هل تنجح سلطنة عُمان في توطين صناعة الرقائق؟

هل تنجح سلطنة عُمان في توطين صناعة الرقائق؟

16 مارس 2024
نجحت السلطنة في اختبارات دامت 6 أشهر لأول شريحتين عُمانيتين من الرقائق (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عُمان تسعى جاهدة لجذب الاستثمارات الأجنبية في صناعة الرقائق الإلكترونية، مع تحديات تتعلق بالطاقة المتجددة والحاجة لكهرباء نظيفة، لكن توقيع مذكرة تعاون مع اليابان واهتمام شركات كورية يعزز موقفها.
- "جهاز الاستثمار العُماني" ومجموعة "إذكاء" يدعمان توطين صناعة الرقائق بنجاح اختبار "عُمان 1" و"عُمان 2"، مما يعكس التزام السلطنة بالابتكار وتعزيز مكانتها في التكنولوجيا الفائقة.
- الحكومة العمانية تركز على تدريب الشباب وجذب الاستثمارات لتعزيز قطاع الرقائق الإلكترونية، مستفيدة من الموارد الطبيعية مثل السيليكون والكوبالت، وتستعد لضمان مكانة استراتيجية في الصناعات المستقبلية.

رغم المساعي الكبيرة التي تبذلها عُمان لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في صناعة الرقائق الإلكترونية محلياً، ثمة تساؤلات تحيط بهذه المساعي باعتبار أن السلطنة غير مشهورة محلياً بهذا النوع من الصناعات المتقدمة.

لكن هذا التحدي أصبح أكثر يُسراً بعدما اهتمت شركات يابانية بالفكرة واستحوذت مؤخراً على حصة كبيرة من السوق المتنامية للصناعة الدقيقة، وهذا ما ترجمه "جهاز الاستثمار العُماني" في السادس من الشهر الجاري، بتوقيع مذكرة تعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية.

وتخوض عُمان هذا الغمار فيما تواجه جهود الشركات المتخصصة نحو التوسع في صناعة الرقائق الإلكترونية صعوبات في تبنّي مصادر الطاقة المتجددة في عملياتها التي تحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء، ما يدفع بعضها إلى البحث عن أسواق جديدة تتوافر فيها الكهرباء النظيفة، وقد أبدت شركات كورية رغبتها في الاستثمار في مجال الرقائق الإلكترونية في السلطنة.

ويأتي ذلك بعد استثمار مجموعة "إذكاء"، التابعة لصندوق سلطنة عمان السيادي، في شركة "جي إس إم اي- عُمان" التي أسستها الشركة العالمية لأشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة الأميركية، ونجحت في اختبارات استمرت 6 أشهر لأول شريحتين عُمانيتين من الرقائق الإلكترونية، هما "عُمان 1" و"عُمان 2"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء العمانية.

وفي هذا الصدد، يعزو الخبير الاقتصادي خلفان الطوقي في تصريح لـ"العربي الجديد" اتجاه السلطنة لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية إلى احتواء أراضيها على بعض المواد الخام المستخدمة في صناعة تلك الرقائق، مثل السيليكون والكوبالت، مشيراً إلى تنامي الوعي الحكومي بأهمية هذا المورد على مستوى العالم.

ويضيف الطوقي أن الحكومة تدرّب الشباب ليكونوا لاعبين في الموارد البشرية الفاعلة في قطاع صناعة الرقائق الإلكترونية، وجذب الاستثمارات إلى هذا القطاع من داخل السلطنة وخارجها، خاصة من دول الخليج، لافتاً إلى أن افتتاح مصانع لها من شأنه ضمان إفادة مزدوجة لاقتصاد عُمان بحيث تستفيد الحكومة من الموارد الطبيعية فضلاً عن توظيف الشباب بأعداد كبيرة.

كما تستعد الحكومة العمانية لتضمن مكانة مستقبلية في الصناعات الاستراتيجية، بحسب الطوقي الذي أشار إلى أن إمكانية استضافة عُمان للمستثمرين في هذا المجال بما ينسجم مع مساعي الحكومة لتبني القاعدة الكاملة لتصنيع الرقائق الإلكترونية داخل السلطنة.

وقد نقلت الصحيفة المحلية الصادرة بالإنكليزية "عُمان أوبزرفر" عن الرئيس التنفيذي لشركة GSME، فرحت جهانجير، أن الخطوات التي اتخذتها السلطنة "بداية مثيرة" في قطاع أشباه الموصلات، مشيراً إلى أن نجاح اختبار "عمان-1" و"عمان-2" يعكس التزامها بالابتكار.

بدوره، يعتبر المحلل المتخصص في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات، كونراد برابهو، أن هذا الإنجاز من شأنه أن "يعكس الرؤية الاستراتيجية لعُمان 2040، ويُبرز الكفاءات العمانية في مجال التكنولوجيا الفائقة، ويساهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة السلطنة مركزاً للتكنولوجيا في المنطقة".

المساهمون