"يوم الدين"... ثلاثة عروض في الدوحة

"يوم الدين"... ثلاثة عروض في الدوحة

29 اغسطس 2019
يُعرض الفيلم في متحف الفن الإسلامي (Imdb)
+ الخط -
يعود فيلم "يوم الدين" (2018)، لمخرجه المصري الشاب، أبو بكر شوقي، في جولة عروض جديدة له. هذه المرة، يحطّ في العاصمة القطرية؛ إذ تنظّم "مؤسسة الدوحة للأفلام" ثلاثة عروض له، تنطلق عند السابعة من مساء اليوم، وتتواصل حتى 31 من الشهر الجاري، في مسرح "متحف الفن الإسلامي". تدور أحداث "يوم الدين" حول بشاي (راضي جمال)، وهو رجل شُفي من مرض الجذام، لكنه ما زال يحمل آثار المرض في جسده، ويعيش في مستعمرة لم يغادرها يوماً. بعد وفاة زوجته، يقرر بشاي أن ينطلق في رحلة في قلب مصر بحثاً عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة أوباما، الصبي النوبي اليتيم الذي يرفض مفارقته أينما ذهب. وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة، ليكتشفا الحياة بكل ما فيها، ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء.

أهم ما في الفيلم هو أن بشاي، الشخصية المحورية في الفيلم، ليس مُمثّلاً، وإنما شخصية حقيقية تعاني فعلاً مرض الجذام، وكذلك رفيقه، الصبي النوبي، أوباما (أحمد عبد الحفيظ). يطرح حضور الشخصيتين أسئلةً كثيرةً حول فكرة الممثل: هل بالضرورة أن يكون ممثلاً؟ أن يكون ذا باع طويل في هذه المهنة حدّ الاحتراف؟ أم أن شخصيةً حقيقيةً تحمل قصّة إنسانية مؤلمة، يمكن أن تكون كافية لتنقلنا إلى عالمها، من دون أداء احترافي؟ بل، ربما أن العفوية التي يحملها أداؤها قد تكون كافية لتثير المشاهد وتدعوه للتفاعل معها وعيش قصتها. في حديث سابق إلى "العربي الجديد" تحدث بطل الفيلم، راضي جمال، حول تجربته وما واجهه من صعوبات في التمثيل قائلاً إن "المخرج ساعدني جداً وأراحني نفسياً ولم يشعرني بوجود أي رهبة، ولكن لا أُخفي عليكم أن الموضوع في البداية كان مرعباً بالنسبة لي، لكن بعد أن اعتدت على الكاميرا ووجدت أُلفة وحباً من كل شخص معي في الفيلم كما يقال "فكّيت" و"بطّلت أخاف".
نافس "يوم الدين"، هذا العام، على السعفة الذهبية في مهرجان "كانّ" في فرنسا. اللافت في الأمر أن المسابقة الرسمية في المهرجان تعتمد، أحياناً كثيرة، على مسيرة المخرج، التي تسمح له بمنافسة صفوة صناع السينما في العالم. إلقاء نظرة على المخرجين المصريين المنافسين يوضح الأمر: يوسف شاهين، بتاريخه الطويل، يبقى الاسم الأبرز. يسري نصر الله، بقيمته وتقديره في فرنسا، لم يصل إلى "المسابقة الرسمية" إلا بعد ربع قرن من صناعة الأفلام، من خلال "بعد الموقعة"، مدعوماً في ذلك من مسألة تناوله ثورة 25 يناير المصرية.
المخرجون الجدد، مهما بلغت قيمة أفلامهم، فإنهم يُنافسون في أقسام أخرى، كـ"نظرة ما" و"نصف شهر المخرجين"، إلا أن ما حصل مع شوقي أبو بكر كان استثنائياً. عموماً، حصد الفيلم، في مهرجانات عديدة، جوائز كثيرة، أبرزها "مهرجان السينما الكاثوليكي" في مصر، إذ حاز الطفل أحمد عبد الحفيظ على جائزة أحسن ممثل دور ثانٍ، فيما حصل كاتب الفيلم ومخرجه أبو بكر شوقي على جائزة أحسن سيناريو وإخراج. وحصلت لورا موس على جائزة أحسن ديكور وحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة بطل الفيلم راضي جمال.

المساهمون