مصر: أزمة الخبز تعود مجدداً بعد رفع أسعار الوقود

أزمة الخبز تعود مجدداً في مصر بعد رفع أسعار الوقود

13 يوليو 2017
المخابز خفضت حجم الرغيف لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود(العربي الجديد)
+ الخط -
تسبب رفع أسعار الوقود في مصر "خاصة السولار" الذي تستخدمه المخابز في صناعة "رغيف العيش" بأزمة داخل تلك المخابز، ما دفع أصحابها إلى تخفيض حجم الرغيف المدعم بـ5 قروش إلى أقل من النصف، لارتفاع أسعار السولار، وهو ما نتجت عنه خلافات شديدة مع المواطنين الذين احتجّوا على رداءة الرغيف، كما كذّب أصحاب المخابز الحكومة ممثلةً في وزارة التموين بدعمها لوقود المخابز، مؤكدين أن ذلك لا أساس له من الصحة.

وكانت مديريات التموين بالمحافظات المصرية، وعدد من أعضاء مجلس النواب، قد تلقوا شكاوى من المواطنين بتلاعب المخابز في حجم رغيف العيش (الخبز) ورفع سعر الرغيف السياحي (الفاخر) ليكون جنيهاً ونصف للرغيف.

كما اشتكى عدد من أصحاب المخابز من تخفيض حصة الدقيق (الطحين) الخاصة بهم بعدد من محافظات الجمهورية، وهو ما دفع رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة عطية حماد، إلى مطالبة وزيرَ التموين الدكتور علي مصيلحي إلى سرعة التدخل لإنقاذ المخابز بدعمها بالوقود، فضلاً عن توفير الحصص اللازمة من الدقيق.

 وحذر حماد من تحول المشكلة الحالية إلى أزمة كبيرة، موضحاً أن تداعيات زيادة أسعار المحروقات على المخابز في ظل ثبات الكلفة ستكون لها عواقب وخيمة على المستهلك، مشيرا إلى أن الحديث عن دعم الحكومة لأصحاب المخابز مجرد مزاعم.

من جانبه، لفت مسؤول بوزارة التموين إلى أن الحكومة تحاول بالفعل تحريك سعر رغيف العيش المدعم، إلا أنها تخشى من رد فعل المواطنين خاصة بعد تحرير سعر الدقيق المقدم للمخابز، مشيراً إلى أن الرغيف الحالي يعاني من صغر الحجم ورداءة الإنتاج، فوزنه لا يتعدى الآن الـ‏70‏ غراما، في حين أن وزنه القانوني هو ‏130‏ غراما.

واتهم المسؤول الحكومة ممثلة في وزارة التموين سواء "مفتشي أو مباحث التموين"، بعدم القيام بدورهم في مراقبة المخابز، لافتاً إلى أن أصحاب المخابز أيضا مظلومون لكونهم بين "ناري أسعار الوقود ووزن الرغيف".

وأوضح المسؤول أن رغيف الخبز في المنظومة الحالية لا يستفيد منه العديد من مستحقي الدعم، في ظل رداءته وصغره، مشيراً إلى أن العشرات من المشاجرات بين المواطنين وأصحاب المخابز تحصل يومياً بسبب رداءة الخبز، وقال إن بعض أصحاب المخابز يقومون ببيع الدقيق المدعم إلى أفران أخرى "تبيع الخبز السياحي".

وأشار المسؤول - الذي رفض ذكر اسمه - إلى أن مصر تنتج نحو ‏250‏ مليون رغيف خبز يومياً على الورق، ولكن في ظل المنظومة الحالية وتسريب الدقيق، يصل إجمالي الإنتاج إلى ما بين ‏90 ‏و‏120‏ مليون رغيف.



تذمر شعبي

يقول محمد النجار، (موظف)، إن رغيف الخبز سيئ، ولا يصلح للتناول، أما أحمد عبد الله (موظف بالمعاش)، فيقول إنه قام بتحرير شكاوى مع عدد من الأهالي لسوء رغيف الخبز، متهماً مفتشي التموين بالتواطؤ مع بعض أصحاب المخابز.

وقالت ربة منزل تدعى سيدة أحمد، إنها لجأت إلى الأفران الخاصة لرداءة رغيف الخبز المدعم من قبل الحكومة، متسائلة: إلى متى ذلك ومعي ثلاثة أولاد؟ مؤكدة أن "الغلابة" يعتمدون على الخبز المدعم كوجبة أساسية لهم ويقدم لهم بحالة متدنية، مطالبة وزير التموين بأن يأكل من هذا الخبز.

وأضافت عبير الصاوي (موظفة)، أن حال رغيف العيش المدعم يزداد سوءاً يوماً بعد يوم دون أي تدخل من جانب الحكومة، مؤكدة أن الملايين من البشر في مصر يعتمدون على الرغيف المدعم بشكل أساسي على مدار اليوم باعتباره أرخص سلعة غذائية‏.

ومن جانبه، قال سليمان محمد (صاحب محل بقالة)، إن لجوء الأسر إلى شراء "العيش السياحي" بدلاً من العيش المدعم الرديء‏ يعد زيادة أعباء جديدة على الأسرة المصرية. في المقابل، قال صاحب مخبز يدعى محمد فوزي، إن أصحاب المخابز في ورطة، فإما يرفعون سعر الرغيف أو يقللون وزنه وحجمه.


(الدولار = 18 جنيها تقريبا)

المساهمون