"أيرون تروث": إسرائيليون يفرضون رقابة على المنشورات المؤيدة لفلسطين

"أيرون تروث": إسرائيليون يفرضون رقابة على المنشورات المؤيدة للفلسطينيين

لندن

العربي الجديد

avata
العربي الجديد
توقيع
11 يناير 2024
+ الخط -

كشف موقع "ذي إنترسبت" الإخباري، الأربعاء، عن قيام أعضاء مجموعة "أيرون تروث" (Iron Truth) من قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي باستغلال علاقاتهم بموظفين إسرائيليين أو متعاطفين مع إسرائيل في كبريات شركات التواصل الاجتماعي لحذف منشورات مؤيدة للفلسطينيين أو منتقدة لدولة الاحتلال من خارج الأطر الرسمية.

وأسس مهندس إسرائيلي يعمل في "غوغل" ويقيم في تل أبيب، يدعى داني كاغانوفيتش، "أيرون تروث" التي تدعي أنّها تمكنت عبر قنوات تواصل خلفية مع شركات التكنولوجيا من إزالة ألف منشور وصفتها بأنها "كاذبة أو معادية للسامية" أو "مؤيدة للإرهاب" من منصات مثل "إكس" و"يوتيوب" و"تيك توك".

ودشن كاغانوفيتش المجموعة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذها المقاومون الفلسطينيون في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، وقال لـ"ذي إنترسبت": "شاهدت فيديو يحوي معلومات مضللة، ممّا دفعني إلى إرساله إلى فريق في ميتا وبعض الإسرائيليين الذي يعملون في الشركة، وأبلغتهم بضرورة حذفه، وهو ما حدث بعد أيام".

تملك "أيرون تروث" مجموعة على منصة تليغرام يشارك عبرها الأعضاء المنشورات التي يعتبرونها "مضللة" أو "تحريضية"، ليتواصل بعضهم بعد ذلك مع معارفهم من المديرين والعاملين في شركات التكنولوجيا من أجل إزالتها.

وفي رسالة على المجموعة التي تحمل اسم "أيرون تروث تليغرام"، قال كاغانوفيتش في 13 أكتوبر الماضي: "لدينا قنوات مباشرة مع الإسرائيليين الذين يعملون في الشركات الكبرى (...) هناك أشخاص متعاطفون يهتمون بإزالة هذا المحتوى بسرعة".

قام ما يقارب ألفي مشترك في المجموعة بمشاركة مجموعة واسعة من المنشورات لإزالتها منذ انطلاق العدوان على غزة، بدءاً من تلك التي تحتوي خطاباً عنصرياً أو مضللاً فعلاً، وصولاً إلى المنشورات التي تنتقد دولة الاحتلال أو تبدي تعاطفاً مع الفلسطينيين.

وفقاً لـ"ذي إنترسبت"، خلطت "أيرون تروث" في كثير من الأحيان بين الانتقادات أو حتى مجرد مناقشة عنف جيش الاحتلال مع المعلومات المضللة ومعاداة السامية.

وشاركت المجموعة قائمة بالكلمات الرئيسية المقترحة للمتطوعين "لاستخدامها عند البحث عن المحتوى المضلّل والمعادي للسامية". تضمنت القائمة عبارات تستعمل في التغطية الإخبارية العادية مثل "إسرائيل تقصف المستشفيات" و"إسرائيل تقصف قوافل المساعدات" بوصفها "مضللة"، مع العلم أنّ جيش الاحتلال ارتكب، ولا يزال، جرائم من هذا النوع في غزة.

ورأى الباحث في المختبر الرقمي التابع للمجلس الأطلسي، إيمرسون بروكينغ، أنّ المجموعة "لا تحاول ضمان مساحة مفتوحة وآمنة للجميع عبر الإنترنت، وخالية من المعلومات المضللة. إنهم يحاولون استهداف وإزالة المعلومات التي يرون أنها ضارة أو خطيرة على الإسرائيليين".

طرق ملتوية

رفض كاغانوفيتش الإفصاح عن أسماء الموظفين في شركات التكنولوجيا الذين يتواصل معهم، إلّا أنّه أشار إلى أنّ معظمهم لا ينتمون للفرق المعنية بوضع سياسات المنصات والإشراف على المحتوى، بل يعمل معظمهم في إدارة المنتجات وتطوير البرامج. بالتالي، يتواصل أعضاء المجموعة مع موظفي شركات التكنولوجيا الذين يتواصلون بدورهم مع زملائهم في الأقسام المعنية بالمحتوى، ويشاركونهم المنشورات المطلوب إزالتها.

وتنسب المجموعة عبر "تليغرام" الفضل للموظفين المتعاطفين مع الاحتلال عند حذف أي منشور سبق وأن أبلغت عنه.

ولم تردّ منصات إكس وتيك توك ولينكد إن على أسئلة "ذي إنترسبت" حول "أيرون تروث"، لكن المتحدثة باسم "غوغل"، كريستا مولدن، قالت إن الشركة "تملك سياسة لمحاربة إساءة الاستخدام ومكافحة المحتوى الضار"، مضيفة: "إذا اعتقد مستخدم أو موظف أنه وجد محتوى ينتهك سياساتنا، فإننا نشجعه على الإبلاغ عنه". وأشارت إلى أن "غوغل تشجع الموظفين على استخدام وقتهم ومهاراتهم للتطوع من أجل القضايا التي يهتمون بها".

