زائرات المتنبي... نزهة يوم السبت

زائرات المتنبي... نزهة يوم السبت

26 نوفمبر 2018
تحول الشارع إلى ملتقى ثقافي وليس سوق كتب (Getty)
+ الخط -
من المعروف عن شارع المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، أنه أكبر سوق لبيع الكتب ليس في العراق فحسب بل في الشرق الأوسط كله، ولا يحكمه قانون بل تقاليد وأعراف تحكم السوق منذ عشرات السنين وهي محترمة من قبل باعة الكتب وأصحاب دور النشر والزائرين أيضاً، ومن أعراف العراقيين ولا سيما أهالي بغداد زيارة يوم الجمعة من كل أسبوع، إذ يتوجه العراقيون من بغداد والمدن الأخرى لتبضع آخر إصدارات دور نشر الكتاب، فضلاً عن القرطاسية، ومنهم من يزوره للتمتع بمنظر نهر دجلة الذي يرافق المكان، والتجوال في ساحة "القشلة" الشهيرة، وأكل كبة "السراي" المتفردة بطعمها ولذتها، ولكن ما الفرق بين يوم الجمعة والسبت في شارع المتنبي؟ 

بحسب رواد الشارع، فإن السبت أكثر هدوءاً وهو ما يعجب بنات بغداد ونساؤها، حيث يخف حضور المجاميع الشبابية الوافدة للشارع في يوم الجمعة لغرض المسير دون غرض، ما يعكر الأجواء عليهن، بحسب تعبيرهن، ويوتر أجواء التسوق، لا سيما أن الزحامات تأخذ من بغداد شهيتها في الجمعة، وتوافد المتبضعين من المحافظات الشمالية والجنوبية.

تقول إيناس العبيدي (27)، من منطقة الأعظمية، لـ"العربي الجديد"، إن "زياراتي السابقة، أي قبل سنوات، لشارع المتنبي كانت في أيام الجمعة، ولكن في الأشهر الأخيرة، صار شارع المتنبي أكثر ضجة وزحاماً وهو ما جعلني أتوقف عن زيارته لفترة"، مبينة أنها "خلال فترة التوقف عن الزيارة بسبب الزحام في شارع المتنبي، بقيت تستعين بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تبين الكتب، وتشتري منها، ولكن إحدى الصديقات اقترحت زيارة الشارع يوم السبت، وبعد الزيارة الجديدة، بقينا على هذا الحال، وأنصح بنات بغداد باعتماد يوم السبت".
من جانبها، قالت نسرين البازي، وهي موظفة في دائرة حكومية "يوم الجمعة اتخذه للراحة وترتيب حاجات البيت، من تنظيف واستقبال الزائرين والضيوف، أما السبت فهو يوم عطلة كما هو معروف في العراق، فأستغله للخروج، وزيارة شارع المتنبي، حيث يكون ساكناً"، مبينة في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "زيارتنا للمتنبي يوم السبت تحرمنا من المعارض والأصبوحات الشعرية التي تقتصر على يوم الجمعة، لكنها تتسم بالسكون".



إلى ذلك، قال صاحب مكتبة ودار "درابين الكتب" في شارع المتنبي، علي الطوكي، إن "زيارة الشارع أصبحت جزءاً من العرف العراقي والبغدادي تحديداً، ومن المعروف أن المبيعات تزداد مع زيادة عدد رواد الشارع، إلا أن زوار يوم الجمعة في حقيقة الأمر لا يشترون كلهم، ولا تتعدى نسبة المشترين من كل الزائرين إلا 15 في المائة منهم فقط، ذلك لأن الشارع تحول إلى ملتقى أكثر مما هو سوق للكتب"، لافتاً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى ان "يوم السبت يختلف عن الجمعة، كون الموظفين يكونون الجزء الأساسي من الحضور، ويكون الشارع هادئاً وأكثر راحة لهم، مع عدم وجود الازدحامات، كذلك الحال مع البنات، ولأن الهدوء يكون أكثر، يمكن للبنات البحث عن الكتب التي يحتجن إليها بطريقة مريحة أكثر".

يُشار إلى أن مبادرةً بعنوان "إحياء"، ستتيح لشباب العاصمة أجواءً في العمل خلال الفترة الحالية لإعادة تأهيل "شارع الرشيد" أقدم الشوارع في بغداد، وشارع المتنبي كذلك.

المساهمون