تونسية تشكر سارقاً استجاب لندائها وأعاد هاتفها وبطاقتها

تونسية تشكر سارقاً استجاب لندائها وأعاد هاتفها وبطاقتها

22 مايو 2021
نداء في تدوينة على فيسبوك أعاد المسروقات (Getty)
+ الخط -

"شكراً على جانبك الإنساني الذي دفعك لإعادة بطاقة هويتي وشريحة هاتفي، وشريحة تخزين صوري، الصور التي أظن أنك رأيتها، ورأيت محتواها، وأدركت مدى تعلقي بذكرياتي، لا أعرف الظروف التي دفعتك لأخذ شيء ليس لك، ولكني والله العظيم سامحتك في الدنيا والآخرة، وآمل أن يتوب عليك ربي ومرة أخرى شكراً".

بهذه الكلمات البسيطة توجهت التونسية دلال بن إبراهيم (38 عاماً)، من محافظة قفصة بالجنوب الغربي التونسي، إلى السارق الذي استولى على هاتفها الجوال، ولكنها لم تكن تدرك أن كلماتها ستصبح حديث التونسيين.

تقول دلال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنها فعلاً ممتنة للسارق، لأنه أعاد إليها أشياء تعتبرها أهم من هاتفها، خاصة أنه كان بالإمكان أن تواجه عدة إشكاليات إن لم تستعد بطاقة هويتها، موضحة أنها كانت برفقة والدها الذي يعاني إعاقة في أحد مراكز البريد، وهي التي تعتني به ومكلفة بسحب مستحقاته.

وبحكم كونها مطلقة وأماً لبنت في كفالتها، فهي تتولى أيضاً سحب النفقة ببطاقة الهوية، مؤكدة أن ضياعها يعني ضياع عائلتين وحرمانهما من القوت، مبينة أن إعادة استخراج بطاقة الهوية تتطلب وقتاً طويلاً.

وتلفت بن إبراهيم إلى أنها يوم الحادثة تركت بطاقة الهوية في غلاف الهاتف ومعها شريحة الصور عند والدها، ولكن بحكم مرضه، قد يكون سقط منه سهواً أو سُرق.

ووجد أحدهم الهاتف فأخذه، مشيرة إلى أنها شعرت للحظة أن حياتها توقفت، فلا يمكنها سحب أموالها من دون بطاقة الهوية، وجل ذكرياتها وصورها مع والدها وخاصة عندما مرض، إلى جانب صور خاصة لها وأخرى مع ابنتها، مبينة أن السارق كان بالإمكان أن يبتزها ويطلب مقابلاً ماليا أو يتلف الشريحة .

وجهت السيدة نداء عن طريق فيسبوك ناشدت من خلاله السارق الذي أخذ الهاتف، كي يعيد إليها بطاقة الهوية، مبينة أنها فوجئت بعد حوالي أسبوع بشخص من منطقتها يطرق بابها، ليخبرها بأن شخصاً سلمه بعض الأشياء، وطلب منه إيصالها إليها، مؤكدة أنها لم تصدق أن يعيد إليها السارق شريحة الصور، ولذلك سارعت بكتابة تدوينة لتشكره.

وأضافت المتحدثة أن الهاتف حتى لو لم يعد، فبالإمكان تعويضه، ولكن شريحة الصور تعزّ عليها، ولم يكن من الممكن تعويضها، مؤكدة أنها على يقين أن السارق قرأ رسالتها الأولى، وقد يطلع على رسالتها الثانية وعبارات الشكر التي توجهت بها إليه، فقد أرادت شكره على "إنسانيته"، وقد تكون كلماتها البسيطة سبباً في توبته يوماً، على حد تعبيرها.

المساهمون