بحيرة سالدا... غابة من الأشجار والماء والرمال

بحيرة سالدا... غابة من الأشجار والماء والرمال

12 نوفمبر 2019
تمثّل بحيرة سالدا المكان المفضل للأشخاص المتزوجين حديثاً (الأناضول)
+ الخط -
لا تزال بحيرة سالدا، الواقعة في بلدة ييشلوفا على بعد أربعة كيلومترات من مدينة بوردور، جنوب غربي الأناضول، تتربع على قائمة أكثر الأماكن جذباً للسياح في تركيا، وذلك لما تتميز به من طبيعة فاتنة تجمع بين المياه والطبيعة الخضراء المحيطة بها والرمال البيضاء.

تبعد بحيرة سالدا عن إسطنبول قرابة 632 كم، وقد يستغرق الوصول إليها براً نحو ثماني ساعات، ولكن الأغلب يفضلون الوصول إليها عبر الطيران إلى مركز مدينة بوردور.
ولأن سالدا ثالث أعمق بحيرة في الأناضول، وحاضنة لأنظف مياه على مستوى تركيا، فقد سُمِّيَت "مالديف تركيا"، لقرب تشابهها مع المالديف، من حيث عجائب الطبيعة الخلابة التي تتفرد بها.

في البحيرة، يمكن الزائر الباحث عن الاسترخاء والهدوء أن يقضي عطلته الخاصة. وكل ما يمكن التفكير فيه، البدء بإقامة كامب مجاني له في الغابة الخلفية للبحيرة؛ حيث يسمح له باختيار المكان الذي يريد.

في ذات الوقت، يمكن أن يقلّب الزائر عينيه في زوايا المكان، ويستمتع فيه بعيداً عن إزعاج المدن وصخبها، وله أيضاً أن يجرّب استخدام الطين (الرمال البيضاء) الموجود على ضفة البحيرة التي تؤكد السلطات التركية أنّ عدداً من الاختصاصيين اختبروها، وأُثبتَت فعاليتها لأمراض الجلد والبثور وآلام العظام.

تصنَّف بحيرة سالدا على أنها واحدة من أبرز الوجهات المفضلة للتخييم في تركيا؛ إذ تتيح للزائر حرية اختيار الفترة التي يريد البقاء فيها، وهناك كثيرون ممن يفضلون قضاء تجربة الكامب مع أصدقائهم على شكل مجموعات؛ إذ توفر لهم سلطات البلدية في المنطقة جميع الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء ودورات المياه مجاناً، ويمكن الحصول على وجبات الإفطار ومياه الشرب بأسعار رخيصة جداً.

هناك من لا يفضل البقاء والتخييم وسط كامب في الغابة، ولذلك توفر الجهات المسؤولة فندقاً وحيداً لاعتبار المكان منطقة محمية ومغلقة للإعمار، وهناك الكثير من الخيارات الأخرى والفنادق التي توفرها بلدة يشيل أوفا التي تتبعها البحيرة، وأسعارها في الغالب تكون متوسطة ومناسبة للجميع.

وعلى الرغم من الأسعار المخفضة التي تقدمها فنادق المنطقة، إلا أنّ من الصعب الحصول على مكان شاغر في كثير من الأحيان، نظراً إلى تدفق أعداد الزوار الكبيرة الذين يتوافدون من جميع الدول لقضاء عطلة استثنائية، بحثاً عن المناظر الخلابة.

يوجد بالقرب من البحيرة محلات خاصة ببيع الشطائر الشهيرة في تركيا، مثل "البيدا"، التي تعتبر رمزاً لمدينة بوردور، حيث بإمكان الزوار تناول الشطائر بالجبنة أو المختلطة بنكهة مميزة لا نظير لها وبأسعار أقل عن جميع المدن التركية الأخرى.

في مركز بلدة ييشل أوفا، ثمة العديد من أماكن الإفطار العثماني، المصنف كأفضل وجبة طعام صباحي على مستوى العالم، إضافة الى العديد من الأطعمة المحلية المتوافرة بكثرة في مركز البلدة والمدينة على حد سواء، ومن بين أبرز الأطباق الشهيرة التي تقدمها المدينة أيضاً، "بوردر شيش"، وهي وجبة محلية شهية ورائعة.

هناك العديد من الأنشطة والرياضات المائية التي يمكن أن يقوم بها الزائر في البحيرة، مثل جولات الدراجات الهوائية، ورصد الطيور، والسباحة والغوص، والقفز المظلي، وتشكل البحيرة وجهة مفضلة لهواة التصوير من مختلف بلدان العالم.

تمثّل بحيرة سالدا المكان المفضل للأشخاص المتزوجين حديثاً، الذين يبحثون عن مكان لقضاء شهر العسل، إذا يرون في سالدا نسخة من المالديف الأصلية، وغالباً ما يشاهد الزوار العرسان أيضاً وهم بكامل حلتهم يلتقطون صور الذكرى على أطراف البحيرة، والحال نفسه أيضاً حتى للسيّاح الذين يحرصون على توثيق رحلتهم للمكان.

استطاعت بحيرة سالدا، لكلّ ما سبق ذكره وأكثر، أن تكتسب سمعة عالمية خلال السنوات الأخيرة، وقد تجاوز عدد زوارها منذ بداية العام الحالي وفقاً لإحصائيات تركية رسمية قرابة مليون سائح وزائر.

دلالات

المساهمون