"نيويورك تايمز" ترضخ لإسرائيل: وقف التعاون مع مصورَين فلسطينيين

"نيويورك تايمز" ترضخ للتحريض الإسرائيلي: وقف التعاون مع مصورَين فلسطينيين

06 أكتوبر 2022
المصور الفلسطيني حسام سالم (من حسابه على تويتر)
+ الخط -

أوقفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تعاملها مع مصورَين صحافيين فلسطينيين هم حسام سالم وفادي حنونة، في ردة فعل على تقرير أعدته منظمة "أونست ريبورتنغ" Honest Reporting (تأسست عام 2000، مقرها نيويورك)، تتهمهم فيها بمعاداة السامية. 

وتقدم "أونست ريبورتنغ" نفسها على أنها تحارب "المعلومات الكاذبة عن إسرائيل في وسائل الإعلام من خلال تسليط الضوء على التغطية المنحازة والمطالبة بالمساءلة".

في حديث مع "العربي الجديد"، يوضح المصور الصحافي حُسام سالِم لـ "العربي الجديد"، بأن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أبلغته في اتصال سريع بإيقاف التعامل معه كمصور حُر، وذلك بعد خمس سنوات من التعاون في تغطية الحروب والتطورات في قطاع غزة المُحاصر إسرائيليًا منذ 16 عامًا، قائلاً إن إيقاف التعامل معه جاء بعد "سنوات من التغطية تحت النار"، علماً أن عمله الأول مع الصحيفة الأميركية انطلق مع مسيرات العودة، في شهر مارس/ آذار 2018، من خلال إعداد تحقيق مع فريق المؤسسة حول مقتل المُسعِفة رزان النجار.

واتخذت الصحيفة قرارها، وفقًا لتقرير أعده مُحرر هولندي، حصل مؤخرًا على الجنسية الإسرائيلية، لصالح المنظمة الإسرائيلية "أونست ريبورتنغ"، وقد تناول في التقرير الكيدي منشورات قديمة كتبها سالم، وعدد من الصحافيين الفلسطينيين، عبر صفحاتهم الشخصية، عن الأحداث التي مر فيها القطاع.  

ويرى المُصور الفلسطيني أن الصحيفة استجابت فور نشر تقرير المنظمة الإسرائيلية، بتاريخ 24 أغسطس/ آب، 2022، مُبينًا أن "أونست ريبورتنغ" لم تكتفِ بإيقاف عمله مع الصحيفة الأميركية، وإنما واصلت التحريض ضده عند الجهات التي عمل ويعمل معها، "وأظن أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التحريض بغرض تشويه صورة الصحافي الفلسطيني".  

وأدان مُنتدى الإعلاميين الفلسطينيين إيقاف المُصورين، وقال في بيان له، إنه "ينظُر بخطورة بالغة للإجراء التعسفي السافِر، وهو إجراء يبعث على الاشمئزاز من تواصل الانحياز العربي للاحتلال الإسرائيلي، ومُوجه ضد الصحافي الفلسطيني بشكل عام، بهدف إسكات صوته"، داعيًا الصحيفة الأميركية إلى مُراجعة قواعد المهنية التي تتبعها، وتصحيح مسارها، ووقف انحيازها الأعمى للاحتلال الإسرائيلي.  

ولا يتوقف عمل المُنظمة على مُراقبة وسائل الإعلام الفلسطينية أو العربية التي يعمل فيها صحافيون فلسطينيون فقط، وإنما تُلاحِقهم على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكتابة التقارير التحريضية، ونشرها، لحث وسائل الإعلام التي يعملون فيها على فصلهم.  

من جهته؛ يوضح مُدرب السلامة المهنية، الصحافي سامي أبو سالم، أن سبب فقدان الصحافيين لعملهم هو نشاط الإسرائيليين في متابعة كل شاردة وواردة يكتبها الفلسطينيون، من خلال مؤسسات مُنظمة، في ظل انحياز كامل من المنظومة الإعلامية الغربية للاحتلال الإسرائيلي.  

ويبين أبو سالم لـ"العربي الجديد" أن هدف المنظمة الإسرائيلية، وتقاريرها التحريضية، هو تقييد السردية الفلسطينية، ودحض وتقييد الرواية الفلسطينية الحقيقية، والحِفاظ في المقابِل على التفجُع الإسرائيلي، في أن تكون روايته هي الدارِجة والراسِخة.  

وتخلِق الحرب الإعلامية، المتمثلة في المُلاحقة الإسرائيلية لكُل ما يصدر عن الصحافيين الفلسطينيين، سواء في وسائل الإعلام التي يعملون بها، أو على مساحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي نوع من الرقابة الذاتية، وفق أبو سالم، وذلك خوفًا على لقمة عيشهم، كذلك من إغلاق حساباتهم الشخصية. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم إيقاف صحافيين عن العمل بسبب تقارير تتهمهم بـ "مُعاداة السامية"، بحيث شهدت الأشهر الأخيرة فصل صحافيين فلسطينيين ولبنانيين وأردنيين من مؤسسة "دويتشه فيله" الألمانية.

المساهمون