الوزن وسنّ المراهقة: كي لا يقعوا في شرك السمنة

الوزن وسنّ المراهقة: كي لا يقعوا في شرك السمنة

14 يناير 2021
يُستحسن اعتماد عادات غذائية صحية سليمة (Getty)
+ الخط -

تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل دقة وحساسية التي يزيد فيها احتمال حصول تقلبات في الوزن، زيادةً أو نقصاناً. عوامل عديدة قد تلعب دوراً في ذلك، منها العامل النفسي الذي له أثر واضح على المراهق، إضافة إلى حالة الارتباك التي يمكن أن تطغى في هذه الفترة. بحسب اختصاصية التغذية تالار سركيس، تبدو السمنة من المشاكل الأساسية التي يواجهها المراهقون أكثر فأكثر في أيامنا هذه.

المراهق بين السمنة والنحول الزائد
من الواضح أن المراهق قد يكون عرضة لزيادة الوزن، وأيضاً للنقص فيه. لكن، بحسب سركيس، إن عدد المراهقين الذين يواجهون مشكلة السمنة في تزايد مستمر وملحوظ منذ عام 2000. تراوح نسبة المراهقين الذين يعانون من السمنة في الشرق الأوسط بين 20 و35 في المئة. صحيح أن الأنوريكسيا من المشكلات التي قد يواجهها المراهقون، إلا أن السمنة تعتبر أكثر شيوعاً. "تنتج مشكلة السمنة في مجتمعاتنا عن ارتفاع معدلات السكريات والنشويات في الغذاء. فعلى الرغم من أن العامل الجيني يلعب دوراً، إلا أن النظام الغذائي له الدور الأهم والأبرز، وهو المسبب الرئيسي". 

مما لا شك فيه أن المراهق يعتبر أكثر هشاشة من الناحية النفسية وهذا ما يجعله أكثر عرضة لهذا النوع من المشاكل. في الوقت نفسه، تزيد الصعوبة في مساعدة المراهق على خفض الوزن بطريقة صحية. وينتج ذلك عن عوائق عديدة وتحديات ترتبط بالنواحي النفسية والعاطفية وقلة الثقة بالنفس والكآبة، التي قد يكون المراهق أكثر عرضة لها في هذه المرحلة، بحسب سركيس.

وجبة الفطور المثلى تحتوي على البيض والجبنة مع التوست 

انطلاقاً من ذلك، لا يكفي التركيز على النظام الغذائي للمراهق لمساعدته على التغلب على زيادة الوزن، بل يجب أن يتوجه الاهتمام نحو هذه النواحي النفسية التي يعاني من مشاكل فيها، وذلك بتحفيزه على تقدير ذاته وزيادة ثقته بنفسه. يضاف إلى ذلك أنه من المهم وضع توقعات واقعية ومنطقية للوزن المنوي بلوغه وللصورة الشخصية.

من جهة أخرى، حتى إذا بدا ذلك صعباً، من المهم الحرص على توجيه المراهق إلى نظام غذائي صحي يرتكز على عادات غذائية صحية. كما أنه بقدر ما يحصل التأخير في إلغاء العادات الغذائية السيئة، تزيد صعوبة تغييرها في فترة لاحقة مع بلوغ مرحلة الرشد.


حلول عملية وسهلة
يقضي المبدأ الأساسي الذي يجب الانطلاق منه لمساعدة المراهق على اعتماد عادات غذائية سليمة وصحية، بالتركيز على تغيير واحد في كل مرة، بحسب سركيس، التي تشدد على أهمية العمل، بدءاً بما يطهى ويكون موجوداً داخل المنزل، لأن الصعوبة قد تزيد في ضبط تصرفات المراهق وعاداته خارجه. 

أولاً: يجب البدء بالتركيز على الفطور. فمن الضروري إلغاء السكريات في وجبة الفطور التي يتناولها المراهق. فما يتناوله في وجبة الفطور يعتبر مهماً جداً ولا يمكن الاستهانة بذلك، لأنه سيحدد شهية المراهق وشراهته لتناول السكريات خلال النهار. 

خطأ شائع: من الأخطاء الأكثر شيوعاً التي تشير إليها سركيس، إعطاء المراهق كوباً من الحليب مع الكورن فليكس. فيبدو الكورن فليكس من الأغذية الصحية في الظاهر، لكنه في الواقع من أسوأ الأطعمة التي يمكن تناولها، لغناه بالنشويات المصنّعة التي تسبب ارتفاعاً سريعاً في معدل السكر في جسم المراهق. فسرعان ما سيلاحظ بعد تناوله بالجوع والرغبة في الأكل بشكل تصعب السيطرة عليه.

لايف ستايل
التحديثات الحية

أما وجبة الفطور المثلى، فتحتوي على البيض والجبنة مع التوست أو على كوب من اللبن الزبادي والفاكهة والقليل من المكسرات. فهذا الفطور يعتبر مغذياً ويعطي إحساساً بالشبع.

ثانياً: الحد من معدلات النشويات في الغذاء من الخطوات الأساسية التي يجب القيام بها أيضاً لمساعدة المراهق على خفض وزنه والحفاظ على وزن صحي. هذا، فيما يمكن استبدالها بالخضروات، كالبروكولي والقرنبيط والبندورة (الطماطم) والباذنجان والكوسا، فيما يمكن إضافة زيت الزيتون إليها، فهو لا يجعلها لذيذة أكثر فحسب، إنما يزيد من قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات التي فيها.

ثالثاً: الحد من تناول الفاكهة. فالفاكهة غنية بالفيتامينات الضرورية للجسم، لكنها تحتوي أيضاً على نسبة عالية من السكر في حال الإفراط في تناولها. وبالتالي ينصح بعدم تشجيع المراهق على تناول أكثر من حصتين منها. 
رابعاً: التركيز على النوعية أكثر من عدد الوحدات الحرارية.

المساهمون