"أنا" تيم حسن: هل تكفي الموهبة؟

"أنا" تيم حسن: هل تكفي الموهبة؟

11 فبراير 2021
يعود تيم حسن هذه المرة بمسلسل قصير "أنا" (الصبّاح للإنتاج)
+ الخط -

يجمع كثير من النقاد والمشاهدين على موهبة الممثل السوري تيم حسن. لكن، ومن خلال مساره التمثيلي الدرامي في السنوات الأخيرة، ثمة ما هو مفقود في كمال عناصر النجومية، لأسباب كثيرة، تكمن في قلة ثقة صاحب أهم الشخصيات التاريخية بنفسه، بعيداً عن كادرات التصوير.

الرجل يحاول أن يعزز حضوره في الأدوار التي يجسدها، مستعيناً بمخزون الأداء الجيد للممثل، الذي يمتلك مساحة معقولة من الدراسة، واستيعاب المواقف والمشاهد في وقت واحد.

في عام 2007، اجتمع المخرج السوري الراحل حاتم علي والفنان تيم حسن، في مسلسل "الملك فاروق". كان الدور الرئيسي للملك الراحل يقضي بشخصية تستطيع استفزاز المشاهد، وإقناعه بأنه أمام "الملك" الذي أثار ولا يزال جدلاً واسعاً في شخصيته وأسرار حياته. هذا ربما ما وجده حاتم علي في فرض تيم حسن وتنفيذ المسلسل (33 حلقة) بطريقة السيرة الذاتية للملك، والتي اعتبرها النقّاد من أفضل ما قدم على الشاشة الصغيرة من سيرة الملك فاروق. وربما فهم تيم حسن ما هو هدف المخرج حاتم علي، واستلهم منه مسيرة جيدة في الأداء التمثيلي بنى له شهرة واسعة. لكنه، في المقابل، ظل أسيراً لعمله بعيداً عن ردود الفعل، والتقدم. نقصد بردود الفعل، غياب تيم حسن عن "الشارع" والجمهور الحقيقي، والمناسبات الفنية والاجتماعية، إلا تلك التي تضمن له جائزة خاصة. ولو حضر، امتنع عن الإدلاء بأي تصريح، واختفى عن عيون الناس ووسائل الإعلام، من دون سبب وجيه، لكن البعض يصف ذلك بقلة ثقة أو "حذر" المساءلة أمام الإعلام.

لم يكن زميلا تيم حسن، مكسيم خليل وباسل خياط، دخلا القاهرة عندما بدأ حسن العمل من هناك، وأطل على الجمهور في مجموعة قيّمة من الأعمال الدرامية. لكن مكسيم خليل، وباسل خياط، أفضل بأشواط، والسبب هو محاكاة الممثلين الشارع المصري بطريقته، لا بالاستعلاء أو الغياب.

سينما ودراما
التحديثات الحية

ربما كان تعاون خليل/خياط مع المنتج السوري البارع محمد مشيش في القاهرة الخطوة الأولى لتقديم أعمال مصرية شعبية حقيقية، وليست نخبوية.

الواضح بعد كل ذلك، محاولة خياط/خليل التنويع في خيارات المشاركة في الأعمال العربية التي درجت قبل عقد، وخاصة عبر شركات الإنتاج اللبنانية (الصبّاح وإيغل فيلم)، في الوقت الذي سلم تيم حسن نفسه إلى شركة الصبّاح عبر عقد حصري لسنوات، ويبدو أن العقد يجدد بصورة دورية من دون الإعلان عن ذلك، لما تحاول الصباح أن تفرضه على تيم حسن من أعمال تتفاوت قيمة جودتها في القصة والنص والإخراج، ومنها بالطبع التباين في تصنيف تيم حسن كبطل لأربع سنوات لمسلسل واحد هو "الهيبة"، الذي عانى من الركاكة والتكرار، بعد الجزء الأول.

يبدأ خلال أيام عرض مسلسل "أنا" ليعيد تيم حسن إلى الدراما القصيرة (15 حلقة) على منصة "شاهد". بحسب البيان الإعلامي للصبّاح: "تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي درامي رومانسي حول "كرم" الذي تضعه الظروف أمام مجموعة من التحديات بين المبادئ ومغريات الحياة، الأمر الذي يفرض عليه اتخاذ قرارات صارمة ومفصلية في حياته".
تبقى الكلمة الفصل بعد مشاهدة المسلسل، للحكم على حضور تيم حسن الذي بدّل في شكله هذه المرة.

المساهمون