التفكيك يهدّد فيسبوك "المحتكِرة"

التفكيك يهدّد فيسبوك "المحتكِرة"

12 ديسمبر 2020
أكدت "فيسبوك" أنها ستراجع الشكاوى (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -

فضفض المؤسّس والرئيس التنفيذي في "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، لموظفيه العام الماضي أن الدعوات المتصاعدة حينها لتفكيك الشركة تشكل تهديداً "وجودياً" لها.

ويوم الأربعاء، تحول هذا التهديد الافتراضي واقعاً، بعدما رفعت الحكومة الفيدرالية وأكثر من أربعين ولاية أميركية، بعد تحقيق دام 18 شهراً، دعوى قضائية ضد "فيسبوك"، بسبب سلسلة من شكاوى مكافحة الاحتكار، وطلبت تحديداً حرمانها من "واتساب" و"إنستغرام".

وقالت "لجنة التجارة الفيدرالية"، في بيان، إنها ستسعى لاستصدار حكم يمكن أن يتضمن التخارج الإلزامي من أصول، من بينها "إنستغرام" و"واتساب". وفي دعوى ثانية، يطالب تحالف يضم 46 ولاية وواشنطن العاصمة وجزيرة غوام بحكم ينص على عدم قانونية استحواذ "فيسبوك" على "إنستغرام" و"واتساب".

اشترت "فيسبوك" تطبيق "إنستغرام" عام 2012 مقابل مليار دولار أميركي، و"واتساب" مقابل 19 مليار دولار أميركي عام 2014. وأشارت الدعاوى القضائية إلى إن عمليتي الاستحواذ كانتا تهدفان إلى سحق المنافسين المحتملين وتعزيز هيمنة "فيسبوك".

وأكدت "فيسبوك" أنها ستراجع الشكاوى، وسيكون لديها "المزيد لقوله قريباً". وأشارت الشركة العملاقة إلى أن "لجنة التجارة الفيدرالية" وافقت على صفقتي "واتساب" و"إنستغرام" سابقاً، و"الآن تريد النظر فيهما مجدداً، من دون الأخذ بعين الاعتبار تأثير هذه السابقة على عالم الأعمال الواسع وعلى الأشخاص الذين يختارون استخدام منتجاتنا يومياً".

الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قال أكثر من مرة إن عمالقة التكنولوجيا لديهم فائض من القوة والنفوذ، كما قدم حلفاء الرئيس المنتخب جو بايدن شكاوى مماثلة، لذا من المتوقع استمرار القضية الفيدرالية ضد "فيسبوك" تحت إدارته.

وفي سياق متصل، بدأت السلطات الأميركية، الأسبوع الماضي، ملاحقات قانونية بتهمة "التمييز" في التوظيف في شركة "فيسبوك" المتهمة بأنها حجزت مناصب لموظفين أجانب على حساب أميركيين، بعد تكبد إدارة ترامب نكسة قضائية بشأن تجميد تأشيرات مستخدمة كثيراً في قطاع التكنولوجيا.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وكتبت وزارة العدل، في بيان، أن موقع "فيسبوك" أنشأ "بشكل متعمد نظام توظيف منع أميركيين مؤهلين من الحصول على فرصة للتعرف والتقدم" لهذه الوظائف.  وبحسب الشكوى، فإن موقع "فيسبوك" لم يعلن عن الوظائف المعنية على موقعه الإلكتروني، ورفض تقديم طلبات الترشح للوظائف عبر الإنترنت، وفرض على الأشخاص المهتمين بالوظائف إرسال ملفاتهم عبر البريد، ما تسبب بجذب عدد قليل من طلبات التقدم للوظائف.

وكان "فيسبوك" يحجز في الواقع هذه الوظائف، وهي أكثر من 2600، بين 1 يناير/كانون الثاني عام 2018 و18 سبتمبر/ أيلول عام 2019، إلى موظفين موجودين أصلاً في الشركة لديهم تأشيرة موقتة ويرغبون في الحصول على الإقامة.

وتعتمد شركات "سيليكون فالي" كثيراً على الأشخاص الموهوبين تقنياً والمدربين كثيراً في بلدهم الأصلي. لكن للحصول على "البطاقات الخضراء" أو بطاقات الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، يجب تقديم عرض عمل دائم، وعلى صاحب العمل إثبات أنه لم يكن لديه مرشح أميركي مؤهل للوظيفة.

ونقل بيان وزارة العدل الأميركية عن مسؤول الحقوق المدنية في الوزارة، إيريك دريباند، قوله "رسالتنا إلى أصحاب العمل، خصوصاً في القطاع التكنولوجي، واضحة: لا يمكن أن تفضلوا التوظيف غير القانوني لموظفين أجانب بموجب تأشيرة موقتة على الأميركيين".

كانت وزارة العدل الأميركية أقامت دعوى قضائية بحق "غوغل" في أكتوبر/تشرين الأول، متهمة الشركة، البالغة قيمتها تريليون دولار أميركي والتابعة لمجموعة "ألفابِت"، باستغلال وضعها القوي في السوق للتضييق على المنافسين.

المساهمون