تركيا: زيارات افتراضية للمقابر في أيام عيد الفطر

تركيا: زيارات افتراضية للمقابر في أيام عيد الفطر

15 مايو 2021
الوباء كسر عادة زيارة المقابر (الأناضول)
+ الخط -

تختلف زيارة القبور في تركيا، عنها بالمنطقة العربية خلال شهر رمضان، ففي حين يعكف جلّ الأتراك على زيارة قبور ذويهم، وحتى رجال الدين والدراويش المتوفين، في أول أيام شهر رمضان، للدعاء من أمام الضريح، تغيب هذه العادة عن معظم الدول العربية.

لكن الشعبين، العربي والتركي، يلتقيان بشأن زيارة قبور المتوفين صبيحة العيد، لوضع الزهور وقراءة القرآن والدعاء، إلا أن عيد الفطر هذا العام، منع الأتراك من ممارسة هذا الطقس، بل يرى أتراك أن تمديد الحظر الشامل حتى 17 مايو/أيار الجاري، كان من أهداف صاحب القرار التركي، لتقليل التجمعات، سواء بالأسواق والبيوت، أو حتى بالمقابر.

وتماماً كالأتراك فقد السوريون المقيمون بتركيا، بعد نحو تسع سنوات من الإقامة، كثيراً من أهلهم، بعضهم أوصى بدفنه في سورية والغالبية دفنوا في تركيا. وعادة زيارة القبور صبيحة العيد، سنة محببة كما يقول السوري محمد خيرو من ولاية غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية.

لايف ستايل
التحديثات الحية

ويؤكد خيرو لـ"العربي الجديد" أنه وأمه وإخوته زاروا قبر أبيه أول أيام العيد، فهو العيد الأول على فقد أبيه بسبب وباء كورونا".

لكن الوضع يختلف هذا العام في ولاية أنطاليا عنه ببقية المدن، فقد قدم محمد جيتين، وهو صاحب شركة رعاية القبور، خدمة زيارة رقمية مع مكالمة فيديو بعد تزيين ورعاية قبور أقارب عملائه الذين لا يستطيعون الخروج أثناء عملية الإغلاق الكامل بسبب فيروس كورونا، بحسب مصادر تركية.

وقالت صحيفة "ملييت" إن جيتين الذي زار قبر جده منذ 13 عامًا أثناء قيامه بالتسويق في أنطاليا، وجد أن القبور مهملة وشعر بعدم وجود خدمة رعاية القبور في المدينة، ما ولّد لديه فكرة تأسيس شركة صيانة وبناء مقابر، معلناً عن الخدمة إلى عدد كبير من العملاء، والتي لاقت قبولاً وتوسع عمل الشركة بوقت قصير.

تولي تركيا اهتماماً كبيراً للقبور، خاصة أضرحة رجال الدين والأعلام والسلاطين وذويهم

وبعد حالات الإغلاق والشلل لأكثر من عام، بسبب تفشي وباء كورونا، وسّع جيتين خدمات شركته، معلناً عن تنظيف وتزيين القبور خلال العيد، بل وإتاحة المجال، عبر الكاميرا، لمن يريد من آل الموتى، رؤية قبور ذويهم، سواء ليتأكدوا من التنظيف والتزيين، أو ليقرأوا لهم الأدعية والقرآن، وكل ذلك مقابل 200 ليرة تركية (الدولار 8,3 ليرات).

وقد يحد التطبيع مع الوباء من عمل شركة جيتين، إذ من المتوقع أن تبدأ بعد 17 الشهر الجاري عملية الفتح الجزئي أو الكلي في البلاد، وذلك على حسب عدد الإصابات، فإن كان عدد المصابين 10 آلاف حالة على الأكثر، فسيتم فتح أماكن العمل تدريجياً.

وستكون بداية الفتح بحسب مصادر "العربي الجديد" من الشركات الصغيرة وأمكنة الخدمات والمنشآت الصناعية ومن ثم السياحية، ولكن كل ذلك مرهون بعدد الإصابات التي تسعى تركيا من الإغلاق الحالي، تخفيضها إلى أقل من 5 آلاف إصابة يومياً.

وتولي تركيا اهتماماً كبيراً للقبور، خاصة أضرحة رجال الدين والأعلام والسلاطين وذويهم. فمن القبور ما هو موجود ضمن المساجد أو ضمن الأحياء السكنية والمساحات الخضراء، كما من عادات الأتراك، التبرك بالقبور وزيارتها في الأوقات العادية، لقراءة الأدعية والقرآن.

من المتوقع أن تبدأ بعد 17 الشهر الجاري عملية الفتح الجزئي أو الكلي في البلاد، وذلك على حسب عدد الإصابات

وتقسم المقابر الكبرى الممتدة منذ الدولة العثمانية، إلى مقابر أضرحة الصحابة مثل أبو أيوب الأنصاري ومقابر أخرى للسلاطين والوزراء وأعضاء المحاكم والسلطات الدينية والقادة العثمانيين، وعدد من كبراء شعراء وفناني الدولة، كما أضيفت خلال السنوات الأخيرة، مقابر خاصة للسوريين، أو دفن موتاهم في مقابر الأتراك إن كانت خارج المدن وفيها متسع.

وحد تفشي الوباء لهذا العام، حتى من زيارة الأقارب خلال العيد، إذ يعرف عن الأتراك بتبادل الزيارات والاجتماع في بيت العائلة خلال أول أيام العيد، وتبادل المعايدة.

بقي أن نقول أن بعض الأتراك يسمون عيد الفطر بعيد السكّر Şeker Bayramı وللتسمية مبرران، الأول أن البعض يقول إنها بالأصل Şükür Bayramı أي عيد الشكر، واختلطت الحروف فغدت عيد السكر بدل الشكر، والبعض يقول إن الاسم مستمد من تقليد القصر العثماني في توزيع الحلويات على الجنود والأطفال بعد اليوم الخامس عشر من شهر رمضان، وهو ما أصبح فيما بعد تقليداً شعبياً في إعداد الحلوى وتوزيعها.

ومن الطقوس الشعبية أيضاً أن يطرق الأولاد الأبواب صبيحة العيد، فيستقبلهم أصحاب البيوت بإعطاء السكاكر والحلوى..مع عيدية مالية رمزية.

المساهمون