من جهته، رفض المتحدث الرسمي باسم "ميتا"، رايان دانييلز، القول إن "أيرون تروث" كانت قادرة على إزالة المحتوى بطرق غير رسمية، لكنه رفض التعليق على ادعاء المجموعة بامتلاكها قنوات تواصل خلفية مع موظفين في الشركة.

وقال دانييلز لـ"ذي إنترسبت": "لا تزال منشورات عديدة تدعي هذه المجموعة أنها تمت إزالتها موجودة على فيسبوك وإنستغرام لأنها لا تنتهك سياساتنا". وأضاف: "نتلقى تعليقات حول المحتوى الذي يحتمل أنه ينتهك قواعدنا من مجموعة متنوعة من الأشخاص، بما في ذلك الموظفون، ونشجع أي شخص يرى هذا النوع من المحتوى على الإبلاغ عنه حتى نتمكن من التحقيق واتخاذ الإجراءات المناسبة".

علاقات حكومية

استفادت "أيرون تروث" من ازدهار اقتصاد التكنولوجيا في دولة الاحتلال، التي تعد مركزاً للمكاتب الإقليمية لشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، كما أنّها تحظى بدعم من الحكومة الإسرائيلية.

وسبق لمؤسس المجموعة أن التقى بمديرة وحدة الإنترنت في مكتب المدعي العام الإسرائيلي، حاييم ويسمونسكي، التي أسّست بغرض "مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية"، والتي تُستخدم لفرض رقابة على الانتقادات غير المرغوب بها، وكذلك على الآراء التي تعبر عن وجهة نظر الفلسطينيين، كما أنّها قدّمت آلاف البلاغات من أجل إزالة المحتوى عن الإنترنت.

وقال كاغانوفيتش إنّ مجموعته بقيت على تواصل مع وحدة الإنترنت الحكومية، كما أنه يشاركها معلومات حول المنشورات المطلوب إزالتها. كذلك، أشار إلى حصوله على مساعدة من عضوة الكنيست السابقة إنبار بيزك في المجال الدبلوماسي والحكومي، والتي رتبت لقاءات بين المجموعة ووزارة الخارجية الإسرائيلية إضافة إلى السفراء الأوروبيين.

وتعاونت "أيرون تروث" مع "ديجيتال دوم" وهي مجموعة تطوعية أخرى، تقودها منظمة فيك ريبورتر الإسرائيلية، وروّج صندوق الاستثمار الإسرائيلي الأميركي جاي فنتورز، والذي يقال إنه عمل بشكل مباشر مع الجيش الإسرائيلي لتعزيز مصالحه العسكرية، للمجموعتين.

وقال بروكينغ إن "أيرون تروث" هي "تذكير قوي بأن الأشخاص هم الذين يديرون هذه الشركات في نهاية المطاف"، في الوقت نفسه اعتبر أنّ هناك "مشكلة خطيرة في الالتفاف والتحايل على سياسات شركات التكنولوجيا وفرق مراجعة المحتوى عبر الاستعانة بموظفين من الداخل ليضعوا حداً تعسفياً لحرية التعبير".

إسكات الأصوات الفلسطينية

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش شركة ميتا بأنها "تعمل على إسكات" الأصوات المؤيدة للفلسطينيين على منصتيها "فيسبوك" و"إنستغرام" منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة. وأشارت إلى أن "سياسات وممارسات ميتا تعمل على إسكات الأصوات الداعمة لفلسطين وحقوق الإنسان الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك، في موجة من الرقابة المشددة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وقالت المديرة بالإنابة لقسم التكنولوجيا وحقوق الإنسان في "هيومن رايتس ووتش" ديبورا براون، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن "الرقابة التي تفرضها شركة ميتا على المحتوى الداعم لفلسطين تزيد الطين بلة، في وقت تخنق أصلاً الفظائع والقمع الذي يفوق الوصف قدرة الفلسطينيين على التعبير". وأضافت براون أن رقابة "ميتا" ساهمت في محو معاناة الفلسطينيين. وأردفت: "بدلاً من الاعتذارات التي عفا عليها الزمن والوعود الفارغة، يجب على ميتا أن تظهر أنها جادة في معالجة الرقابة الكاملة المتعلقة بفلسطين من خلال اتخاذ خطوات ملموسة نحو الشفافية والتحسين".

وكان مجلس الرقابة المستقل في "ميتا" انتقدها لإزالتها منشورات تظهر المعاناة الإنسانية جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة
جدارية داعمة لفلسطين وغزة في حرم جامعة بيتزر كولدج في الولايات المتحدة الأميركية - 10 إبريل 2024 (Getty)

مجتمع

أعلنت حركة مقاطعة إسرائيل أنّ مجلس جامعة "بيتزر كولدج" الأميركية صوّت لمصلحة مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، غير أنّ رئيسها استخدم حق "الفيتو".
الصورة

منوعات

تواجه المذيعة الدولية لشبكة "سي أن أن" الأميركية كريستيان أمانبور، غضباً وردات أفعال منتقدة، بعد أن زعمت أنه لا يوجد صحافيون على الأرض في غزة.
الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة

المساهمون