إيمان عناب... من الهواية إلى الاحتراف

إيمان عناب... من الهواية إلى الاحتراف

07 اغسطس 2017
شاركت إيمان في بازارات أقيمت بالقنصلية الأميركية بالقدس(العربي الجديد)
+ الخط -
شغَف الطفولة هو الدافع الأول الذي يحدَّد مسار حياتنا المهنية. هذه المقولة ليست خاطئةً، لأننا نجدها واضحة في كثير من قصص النجاح، ومنها قصة ربّة المنزل الفلسطينية، إيمان عناب، وهي سيدة فلسطينية أربعينية، أحبت التراث الفلسطيني وشغفت به منذ صغرها، حتى كبرت وقررت أن تستثمر الهواية والشغف بأعمال فنية تدر عليها دخلاً. تحلم إيمان بالكثير في هذا المجال الواسع والمميز، والذي لا يحتاج أكثر من شغفها، مع ضرورة الاطلاع الواسع والعميق على كل ما يخصُّ التراث الفلسطيني من أزياء وإكسسوارات وحلي.


درست إيمان عناب، وهي من سكان مدينة رام الله، المحاسبة، ثم تفرغت لعائلتها. وقد كانت تعمل في البداية بأشغال "الكروشيه" والتطريز الفلسطيني، حتى وجدت الدعم من زوجها وأولادها، فقرَّرت توسيع مجال أشغالها واتَّجهت لتصميم الإكسسوارات والحلي والتي تتميز بأنها مشغولة بالغرزة الفلسطينية الأصيلة. وتقوم إيمان بتصميم قطعة الإكسسوار، ثم تقوم بتثبيت الحلي والكريستال والليرات الفلسطينية القديمة فوقها، وبذلك، فهي تتميز عن غيرها، لأن كل أعمالها يدوية خالصة، تحتاجُ للكثير من الدقة والوقت والجهد، ولا تعتمد على أشغال الماكينات والآلات، والتي تبدو منتجاتها باهتةً خالية من الروح، وتُعَدُّ مُجرَّد تقليد للأصل الذي غاب بفعل تطور الحياة، وطغيان الموديلات الغربية على التراث الفلسطيني، رغم أن المرأة الفلسطينية اشتهرت منذ القدم بولعها في تصميم أزياءها بنفسها. وقد خصصت المرأة الفلسطينيَّة أزياء خاصة بكل مناسبة، وحتى الحلي والإكسسوارات، فهي تختلف من منطقة لأخرى، ومن مناسبة لأخرى.

تواجهُ إيمان الكثير من الصعوبات، خصوصاً من ناحية بحثها الدائم عن الآثار الفلسطينية القديمة التي تركَتها الأمّهات والجدات ورحلْن. إذ تكون مهمتها إحياءها واظهارَها بقالب عصري، تقبل عليه فتيات الجيل الجديد. وبالتالي، فهي تعرف كل مدينة، وما يميز أهلها، وما يشتهرون به من ناحية أنواع التطريز التي اعتمدوها منذ القدم. فمثلاً، تشتهر منطقة رام الله باللون الأحمر والأزرق في تطريزاتها، والإقبال يكون كبيراً على تطريز الورود التي تقوم بدمج الورود المُطرَّزة بالكريستال والصدف والخرز والليرات. ومن المشاكل التي تواجهها، والتي تقف عقبةً في مواصلة مشروعها، صعوبة الحصول على المواد الخام التي تستخدمها، وارتفاع أسعارها.

كما اعتمدت إيمان على الخط العربي، إذ تقومُ بكتابته على الإكسسوارات والملابس، ويكون مكتوباً بشكل يدوي ومميّز، وذلك من أجل المحافظة على اللغة العربية من الاندثار، وبسبب طغيان الملابس التي تزينها الحروف اللاتينية المختلفة، وتنتشر الكتابة المطرزة على الحقائب والسلال خصوصاً.

ويشار إلى أنّ إيمان هي عضو في منتدى سيدات الأعمال في رام الله، وقد شاركت في عدة معارض، وكذلك في بازارات أقيمت في القنصلية الأميركية بالقدس. وتحلم إيمان عناب بأن تنتشر أعمالها في كل أنحاء العالم، وتكون لها ماركة عالمية مسجلة وخاصة باسمها، لأن أعمالها الفنية ما هي إلا رسالة حب للمرأة بشكل عام، والتي تريد لها أن تظهر بمظهر أنيق وعصري وأن تكون متفردة بمظهرها.


المساهمون