تحديات اقتصادية تواجه حكومة الدبيبة والانتخابات المرتقبة

تحديات اقتصادية تواجه حكومة الدبيبة والانتخابات المرتقبة

23 مايو 2021
أحد أهم واجبات الحكومة تعزيز القطاع الخاص وتنويع الاقتصاد (فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت الباحثة الإيطالية فيديريكا سايني فازانوتَي، أن ليبيا تشهد في الأسابيع الأخيرة فترة من الأمل السياسي المتجدد، بعد ما يقرب من عامين من الصراع الداخلي الناجم عن الطموحات التوسعية للمشير خليفة حفتر الذي لم يفاقم، بسبب حصاره لطرابلس، من فقر البلاد فحسب، بل دفع أيضا العديد من اللاعبين الأجانب إلى تغيير توجهاتهم فيما يتعلق بالتدخل في الديناميات الداخلية الليبية. 
وقد توسعت في هذا الاتجاه جبهات دعمه، غير العابئة بالمطالبات الرسمية له بالانسحاب، ما أفسح المجال لكثير من الشكوك حول إمكانية تحقيق استقرار أو احترام العملية الانتخابية، المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري. 
وتابعت فازانوتَي، في تقرير حالة عن ليبيا تضمنه ملف (بحر متوسط موسع) في عدد شهر مايو/أيار من دورية (مرصد السياسة الدولية) التي يصدرها البرلمان الإيطالي بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، أن ليبيا مازالت هشة للغاية على المستوى الاقتصادي، ما يرجع على وجه الخصوص إلى الغياب شبه الكامل لمبادرة خاصة بإيرادات استخراج النفط التي مازالت في قبضة الدولة.
وعلى الرغم من ذلك، فقد انهارت معدلات الإنتاج، بسبب الحرب وتراجع الطلب على النفط، نتيجة لتفشي جائحة كورونا، من 1.2 مليون إلى أقل من 200 ألف برميل يومياً، قبل أن ترتفع مرة أخرى بعد الاتفاق السياسي.
وعلى وقع تلك الخسائر، اضطرت الحكومة إلى أن تعيد النظر في الإنفاق العام بنسبة 22%، واستقطعت تبعاً لذلك 20% من رواتب موظفيها. وسوف يكون أحد واجبات، ليس حكومة الوحدة الوطنية الحالية بقدر ما هي الحكومة التي سوف تتمخض عنها الانتخابات المقبلة في ديسمبر/كانون الأول، تعزيز القطاع الخاص وتنويع الاقتصاد.

وأضافت فازانوتَي، وهي خبيرة بمعهد بروكينغز ومعهد دراسات السياسة الدولية الإيطالي (ISPI)، أنه من بين النقاط المهمة التي تدعو إلى التأمل أن حكومة عبد الحميد الدبيبة، على الرغم من فترتها المؤقتة الممتدة لأشهر معدودات، قد اقترحت موازنة ضخمة للغاية لعام 2021 تبلغ قرابة الـ 100 مليار دينار ليبي (نحو 22 مليار دولار)، مع خطة عمل للتوسع والاستثمارات الهيكلية وإشارات ضئيلة للغاية إلى الانتخابات. تلك الموازنة لم تحظ بقبول مجلس النواب الذي أعادها إلى الحكومة مع العديد من التصويبات. 
إلى ذلك، ثمة مشكلات أخرى مطروحة، وفي هذا الإطار تبرز مسألة الأمن مع وجود قوات أجنبية على الأراضي الليبية وآلاف من الميلشيات الليبية المتصارعة فيما بينها على اقتسام السلطة، ما يمثل التهديد الأكبر لديمومة الاستقرار. 
وهناك عداوة أخرى يتوجب على الدبيبة حلها، ألا وهي الخصومة القائمة منذ سنوات، بين مصطفى صنع الله، رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية، وصديق الكبير، محافظ البنك المركزي الليبي، بشأن رغبة مؤسسة النفط في الاستحواذ على إيرادات النفط وعدم تمريرها إلى البنك المركزي.
ورأت الخبيرة الإيطالية أنه من المحتمل أن يكون تأسيس الدبيبة لوزارة للنفط يعكس نيته مقاومة طلب صنع الله وإدارة إيرادات النفط من خلال الوزارة وتحت المسؤولية المباشرة لحكومة الوحدة الوطنية.

المساهمون