوم. اتبعت شغفها لتقدّم شيئاً جديداً خارجاً عما هو مألوف. وسريعاً استطاعت أن تُحدث تغييراً مهماً، وها قد أصبح اليوم القفطان من أكثر القطع رواجاً في مختلف المناسبات والأوقات وللمرأة عامةً من دون استثناء، لما يضفيه على الطلّة من تميّز فيجعلها استثنائية لافتة، من حفلات الزفاف إلى دعوات الغداء أو العشاء أو للطلات المميزة على شاطئ البحر. استطاعت أزهري أن تنشر القفطان في مختلف دول العالم؛ في كانّ حيث أطلقته أولاً، ونيويورك، والعالم العربي وغيرها من الأماكن التي حققت فيها انتشاراً واسعاً.

دلالات

المساهمون