كلفة باهظة لحرب اليمن

كلفة باهظة لحرب اليمن

05 سبتمبر 2015
الحرب تدّمر البنية التحتية لليمن (أرشيف/Getty)
+ الخط -

قدّر مسؤولون وخبراء اقتصاد كلفة الحرب في اليمن، إضافة إلى ضربات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، بنحو 10 مليارات دولار خلال الشهر الأول من بدء الحرب ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين".

اليوم وبعد أكثر من خمسة أشهر على بدء هذه الحرب، من يستطيع أن يقدّر خسائر اليمن الفقير..؟! ثم كيف لبلدٍ فقير كاليمن أن يتحمل كل هذه الفاتورة الثقيلة والباهظة..؟!

منذ ما يزيد على خمسة أشهر واليمن، إضافة إلى فقدانه الآلاف من المواطنين في آلة الحرب؛ يخسر اقتصاده وبنيته التحتية البسيطة، التي بنيت أغلبها على نفقة دول خليجية وأجنبية، في حين يعود البعض الآخر إلى حقبة الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي.

ومع أن أغلب تلك المشروعات تعود لمنح خارجية؛ ظل الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، على مدى 33 عاماَ، يضحك على الشعب بأسطوانة بناء الطرقات والجامعات والمستشفيات وتشييد الجسور، وبأموال الشعب وأموال قروض الخارج راح المخلوع يبرم صفقات الأسلحة من روسيا والصين، وتخزينها في العاصمة وبقية المحافظات لاستخدامها لإسكات الشعب.

ورغم أن اليمن يحتل المرتبة 72 عالمياً في الإنفاق العسكري الذي يصل سنوياً إلى 1.4 مليار دولار؛ كان المخلوع في كل صفقاته وفساده في الإنفاق العسكري يعمل على بناء جيش عائلي لحمايته وحاشيته، وقبل ثورة 2011 بأشهر، قام صالح بعقد صفقة أسلحة روسية تتجاوز قيمتها مليار دولار، ضمن برنامج تحديث للجيش تقدر موازنته بـ 4 مليارات دولار.

اليوم وبعد أشهر من ضربات التحالف العربي على مخازن الأسلحة في صنعاء وبقية المحافظات، تبخرت كل تلك الأسلحة والصفقات، وتلاشى الجيش الذي ظل المخلوع يبنيه لحمايته وأسرته بعيداً عن حماية الشعب ومقدراته.. تلاشى لأن عقلية المخلوع المريضة قررت أن تنتقم من شعب بأكمله على ثورته، التي أزاحته من السلطة عام 2012؛ من خلال تسليم الدولة واقتصادها وأسلحتها ومعسكراتها، وكل ثرواتها لجماعة مسلحة تتعامل بقوة السلاح ولا تعرف إلا القتل وسفك الدماء.

منذ خمسة أشهر واليمن يخسر الكثير من أبنائه وأمواله ومقدراته.. منذ خمسة أشهر واليمن يخسر ماضيه ومستقبله، فمتى يمكن لنزيف الخسائر هذا أن يتوقف ويعود اليمن سعيداً على الأقل في وجه أبنائه..؟!

 
اقرأ أيضاً: الحرب تهدد تجار اليمن بالإفلاس