الدراما المشتركة: أسماء سورية في شِباك المُنتجين

الدراما المشتركة: أسماء سورية في شِباك المُنتجين

22 يناير 2021
مكسيم خليل أحد الفنانين الذين يلبّون شرطَي الجماهيرية والمهنية (فيسبوك)
+ الخط -

تحفل الدراما المشتركة، سنوياً، بمجموعة جديدة من الممثلين السوريين الذين ينضمون إلى قائمة المشاركين في دوامة، بات يعتبرها البعض نوعاً درامياً لن ينتهي بسهولة، وينتقدها البعض لأنها تستنزف مقومات صمود الدراما السورية، على حساب إنتاجات تفتقد خصوصية المجتمعات.

وعلى ذلك، يتوافد الممثلون، على وجه الخصوص، في كل عام إلى البحر، وكل منهم يحمل عدة الصيد الخاصة به، صنارة وأطعمة، وأكياساً مليئة بالنقود، لكلٍ منهم موقعه الثابت الذي لا يسمح لأحد بأخذه. فإذا وصفنا القطاع الإنتاجي على أنه بحر يزوره المنتج كل عام، فهو الصياد الماهر الذي يتنافس مع غيره على من يصطاد أكثر من النجوم، ليعودوا من هذه الرحلة بصيدٍ وفير، ولا سيّما بالأسماك أو الأسماء التائهة عن عمق البحر، إلى أن يُنتزع كل اسم في صنارة معينة لموسمٍ محدد.

سينما ودراما
التحديثات الحية

رحلة الصيد هذه باتت شبه سنوية، منذ عشر سنوات تقريباً، يختار بها كل منتج ممثلاً سورياً معيناً ليكون ضمن عمله الذي ينافس به الآخرين. ولكنْ كما لاختيار الصيد البحري مقاييس معينة من الجودة والقيمة، للأسماء المختارة شروط محددة وضعتها أعراف مهنة الإنتاج في السنوات الأخيرة، بحيث يفلح البعض في التعلّق مع المنتجين ضمن قوائم معينة تناسبهم، بينما البقية غير المناسبة للشروط، تبقى تحوم في أطراف البحر لعلها تجد قاربا صغيرا لمنتج من مبدأ "ظل عمل بسيط ولا ظل حيطة".

صيد القيمة

أولى قوائم المنتجين، هي الأسماء التي تصنّف ضمن إطار "القدير" أو "المخضرم" الذي عاش العصر الذهبي للدراما السورية منذ تسعينياته وحتى الحرب، ولديه رصيد كبير من الأعمال الناجحة، مثل سلوم حداد أو بسام كوسا اللذين دخلا عالم الدراما المشتركة من أوسع أبوابه، رغم اعتراض كوسا مثلاً على الدراما المشتركة قبل أن يشارك في "سر"، وكذلك عابد فهد، آخر جيل الكبار الذي كان من أوائل من علق بصنّارة الإنتاج المشترك عبر "لعبة الموت" الذي نقله من ضفة المحلية، في حين وقف أيمن زيدان متفرجاً من بعيد يشاركه عباس النوري الرؤية، وحضر رشيد عساف في لبنان ضمن الدراما المحلية فقط، ليعبر غسان مسعود في الموسم القادم إلى الدراما المشتركة عبر مسلسل "ظل".

صيد النجم

كل ممثل نجم هو ورقة رابحة، واسم مسوّق للعمل الدرامي المشترك، كتيم حسن في هيبته، ومكسيم خليل في أدائه منذ أن شارك في "روبي"، وقيس الشيخ نجيب في هدوئه في "يا ريت" و"جوليا"، بحيث عَبَر كل اسم من هذه القائمة من نجومية داخل سورية إلى نجومية الدراما المشتركة، وكانوا أسماء معروفة عربياً عبر سنوات من العمل.

هكذا كان حال قصي خولي أيضاً الذي لم يتمكن من العودة للعمل في دمشق، فاختار لبنان وتابع الظهور في سلسلة من الأعمال التي جاءت أقل من إمكانيات خولي الدرامية التي قدمها في سورية، في حين وازن باسل خياط المعادلة بحضور أكثر توازناً بين لبنان ومصر، ليثبت استمرار نجوميته عاماً تلو الآخر.

صيد الوسامة

دخلنا أكثر في عصر الصورة، وباتت الوسامة معياراً لا يقل أهمية عن الموهبة. وليحب المشاهد ممثل، على الكاميرا أن تحبه أولاً، لذا أصبح الشكل مطلوباً لتسويق عمل معين، وكأن البطل ليس حبيباً للممثلة بقدر ما هو حبيب كل مشاهدة. لذا، نجد أسماء مثل معتصم النهار، أو محمد الأحمد، باتت تخطر على بال كل منتج نظراً إلى شعبيتهما؛ ففي هذا العام فقط، لدى معتصم أكثر من خمسة أعمال ما بين رمضان الماضي والقادم، وحتى أسماء جديدة مثل فارس ياغي الذي اختاره المنتج مثلاً لأن وسامته تشابه نظيره في العمل التركي "عروس إسطنبول".

صيد الموهبة

يبقى للعمل الدرامي ثقل كبير، بحاجة إلى مواهب قوية حتى ترفعه في حالة المنافسة الدرامية. بعض الأسماء التي أثبتت كفاءتها، باتت مطلوبة في المسلسلات لكي ترفع من سويّة العمل، مثل محمود نصر الذي أصبح فرساً رابحاً في كل عام، ليقف هذا العام بطلاً أمام سيرين عبد النور في "دانتيل"، أو أنس طيارة، الشاب الموهوب الذي لا يصعب عليه دور مهما كان مركباً، ليكون اسماً مطلوباً في الدراما المشتركة، ويعبر من "دفعة بيروت" إلى عمل ضخم مثل "سفربرلك"، وكذلك أيمن عبد السلام.

صيد الفرصة

ليس من الضروري أن يكون الممثل حاصلاً على فرص كبيرة في الدراما السورية ليكون خياراً بالنسبة للمنتجين. فمثلاً، لم يحظ خالد القيش بفرصة يستحقها في بلده، رغم عمله لسنوات طويلة، بينما أنصفته الدراما المشتركة بفرص عديدة، أولها "دقيقة صمت"، وآخرها عمله القادم "للموت"، وحتى سامر إسماعيل عندما حظي بفرصة مسلسل "عمر"، لم يكن لديه أرشيف كبير، أما إيهاب شعبان فيستعد للظهور بمسلسل "قيد مجهول" بينما فرصه السورية قليلة نوعاً ما.

من الطبيعي أن يبحث كل منتج عن صيد ثمين ينافس به على المائدة الدرامية السنوية، لكي يعيد ما خسره في رحلة الصيد، حتى يتمكن في العام التالي من الدخول وبقوة ويحجز لنفسه موقعه السابق، ولكن قد تخسر بعض الأسماء فرصتها من اختيار ما يتوافق ومشروعها التمثيلي لشح الفرص المتاحة، بالإضافة إلى استهجان الجمهور تكرار بعض الأسماء على الشاشة، مع وجود وجوه محببة تستحق أن تحظى بفرص لترى النور، وهذا ما يجعلنا نتساءل عما إذا كان هذا المشهد سنوياً ودائماً أم ستخترق مفاهيم جديدة عالم الصيد.

المساهمون