معرض أعمال فنية مسروقة من العالم العربي

معرض أعمال فنية مسروقة من العالم العربي

16 يوليو 2018
الفنان المصري وائل شوقي (أرشيفية/Getty)
+ الخط -
افتتح يوم الخميس الماضي معرضٌ فنيّ بعنوان "فنون عربية مسروقة" في مركز للفن والسياسة بمدينة تل أبيب بشارع هشارون 4. ويحتوي على أعمال وإنتاجات فنية لفنانين من العالم العربي، عُرِضَت دون إذنهم ودون توقيع اسمهم على أعمالهم، ومن هنا جاء اسم المعرض "فنون عربية مسروقة". 

وعُرِف من الفنانين الذي تم عرض أعمالهم الفنان التشكيلي المصري وائل شوقي، والسينمائية عزة الحسن. وكان الفنان وائل شوقي قد عقّب في صفحته على فيسبوك، وأكد ذلك لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "ما هو الهدف من كونك لصًا وفخورًا بفعلك! بالإضافة إلى هذا لن يغير شيئًا أبدًا، كل هؤلاء الفنانين، بما فيهم أنا، ضد العرض في إسرائيل. لقد جعلتم هذه النقطة أكثر وضوحًا".

وجاء في نص دعوة المعرض: "يُقدم المعرض للجمهور الإسرائيلي مجموعة مختارة من أعمال الفيديو لفنّانين من العالم العربي معروضة في أرجاء العالم لكنها لم تُعرض في إسرائيل بعد. يلقي هذا المعرض الضوء على العالم الفنّيّ في الدول العربية المجاورة، الغائب والمخفي عن المشهد الفنّيّ والثقافيّ المعاصر في إسرائيل. تسعى الإشارة إلى الحدود السياسيّة والجغرافيّة إلى لفت الأنظار إلى مكانة إسرائيل الشاذة في أسرة الشرق الأوسط. تُعرض هذه الأعمال في إسرائيل دون عِلم الفنّانين، ومن خلال الإدراك الكامل لعملية سلب ممتلكاتهم هذه. فبواسطة هذا المعرض نسعى إلى تعزيز واقع من التعاون والحوار في الشرق الأوسط، واقع بدون حروب واحتلال، عالم بدون حدود؛ الواقع الصحيح المرغوب بنظرنا. لقد اخترنا عدم نشر أسماء الفنّانين لعلمنا بعدم رغبتهم بعرض أعمالهم في إسرائيل كجزء من المقاطعة الثقافية العربية والعالمية لدولة إسرائيل، وكي لا نفرض عليهم تعاونًا لا يرغبون به، وبهدف عدم تعريضهم لسيف الانتقاد واتهامات الخيانة".



وفي حديث مع علي مواسي مدير تحرير "فُسْحَة ثقافيّة فلسطينيّة" قال: "لا جديد في الأمر، السرقة الحاصلة منذ بداية المشروع الصهيونيّ الاستيطانيّ في فلسطين مستمرّة، لم تنقطع يومًا، ومعرض "فنّ عربيّ مسروق"، الذي تقف من ورائه مؤسّسة "مرسيل" الإسرائيليّة أحد تجلّيات هذه السرقة عام 2018، مع فارق طفيف: الاعتراف بهذه السرقة والإعلان عنها رسميًّا. هذا، وكما حالات كثيرة أخرى مشابهة، ثمَّة سطو على الإبداع والإرث والإنتاج الوجدانيّ، بصفته الهويّاتيّة العربيّة في هذه الحالة، إنّه "اغتصاب"، لكن "لأهداف نبيلة وسامية"، كما يدّعي المغتصبون، وهنا تكمن المفارقة. إنّ سياق تقديم أو عرض أو نشر إنتاج إبداعيّ معيّن، بما يتضمّنه من تفاصيل مكان وزمان وشكل، ومختلف التفاصيل الأخرى، أمر يقع في صلب معاني هذا الإنتاج. ثمّة هنا جريمة مع سبق الإصرار، بحقّ حقوق الملكيّة الفكريّة والإبداعيّة. وأعتقد أنّه من حقّ الفنّانين العرب المغتصبة أعمالهم، مقاضاة القائمين على هذا المعرض، عبر توكيل يمنع أن يُجَرّوا، من حيث لا يدركون، إلى التعامل المباشر مع القضاء الإسرائيليّ. ولا بدّ من توجيه تحيّة لهم، لرفضهم التطبيع، التزامًا بمبادئ العدالة للشعب الفلسطيني".

وفي السياق، عقبت، نجوان برقدار، وهي الناشطة السياسية في حركة المقاطعة الفلسطينية من الناصرة قائلة: "الوقاحة واضحة. منظمو المعرض ادعوا بأنهم جلبوا الفن المسروق أي الأعمال الفنية من العالم العربي لأنهم يقاطعونهم ثقافياً، وذلك كون الفنانين بالعالم العربي يخافون من التخوين والاتهامات. ولكنهم لم يذكروا السبب الرئيسي، لماذا الفنانون من العالم العربي يقاطعونهم".

وأضافت: "بدلاً من أن يقولوا السبب الحقيقي لمقاطعتهم. ادعوا بأن الوطن العربي لا يتعامل مع إسرائيل خوفا من التخوين. وتجاهلوا الحقيقة بأن إسرائيل دولة احتلال ودولة كولونيالية ودولة استيطان. وعمليا هذا تجسيد للكولونيالية. بمعنى أن تحول القضية الى قضية أخرى وتتهم الوطن العربي بأته متخلّف، بدلاً من أن يؤمنوا بأن الفنانين هم مبدئيون ويقاطعونها كونها دولة غير مبدئية وغير أخلاقية".

دلالات

المساهمون