هكذا حافظ الليبيون على صناعة المنتجات الصوفية رغم أعباء الحرب

على مدار عشر سنوات، تكافح صناعة الصوف في ليبيا من أجل البقاء، بسبب الأعباء وقلة الإمكانيات التي أوجدتها الحرب، لاسيما وأن المنتجات الصوفية تعد أحد الصناعات القديمة.
كاميرا "العربي الجديد" قامت بجولة في مدينة بني وليد الليبة والتي تحتضن مجمع للصناعات الصوفية، ويقول الناجح الحضيري، رئيس مجلس إدارة شركة المصنوعات الصوفية، إن الحرروب الدائرة على مدار السنوات الماضية لم تفلح في إيقاف عجلة الإنتاج.
ويشير الحضيري، إلى أن مصنع المنسوجات في بني وليد قد تعرض لتدمير شل أجرء كبيرة منه، إلا أنه وبمجهود العاملين عادو بعد أسبوعين للعمل من جديد، وتغلبوا على الكثير من الصعاب حتى يقف على قدمية و يعود الي طاققته الإنتاجية.
ويوضح الحضيري، أن مصنع بني وليد للصناعات الصوفية تأسس عام 1979 ودخل الإنتاج سنة 1983م ليقدم الفرش الأرضي بجميع أنواعه وأشكاله.
وحول خطوط إنتاحية المصنع ، يشير الحضيري إلى أن هناك ثلاث خطوط وهي خط السجاد العجمي، وخط الموكيت، وخط اللباد، إضافة إلى خطين ثانويين آخريين هما وحدة خلط المادة اللاصقة الداخلة في الإنتاج، بالإضافة إلى وحدة إنتاج أنابيب الكرتون المستعملة في تغليف لفات السجاد.

ويسرد الحضيري، أن إدارة المصنع تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي على المستويين المحلي والقومي، بل والاستغناء عن الاستيراد، واستغلال الثروة المحلية من الصوف الليبي الخام الذي يعتبر من أجود الأنواع في العالم.
من جهتها، تقول رجاء مفتاح إحدى العاملات في المصنع، إنها بدأت العمل في المصنع منذ حوالي 4 سنوات ونصف، مشيرة إلى أنها امتهنت حرفة تصحيح الأخطاء عن طريق عامل أجنبي كان يدربها على العمل في بداية انضمامها للمصنع.

اقتصاد الناس

التحديثات الحية

500 ألف فرصة عمل للتونسيين في ليبيا

وبخصوص مراحل الإنتاج، فتوضح مفتاح، إن " عملية الإنتاج تمر بمراحل هدة منها صالة الفرز، فبعد استلام الصوف الخام من المزارعين والمربين يكون مخلوطاً بعدة ألوان ونوعيات مختلفة يتم فرزها؛ صوف أبيض، وصوف أسود، وصوف أحمر، وبعد الفرز يتم كبس الصوف في شكل بالات ذات وزن 350 كغم ويتم استخدامه في مراحل الإنتاج.
بعد ذلك تأتي مرحلة غسل الصوف بأحدث التقنيات، حيث يتم التنظيف وسحب الأتربة والشوائب عن طريق مواد التنظيف والمواد الكيميائية وإضافة مواد تمنع تسوس الصوف تحت درجات حرارة معينة وبعد الانتهاء من التنظيف يدخل الصوف إلى مرحلة الصباغة بعدة ألوان مختلفة".
وبعد الصباغة تأتي مرحلة الكرد والغزل، التي يهيأ فيها الصوف الخام على هيئة غزل ليتم استخدامها في المنتجات مثل السجاد والتريكو .
في الوقت نفسه، لفتت إلى أن المصنع بحاجة إلى تطوير ماكينات الخياطة حيث يعود صناعتها الي سبعينيات القرن الماضي، مضيفة أن المرتبات غير مجزية مقارنه بحجم العمل و ذقته حيث ان هذه الوظيفة هي مصدر دخلها الأساسي متمنية أن يتحسن حال المصنع واستمرارها في عملها الذي فضلته منذ سنوات برفقة زميلاتها بالمصنع.