المطاعم السورية بتركيا تجذب الزبائن بـ"رقصة الدراويش"

بدأ أصحاب المطاعم السورية بتركيا يدخلون الرقص المولوي كعامل جذب للزبائن الأتراك والعرب، بعد أن وصلوا للزبون السوري، بحسب ما يقول عبد المجيد عاشور، صاحب مطعم " النور" بمنطقة الفاتح في إسطنبول.

ويرى عاشور خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الأتراك، وخاصة ببداية دخول السوريين قطاع المطاعم بتركيا، لم ينجذبوا للطعام السوري، وكأنه موقف مسبق من الأكل غير التركي، ولكن بعد بدء بعض المطاعم السورية بتحضير أطعمة تركية، بجودة وسعر منافسين للأتراك، بدأ الأتراك باستهلاك الطعام والخبز السوري.

ويضيف الدمشقي عاشور "من الذكاء أن تقدم للزبون ما يرغب، وليس ما تريده أنت، وإلا ابق ببيتك ولا تعمل بمهنة عامة، وخاصة الطعام، لأنك لا بد أن تقدم حسب ذوق وعادة الزبون الاستهلاكية".

ويأتي إدخال رقصة الدراويش كعامل إضافي للجودة والسعر، اعتمده بعض أصحاب المطاعم السورية، باسطنبول خاصة، لجذب الأتراك والأسر العربية من الخليج، وهو يناسب العائلات والأتراك في الوقت نفسه.

وينسب الرقص المولوي إلى دراويش جلال الدين الرومي، "مولانا"، مؤسس الطريقة الصوفية، إذ بدأ بقونية وامتد إلى عموم ولايات تركيا وإلى منطقة بلاد الشام أيضاً. وفكرة رقص التصوّف هي الدوران عكس عقارب الساعة مثل كوكب الأرض، حيث يسعى المُتصوف لأن تسمو روحه إلى الصفاء بعيدًا عن العالم المادي من خلال التزَهُّد والتضرع إلى الخالق عبر الأناشيد الصوفية.

ويرى نزار بيطار، صاحب سلسلة مطاعم طربوش بإسطنبول، أن سبب إدخال بعض المطاعم السورية رقص الدراويش هو التغيير عن المعتاد والمتداول، فضلاً عن أن هذا النوع من الرقص محبب في تركيا، إذ يتبع معظم المتدينين الأتراك طرقاً صوفية.

وحول جنسية الراقصين وأجورهم، يضيف بيطار، لـ"العربي الجديد"، أن معظم مؤدي رقصة الدراويش بالمطاعم السورية هم مصريون أو سوريون، وقلما يأتي الأتراك ليؤدوا بمطاعم سورية، بل هناك مطاعم تركية شهيرة باسطنبول تعتمد الطريقة ذاتها لجذب الزبائن. ويتقاضى المؤدي نحو مئتي ليرة تركية يومياً (نحو 50 دولاراً)، ومثلها للفرقة الموسيقية المرافقة له.

ويلفت بيطار إلى أن بعض المطاعم تقدم الرقصة لنحو ساعة كل يوم، بتوقيت الذروة (أثناء وجبة العشاء)، وهناك مطاعم أخرى تمتد فيها الموسيقى ورقصة الدراويش لساعات، لكنها تعتمد ذلك ليلتي الجمعة والسبت وليس طيلة أيام الأسبوع.

ويشير صاحب مطاعم طربوش إلى أن بعض السوريين افتتحوا مطاعمهم داخل سفن تجوب خلال وجبة العشاء في خليج البوسفور، وتلك السفن المطاعم التي تميز بها السوريون، معظمها تقدم رقصاً مولوياً أو أغاني سورية وموشحات أندلسية، والهدف واحد هو التميز وجذب الزبون.

وتنتشر المطاعم السورية بتركيا بشكل عام، منذ بدأ نزوح السوريين جراء الحرب المندلعة منذ عام 2011، وفي إسطنبول على وجه التحديد، إذ تزيد المطاعم السورية بمنطقة الفاتح فقط (الفاتح، أكسراي، يوسف باشا) عن 80  مطعماً سورياً، منها ما اقتصر عملها على تقديم الأطعمة السورية، ومنها ما ينافس الأتراك، عبر الشاورما والأكل التركي، بل ومن خلال إدخال رقصة المولوية أخيراً.