منى البدر... البحر مُعلّقاً على الجدار

منى البدر... البحر مُعلّقاً على الجدار

10 سبتمبر 2019
ترصد في المعرض الطقوس المرافقة لصيد اللؤلؤ (العربي الجديد)
+ الخط -
تحت عنوان "دَن دَنة"، افتتحت التشكيلية القطرية منى البدر، السبت الماضي، معرضها الشخصي الثاني، في فندق "دبليو" الدوحة، ويتواصل حتى 22 سبتمبر/ أيلول الجاري.
بعد 10 سنوات من مسيرتها الفنية التي تناولت فيها الفنون الشعبية الراقصة، تقول مهندسة تكنولوجيا المعلومات منى البدر، في حديث إلى "العربي الجديد": "أركز في "دَن دَنة" على الفنون الموسيقية والغنائية البحرية واللون الأزرق الذي يرمز إلى البحر والسماء وحياة الأجداد الذين كانوا يعتمدون في معيشتهم على الغوص والصيد البحري".
تضيف: "يضم المعرض 22 لوحة تعبّر عن الرقصات الشعبية والفنون التي مارسها الأقدمون خلال رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ، إلى جانب عملين فنيين تركيبيين؛ الأول يحمل عنوان "انفجار الفرح"، وهو عبارة عن مذكرات من الحزن سجلها البحارة في طريقهم للعثور على الفرح رغم الحزن العميق، أما العمل التفاعلي الثاني؛ فيثري زيارة الجمهور للمعرض من خلال مشاركتهم به، إذ يسمح للزوار بتكوين إيقاعات لونية خلال الانتقال عبر المساحة الفاصلة بينهم وبين اللوحة التشكيلية".
توضح البدر: "طبعاً الفرح والترح متضادان، لكنهما موجودان، فمع المشقة التي يواجهها البحارون في رحلات الغوص، ثمة فرح، أيضاً، يشع عبر الفنون الشعبية التي يمارسها هؤلاء البحارة، فالفن البحري عنوان لأنواع مترابطة من الموسيقى الغنائية، ترافقها آلات إيقاعية مترابطة بنمطَي الحياة والعمل على متن القوارب والسفن أو عبر الساحل".
وحول ما تحمله في جعبتها بعد معرضيها الشخصيين؛ الأول عام 2009، والثاني المقام حالياً، تقول البدر إنها مستمرة في مسيرتها التشكيلية ولن تتوقف عند حد معين، مضيفةً: "أطمح إلى الوصول إلى العالمية".
وأضفى على المعرض أجواء تراثية من وحي الغوص، ما قدمه النهام القطري عمر بوصقر وفرقته؛ إذ قدموا مواويل وأهازيج من فن "النهمة"، الذي من دونه لا تكتمل دائرة الطرب البحري على متن السفينة. لم يكن هذا الغناء من أجل تسلية أهل الغوص فقط، بل ثمة رسائل أخلاقية حملها "النهامون" في المواويل التي تغنوا بها، فهي تحفظ تراثهم وتحافظ على أخلاقهم وترسي قيماً إيجابية في المجتمع. تتعدد فنون البحر، ولها مطالع مختلفة وألحان متعددة طبقاً للحالة؛ فعندما يكون النهامون في البحر لهم أداء معين، وإذا رست السفينة في أحد البنادر كان الأداء مختلفاً، و"النهمة" فن جماعي يشارك فيه أعضاء الفرقة وكل أداة لها وظيفتها.

في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شاركت التشكيلية القطرية في معرض جماعي مع الفنانتين القطريتين فاطمة النعيمي وجواهر المناعي، وحمل عنوان "أثر النون"، الذي شهده الحي الثقافي "كتارا"، وطغى عليه الاستلهام من مفردات البيئة القطرية وطبيعتها التي تمزج البحر بالصحراء، إذ لكل منهما طقوسه وألوانه التي تنعكس على أعمالهنّ الفنية.
هكذا، اختزلت الفنانات الذكريات وما تركته من أثر في عقولهن، إذ كان للفرح نصيب في لوحات البدر من خلال الغوص في الفنون البحرية الراقصة بتموجاتها الزرقاء.

المساهمون