StopAntisemitism... الغوغاء يطاردون مناصري الفلسطينيين

StopAntisemitism... الغوغاء يطاردون مناصري الفلسطينيين

18 ابريل 2024
خلال تظاهرة مناصرة للفلسطينيين في لوس أنجليس، 15 إبريل 2024 (ماريو تاما/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حساب StopAntisemitism على منصة إكس يستهدف الأفراد الداعمين للفلسطينيين أو الناقدين لإسرائيل تحت زعم مكافحة معاداة السامية، مما أدى لفقدان العديد منهم لوظائفهم، خاصة بعد تصاعد نشاطه منذ العدوان على غزة.
- تزايد نشاط المنظمة يشمل توسيع استراتيجياتها لتشمل مطاردة الأفراد في الجامعات الأمريكية وخارجها، مع التركيز على تكثيف قدرات التجسس والمطاردة للبحث عن محتوى يعتبرونه معادٍ للسامية.
- تحظى المنظمة بدعم مالي وأيديولوجي من مؤسسة عائلة آدم وجيلا ميلستين، مما يعكس الدعم الكبير لأنشطتها التي توصف بالتشهير والتحرش، والتي تهدف إلى تقويض النقاش العام حول القضية الفلسطينية.

تحت حجة التصدي لمعاداة السامية، وهي الشماعة التي يتستر خلفها مناصرو الاحتلال، يطارد حساب StopAntisemitism (أوقفوا معاداة السامية) على منصة إكس (تويتر سابقاً) كل من يعبر عن تعاطفه أو دعمه للفلسطينيين أو ينتقد الجرائم الإسرائيلية، وقد تسبب القائمون عليه إلى الآن بخسارة أكثر من 30 شخصاً لوظائفهم.

عززت هذه المجموعة نشاطها على منصة إكس منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وباتت تنظم حملات تستهدف كل من يعارض أو ينتقد ما ترتكبه قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين، ووجد نشاطها صدى على أرض الواقع؛ فبعد أسابيع قليلة من بدء العدوان الإسرائيلي، استهدفت هذه المجموعة حرم جامعات هارفارد وكولومبيا وبرينستون في الولايات المتحدة، لتكشف أسماء وصور الطلاب والأساتذة الذين وقعوا على بيانات تضامنية مع الفلسطينيين. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، رفع أحد طلاب كلية الحقوق في جامعة روتجرز دعوى قضائية ضد الجامعة، وزعم أنه واجه إجراءات تأديبية تمييزية بعدما أطلع المسؤولين على ما وصفها برسائل "مؤيدة لحماس" أطلقها زملاؤه.

وبعد مرور ستة شهور على العدوان، توسعت المجموعة في تطبيق استراتيجيتها خارج المؤسسات الأكاديمية، وباتت وجهة كل المجموعات المناصرة لإسرائيل، لمطاردة أي شخص يرفع صوته إسناداً للفلسطينيين، بزعم أنه "معاد للسامية". وعلى الرغم من أن StopAntisemitism ليس المجموعة الوحيدة التي تتولى هذه المهمة على منصات التواصل الاجتماعي، فإن من اللافت مستوى متابعتها وحجم تأثيرها.

تأسست منظمة StopAntisemitism عام 2018 كـ "رد على العنف المعادي للسامية المتزايد" وفق ما تدعي، وقد زادت نشاطها على "إكس" منذ بدء العدوان على غزة، وتزود متابعيها الذين يزيد عددهم عن 300 ألف بملفات تعريف شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي وتفاصيل عن أماكن عمل للأشخاص الذين تصنفهم على أنهم "معادون للسامية". استهدفت المنظمة الكثيرين، بمن في ذلك مدرس جامعي وصف الإسرائيليين بـ"الخنازير" ومدرب كرة سلة في مدرسة ثانوية ارتدى قميصاً عليه صورة بطيخ، رمز التضامن مع القضية الفلسطينية، في إحدى المباريات. كلاهما اعتذر، والمدرس الجامعي طرد من عمله، وفقاً لأحد منشورات المجموعة.

كما طاردت المعالجة النفسية سيلين خليفة (25 عاماً)، فـ"قضت على مسيرتها المهنية"، وفق ما صرحت الشابة التي فرت من لبنان إلى الولايات المتحدة إبان الحرب الإسرائيلية على البلاد عام 2006. كل ما قامت به الشابة هو تمزيق ملصق علقه مناصرو الاحتلال. استنفرت المجموعة، وسخرت كلّ نشاطها في مطاردة خليفة، وانهالت عليها الرسائل عبر بريدها الإلكتروني وهاتفها المحمول، ثم بدأت الرسائل تصب عند العيادة حيث تعمل للمطالبة بطردها، وهذا ما حصل بعد أربعة أيام فقط.

ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست، فإنها تعمل على تكثيف قدراتها على التجسس والمطاردة. فاعتباراً من أوائل فبراير/شباط الماضي، أعلنت منظمة StopAntisemitism أنها تبحث عن باحث كبير في مجال الاستخبارات مفتوحة المصدر لديه شراكات حالية مع سلطات إنفاذ القانون، ويكون ماهراً في مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والويب المظلم "بحثاً عن المشاركات المعادية للسامية". وأفادت في إعلانها بأن من سيحصل على الوظيفة سيتلقى راتباً تتراوح قيمته بين 85 ألف ومائة ألف دولار سنوياً.

وقالت الخبيرة في النشاط الرقمي والأستاذة المساعدة في جامعة بوسطن، جوان دونوفان، لـ"واشنطن بوست"، إن جهود المجموعة شكل من أشكال التشهير والتحرش هدفه تقويض النقاشات العامة. وأضافت دونوفان: "عندما يكون الغوغاء هم القاضي وهيئة المحلفين والجلاد، فسنعاني جميعنا". ورأت رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط البحثية، لارا فريدمان، أن الهدف من نشاط هذه المجموعة "ليس فقط إنزال العقاب، بل نشر الخوف أيضاً... إنها توجه رسالة: إذا تجرأتم وتحدثتم وتخطيتم الحد الذي رسمناه بشأن الأسئلة المتعلقة بإسرائيل فستواجهون عواقب جذرية قد تغير حياتكم إلى الأبد".

من يقف خلف هذه المنظمة؟ أشارت "واشنطن بوست" إلى أن مؤسسة عائلة آدم وجيلا ميلستين تدرج المنظمة ضن قائمة المنظمات التي تدعمها على موقعها الإلكتروني. وآدم ميلستين مستثمر عقاري ثري ومؤسس مشارك في المجلس الإسرائيلي الأميركي. ووفقاً للإقرارات الضريبية لعام 2022، دفعت مؤسسة ميرونا للقيادة التي تتولى رئاستها جيلا زوجة ميلستين راتباً قيمته 125.633 دولاراً للمديرة التنفيذية في منظمة StopAntisemitism ليورا ريز، وتوفر للمنظمة نحو 270 ألف دولار لتغطية نفقاتها.

المساهمون